تصعيد إسرائيلي في غزة وسط تصريحات تحريضية وتأجيل صفقة الأسرى

دعا نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي، نيسيم فاتوري، إلى قتل جميع الرجال البالغين في قطاع غزة، معتبرًا أن إسرائيل تتعامل مع سكان القطاع بـ"تسامح زائد"، وفق ما نقلته إذاعة "كول برما" العبرية.
في السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي مستعد لاستئناف القتال المكثف في غزة في أي لحظة، مشيرًا إلى وضع خطط عملياتية جاهزة لذلك. كما أبدى دعمه لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن منح سكان غزة "حرية المغادرة وإنشاء غزة أخرى".
من جهة أخرى، أرجأ نتنياهو إطلاق سراح أكثر من 600 أسير فلسطيني ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق غزة، بعدما سلمت حركة حماس 6 أسرى إسرائيليين. وبرر القرار بـ"انتهاكات حماس"، زاعمًا أن الحركة تستغل الرهائن لأغراض دعائية".
وتنتهي المرحلة الأولى من الصفقة يوم السبت المقبل، حيث يستمر وقف إطلاق النار طالما أن المفاوضات حول المرحلة الثانية جارية، إلا أن تقارير إعلامية أشارت إلى عدم وجود تقدم ملموس في المحادثات.
وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة في غزة، أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 عن 48,339 قتيلاً و111,753 جريحًا.
من جانبه حذّر نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، من التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية، مؤكدًا أن إسرائيل تمضي في استكمال ما بدأته في قطاع غزة من عمليات إبادة جماعية.
وفي تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، دعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية إلى التدخل الفوري لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها في مدن الضفة الغربية، وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات حقيقية لتجنيب المنطقة مزيدًا من التوتر والتصعيد.
تصعيد عسكري واسع في الضفة
منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الشهر الماضي، تشنّ إسرائيل حملة عسكرية مكثفة في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل العشرات في مخيمات اللاجئين بجنين وطولكرم ونور شمس والفارعة، في تصعيد غير مسبوق.
إجراءات إسرائيلية مشددة ضد الفلسطينيين
في هذا السياق، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، بأن 40 ألف فلسطيني جرى إجلاؤهم من مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، مؤكدًا أن إسرائيل لن تسمح لهم بالعودة، ما يعزز المخاوف من تصعيد عمليات التهجير القسري.
رفض فلسطيني للتهجير والوطن البديل
أكد أبو ردينة أن مستقبل فلسطين سيحدده الشعب الفلسطيني وحده عبر قراره الوطني المستقل، مشددًا على أن أي حلول مستقبلية لا يمكن أن تتم إلا بموافقة منظمة التحرير الفلسطينية. كما شدد على رفض أي مخططات للتهجير القسري أو إقامة دولة فلسطينية دون القدس عاصمة لها.
ومنذ بداية العدوان، حول الاحتلال عدداً من المنازل إلى ثكنات عسكرية، ما أدى إلى صعوبة حركة السكان في تلك المناطق. وفقاً لمصادر في بلدية جنين ومركز خدمات المخيم، فقد تم هدم حوالي 120 منزلاً بشكل كامل، بينما تضرر العشرات بشكل جزئي. كما تشير التقديرات إلى أن عدد المعتقلين في جنين قد وصل إلى حوالي 160 شخصاً، في وقت يستمر فيه الاحتلال في تنفيذ اعتقالات واسعة النطاق في المدينة وبقية بلدات المحافظة، في عمليات شبه يومية.
ما يشير إلى واقع مرير يعيشه سكان محافظة جنين، حيث يُواجهون آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تفرق بين المدنيين والأهداف العسكرية، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويضع المجتمع الدولي أمام تحدٍّ جديد في محاولة للضغط على الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات المستمرة.
قامت قوات الاحتلال بتعزيز وجودها العسكري في مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، حيث نشرت فرق المشاة في الشوارع والأزقة، واستمرت في مداهمة المنازل وتفتيشها، مع تخريب محتوياتها.
في الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على مخيمي طولكرم ونور شمس، مانعةً الدخول أو الخروج منهما، ما يعوق وصول طواقم الإغاثة التي تسعى لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان المحاصرين في بعض حارات المخيمين. وبالرغم من المناشدات اليومية، لا تزال هذه القوات تمنع وصول المستلزمات الأساسية مثل الطعام والماء والأدوية وحليب الأطفال.