غارات الطائرات المسيرة في مالي.. مواجهة بين الجيش والإرهابيين تتحول إلى مأساة مدنية
أعلن الجيش المالي، اليوم الاثنين، عن تنفيذ عملية عسكرية شمال البلاد أسفرت عن القضاء على 21 من العناصر الإرهابية.
وفي بيان رسمي نشره راديو "فرنسا الدولي"، أوضح الجيش أن الطائرات بدون طيار استهدفت معاقل الإرهابيين، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 21 شخصًا. وطالب الجيش السكان المدنيين بالابتعاد عن هذه المناطق المستهدفة لضمان سلامتهم.
وأشار الراديو إلى أن الطائرات بدون طيار نفذت غارات ليلية عبر بوركينا فاسو على مدينة تنزاواتين، الواقعة بالقرب من الحدود الجزائرية، شمال مالي.
يُذكر أن الجيش المالي تكبد خسائر كبيرة في مواجهته لتحالف المتمردين المعروف بـ "الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية" في نهاية يونيو الماضي، في نفس المنطقة.
من جهة أخرى، أعلن تحالف من الجماعات المؤيدة للاستقلال بقيادة الطوارق عن مقتل 21 مدنيًا، بينهم 11 طفلًا، في قرية شمال مالي بالقرب من الحدود مع الجزائر، نتيجة غارات جوية بطائرات مسيرة يوم الأحد. إذا تأكدت هذه المعلومات، فإن الهجوم على قرية تنزاواتين سيكون الأعنف والأكثر فتكًا بالمدنيين بواسطة الطائرات المسيرة منذ انهيار اتفاق السلام بين المجلس العسكري الحاكم والجماعات المسلحة المؤيدة لاستقلال شمال مالي.
وقال تحالف "الإطار الاستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد"، في بيان صدر عن المتحدث محمد المولود رمضان، إن الغارات استهدفت صيدلية يوم الأحد، وتبعتها غارات أخرى على المدنيين الذين تجمعوا لمعاينة الأضرار الأولية. وأوضح البيان أن الحصيلة المؤقتة للهجمات تضمنت 21 قتيلاً مدنيًا، بينهم 11 طفلًا ومدير الصيدلية، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والأضرار المادية الكبيرة.
في المقابل، أكد الجيش المالي، عبر بيان بثه التلفزيون الرسمي، وقوع هذه الضربات الجوية في قرية تنزاواتين يوم 25 أغسطس 2024، وأوضح أن الضربات كانت تستهدف العناصر الإرهابية.
تأتي هذه الضربات بعد أسابيع من الهزيمة الكبيرة التي مُني بها الجيش المالي ومرتزقة شركة "فاغنر" الروسية على يد المتمردين الطوارق ومقاتلي جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وفي هذا السياق، أشار رضا ليامووري، الباحث في مركز "السياسة من أجل الجنوب الجديد"، إلى أن الجيش المالي والمرتزقة الروس يفتقرون إلى وجود قوي على الأرض في منطقة كيدال، مما يجعل استخدام الطائرات المسيرة هو السبيل الوحيد للتعامل مع الجماعات المسلحة في المنطقة. وأضاف أنه من المتوقع أن تزداد وتيرة الغارات الجوية، والتي قد تستهدف المدنيين كعمل انتقامي بعد الهزيمة الكبيرة التي تعرضت لها مرتزقة فاغنر في شمال مالي.