اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

مخاوف إسرائيلية بشأن قدرات مصر العسكرية

الجيش المصري
الجيش المصري

أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المستقيل، هرتسي هاليفي، عن قلقه حيال تنامي القدرات العسكرية لمصر، محذراً من أن "التهديد الأمني المصري قد يتغير في أي لحظة"، وفقاً لما أوردته القناة الـ14 الإسرائيلية.
جاءت تصريحاته خلال كلمة ألقاها أمام خريجي دورة ضباط في مدينة حولون الإسرائيلية، حيث أشار إلى امتلاك مصر جيشاً كبيراً ومجهزاً بتقنيات قتالية متطورة، تشمل طائرات حديثة، وغواصات متقدمة، وصواريخ بعيدة المدى، بالإضافة إلى عدد هائل من الدبابات وقوات المشاة. ورغم اعترافه بعدم وجود تهديد مباشر حالياً، أكد أن هذا الوضع قد يشهد تحولاً مفاجئاً.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يستعد فيه هاليفي لتسليم مهامه إلى خلفه، إيال زامير، في الأسبوع الأول من مارس، ما يشير إلى أن مخاوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من التنامي العسكري المصري قد تكون جزءاً من إعادة ترتيب الأولويات الأمنية الإسرائيلية.

تحذيرات متكررة وسيناريوهات محتملة
لم تكن تصريحات هاليفي الأولى من نوعها، فقد سبق أن عبّر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، عن مخاوف مشابهة، متسائلاً عن الدوافع وراء الإنفاق العسكري المصري الكبير رغم غياب تهديدات مباشرة على حدودها. وأشار دانون إلى أن مصر تستثمر مئات الملايين من الدولارات سنوياً في تحديث معداتها العسكرية، معبراً عن قلقه بشأن امتلاكها غواصات ودبابات متطورة. وبعد أحداث 7 أكتوبر 2023، شدد على ضرورة مراقبة مصر عن كثب والاستعداد لأي سيناريو قد يطرأ.

رد مصري حازم
في المقابل، جاء الرد المصري واضحاً وحاسماً، حيث رفض مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، تصريحات دانون، مشيراً إلى أنها لم تُطرح في محافل رسمية، وبالتالي لا تستوجب رداً رسمياً. وأضاف أن مصر كدولة قوية ومسؤولة تحتاج إلى جيش قادر على حماية أمنها القومي، مؤكداً أن امتلاك قدرات دفاعية متقدمة هو جزء من استراتيجية تحقيق الردع والحفاظ على توازن القوى، وهو ما يضمن الاستقرار والسلام في المنطقة.

كما شدد عبد الخالق على أن العقيدة العسكرية المصرية ذات طبيعة دفاعية، إلا أنها تمتلك القدرة على الردع إذا دعت الحاجة. وأشار إلى أن الجيش المصري، ذو التاريخ العريق الممتد لآلاف السنين، يتمتع بقدرات تجعله قادراً على مواجهة أي تهديد محتمل، مما يعزز موقف مصر كقوة إقليمية ذات نفوذ استراتيجي.

دلالات التصعيد الإسرائيلي وتوازن القوى في المنطقة
تُبرز هذه التصريحات والتحذيرات الإسرائيلية المتكررة وجود مخاوف حقيقية لدى إسرائيل من تصاعد القوة العسكرية لمصر، وهو ما قد يكون مرتبطاً بتغيرات إقليمية ودولية تؤثر على موازين القوى. كما تعكس محاولات إسرائيلية لإعادة ترتيب أولوياتها الأمنية في ظل المتغيرات الجيوسياسية الأخيرة، خاصة بعد حرب غزة والتحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها.

من ناحية أخرى، يعكس الرد المصري تأكيداً على موقفه الراسخ في الحفاظ على قدراته الدفاعية ضمن إطار استراتيجية وطنية تضمن الأمن والاستقرار، دون الانجرار وراء أي محاولات للتصعيد غير المبرر. وبينما تبقى العلاقات المصرية الإسرائيلية قائمة على اتفاقيات السلام والتعاون الأمني، فإن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تفتح باب التساؤلات حول مدى استقرار هذه العلاقات في المستقبل، في ظل تغير الديناميكيات العسكرية في المنطقة.