شراكة استراتيجية بين موريتانيا وإسبانيا.. تعزيز التعاون لمواجهة التهديدات الأمنية والهجرة غير الشرعية
أعلنت موريتانيا وإسبانيا يوم الأربعاء عن تعزيز تعاونهما لمواجهة التهديدات الأمنية والتحديات المشتركة، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.
جاء هذا الإعلان في ختام زيارة رسمية قام بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، والتي شملت أيضًا جولة في غامبيا والسنغال.
وبحسب بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء الموريتانية، ركزت المباحثات على أهمية تعزيز التعاون في مجال الهجرة النظامية ومكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، بما في ذلك التهريب والاتجار بالبشر. وأعرب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ورئيس الحكومة الإسبانية عن التزامهما بالعمل المشترك لتأمين إدارة فعالة للهجرة، مؤكدين على أهمية إدارة تدفقات الهجرة بطريقة عادلة وإنسانية.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن الهجرة وإعلان نوايا مشترك حول مكافحة الجريمة المنظمة. تهدف مذكرة التفاهم إلى وضع إطار عمل للتعاون بين البلدين، يتضمن مشروعًا تجريبيًا لاختيار العمال الموريتانيين في بلد المصدر، مما يعكس الالتزام بالاستفادة من الخبرات المشتركة لمواجهة التحديات المتعلقة بالهجرة.
وأكد البيان أن التعاون في مجال الهجرة يُعد من الأولويات البارزة في العلاقات بين موريتانيا وإسبانيا. كما شدد على أهمية الحوار مع الاتحاد الأوروبي، الذي يفتح أبوابًا جديدة لتعزيز التعاون المشترك والبحث عن حلول دائمة لقضايا الهجرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها بيدرو سانشيز إلى موريتانيا خلال العام الجاري، حيث سبق له أن زار نواكشوط في فبراير الماضي برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وقد أسفرت الزيارة السابقة عن إعلان تقديم مساعدات بقيمة 522 مليون يورو لموريتانيا، لدعم التنمية الاقتصادية والتصدي للهجرة غير النظامية.
تعتبر موريتانيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين من دول إفريقيا الراغبين في الوصول إلى أوروبا، هربًا من النزاعات المسلحة والأزمات الاقتصادية. وتواصل السلطات الموريتانية جهودها لمواجهة تحديات الهجرة غير النظامية، حيث سجلت مؤخرًا حوادث غرق قوارب مهاجرين قبالة سواحل نواكشوط وأنجاكو، مما يسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال.
وفي ختام الزيارة، أعرب سانشيز عن ارتياحه للتقدم المحرز في علاقات التعاون بين البلدين، معبرًا عن أمله في أن تسهم الاتفاقات الجديدة في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
وفي ختام زيارة فبراير الماضي، أعلن المسؤولان الأوروبيان تقديم مساعدات بقيمة 522 مليون يورو لموريتانيا لتعزيز تنميتها الاقتصادية والتصدي للهجرة غير النظامية.
وترتبط نواكشوط باتفاقيات في مجال التصدي للهجرة غير النظامية مع عدة دول أوروبية، خصوصا إسبانيا، إذ تعد موريتانيا معبرا رئيسيا لمهاجرين من دول إفريقية يرغبون في الهجرة إلى أوروبا، بحثا عن حياة أفضل وهربا من نزاعات مسلحة وأزمات اقتصادية في دولهم.
وأواخر يوليو الماضي، انتشلت السلطات الموريتانية 25 جثة لمهاجرين غير نظاميين، كما تمكنت من إنقاذ 103 آخرين إثر غرق قاربهم قبالة سواحل العاصمة نواكشوط.
وقبل ذلك بأيام، أعلنت السلطات الموريتانية العثور على جثث 87 مهاجرا غير نظامي قرب شواطئ مدينة أنجاكو أقصى جنوب غربي البلاد.