اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

غزة تحت النار.. استمرار الإبادة الجماعية والتهجير القسري وسط صمت دولي

غزة
غزة

في سياق حرب الإبادة المتواصلة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، شهدت مدينة غزة ومناطق أخرى في القطاع، اليوم الأحد، تصعيدًا غير مسبوق في الهجمات الجوية والمدفعية، تزامنًا مع سياسة تهجير قسري منهجية تدفع السكان إلى النزوح جنوبًا.
وأكد مصدر طبي في مستشفى "المعمداني" وصول خمس جثامين وعدد من المصابين، إثر غارة جوية استهدفت منزلاً في حي "لندن" شمال شرق مدينة غزة. في حين سُجِّلت مجزرة جديدة في "سوق الزاوية" بحي المرحاض، بعدما قصفت طائرة مسيّرة سوقًا شعبيًا مكتظًا، مما أسفر عن سقوط عدد غير محدد من الشهداء والجرحى.

قصف المدفعية الإسرائيلية

وفي الجنوب، واصلت المدفعية الإسرائيلية قصفها العنيف لمناطق متفرقة من مدينة خان يونس، مما فاقم معاناة السكان الذين فرّوا من مناطقهم الأصلية بحثًا عن ملاذ آمن لم يعد له وجود.
الاحتلال أعلن صباح اليوم، عبر منصاته الرسمية، توجيه أوامر إخلاء فوري لسكان عشرات الأحياء في مدينة غزة ومحيط جباليا، أبرزها: الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، التفاح، الدرج، الصبرة، الروضة، الزهور، تل الزعتر، وجباليا النزلة والبلد ومعسكر جباليا. ودعا سكان هذه المناطق للنزوح نحو "منطقة المواصي" في الجنوب، تحت تهديد مباشر باعتبار المناطق المُخلاة "مناطق قتال غير آمنة".
وتؤكد المعطيات الميدانية أن سياسة الاحتلال ترتكز على تفريغ شمال ووسط القطاع من سكانه، بهدف فرض واقع ديموغرافي جديد يخدم مشروع "التهجير الجماعي" طويل الأمد، والذي يشكل امتدادًا لمخططات "الحل النهائي" للوجود الفلسطيني في غزة.
حصيلة الشهداء
وفقًا لأحدث الإحصاءات، تجاوز عدد الشهداء منذ بداية العدوان 56,412 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 133,054 مصابًا، في ظل انهيار كامل للمنظومة الصحية. وتشير تقديرات محلية إلى أن هناك ما لا يقل عن 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، لا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول إليهم، نتيجة الحصار والتدمير الممنهج للبنية التحتية.
وفي سياق موازٍ، يواصل الاحتلال وقطعان مستوطنيه حملة اعتداءات عنيفة على سكان الضفة الغربية، إذ اقتحمت قوات الاحتلال، صباح اليوم، قرية "خلة الضبع" في مسافر يطا جنوب الخليل، واعتدت بالضرب على عدد من السكان، بينهم نساء وأطفال. وأسفر الاعتداء عن إصابة المسن علي الدبابسة (85 عامًا) بجروح خطيرة، نُقل على إثرها إلى المستشفى بعد فقدانه للوعي.
هذه الاعتداءات تأتي ضمن سياسة تهجير مستمرة تستهدف سكان التجمعات البدوية في مسافر يطا لصالح التوسع الاستيطاني، حيث تُستخدم القوة والترويع كأداة لإفراغ الأرض من أهلها.
إن المشهد في فلسطين اليوم لا يقتصر على حرب تقليدية، بل يمثل نموذجًا صارخًا لجريمة إبادة جماعية ممنهجة، تتقاطع فيها القصف الجوي، التهجير القسري، والتجويع، مع انتهاكات يومية لحقوق الإنسان، في ظل عجز دولي عن وقف هذا النزيف الإنساني المستمر.