اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

اقتحام بن غفير للأقصى.. تصعيد إسرائيلي جديد ومصر تحذّر من انفجار إقليمي

اقتحام
اقتحام

في خطوة استفزازية جديدة ضمن مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية، أقدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، برفقة مئات المستوطنين، على اقتحام باحات المسجد الأقصى، في ذكرى ما تسميه إسرائيل "توحيد القدس"، و التي تمثل للفلسطينيين والعرب ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967.

هذا التحرك ليس مجرد فعل رمزي، بل يمثل رسالة سياسية مشحونة بالعدوانية تجاه الوجود الفلسطيني في القدس، و يأتي ضمن محاولات متواصلة لفرض واقع جديد في الحرم القدسي الشريف.

موقف مصر وتحذيراتها

كما أعربت مصر، عبر بيان رسمي لوزارة خارجيتها، عن إدانتها الشديدة لهذا الاقتحام، واعتبرته استمراراً لنهج التصعيد الإسرائيلي الممنهج، و "تصرفاً متهوراً" من شأنه أن يؤدي إلى نتائج وخيمة.

و حذرت القاهرة من أن مثل هذه الممارسات لا تسيء فقط إلى مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم، بل تهدد بشكل مباشر استقرار المنطقة، خصوصاً في ظل التوتر المتصاعد نتيجة الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من عام ونصف.

مصر تجدد تأكيدها على الحقوق الفلسطينية المشروعة

وجددت مصر تأكيدها على أهمية دعم المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية المشروعة، و على رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، و عاصمتها القدس الشرقية. هذه الرسالة تعكس التزام القاهرة الثابت بمبادئ القانون الدولي، و رفضها لمحاولات فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة.

دلالة الاقتحام في السياق الإقليمي

خطوة بن غفير ليست معزولة عن السياق السياسي الداخلي في إسرائيل، حيث يستخدم هذا النوع من الاستعراضات الشعبوية لحشد القاعدة اليمينية المتطرفة، و توجيه الأنظار بعيداً عن الأزمات السياسية و العسكرية التي تعصف بحكومة نتنياهو، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات الدولية بسبب الكارثة الإنسانية في غزة.

إشارات خطيرة لتقويض الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى

و في الوقت نفسه، تحمل مثل هذه الخطوات إشارات خطيرة إلى محاولات تقويض الوضع القانوني و التاريخي للمسجد الأقصى، الذي يقع تحت الوصاية الأردنية، و هو ما يُنذر بتفجير الأوضاع في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، و يزيد من احتمالات انزلاق المنطقة نحو جولة جديدة من العنف.

و في النهاية يمثل اقتحام المسجد الأقصى من قبل مسؤول حكومي إسرائيلي وعلى هذا النحو العلني، تحدياً صارخاً للمواثيق الدولية، وضرباً بعرض الحائط لمساعي التهدئة الإقليمية. وبينما تتصاعد نداءات التحذير من دول مثل مصر، يبقى الرهان على تحرك دولي حقيقي يضع حداً لهذه السياسات الاستفزازية، ويعيد التأكيد على حرمة المقدسات وحقوق الشعوب في مواجهة الاحتلال.

تاريخ الانتهاكات الإسرائيلية

ويذكر أنه قد بدأت اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى عام 2003 ببضعة آلاف، ثم أخذت أعدادهم تزداد سنويا بشكل ملحوظ، حتى تجاوزت 41 ألفا في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2023، وفقا لتقرير نشره موقع الجزيرة .

وكانت الاقتحامات أكثر كثافة في فترة الأعياد اليهودية، وإليكم أعداد المقتحمين في العقدين الأخيرين:
بين 2004 و2013 تراوح عدد المقتحمين بين 6 و7 آلاف سنويا.
بين 2014 و2016 تضاعف العدد ليتراوح بين 11 و14 ألفا.
بين 2017 و2020 تضاعف العدد مرة أخرى ليتراوح بين 25 و29 ألفا.
عام 2021 بلغ إجمالي عدد المقتحمين نحو 35 ألفا.
عام 2022 ارتفع العدد إلى 42 ألفا.

وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 بلغ عدد المقتحمين 41 ألفا.