اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

فور وقف إطلاق النار.. مصر تستعد لعقد مؤتمر القاهرة لإعمار غزة

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على اهمية الدفع باتجاه العودة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرا إلى أهمية ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل للخروج بصفقة.

واشار عبد العاطي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته النمساوية بياتي مينل ريزينغر في القاهرة السبت، الى أهمية النفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية إلى سكان قطاع غزة، لأن "سياسية التجويع الممنهج الذي تنتهجه إسرائيل هو انتهاك سافر لأبسط قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وبحث مع نظيرته النمساوية، الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، منوها بأنه فور التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ستبادر مصر بالتنسيق مع الأمم المتحدة والبنك الدولي إلى عقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار؛ لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية وتثبيت السكان على أرضهم ومواجهة كل مخططات التهجير "المرفوضة تماما"، وفق قوله.

وأشار إلى أهمية اعتراف مزيد من الدول بالدولة الفلسطينية، لإرسال رسالة إلى الشعب الفلسطيني بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه.

ونوه بتكثيف مصر لجهود التوصل إلى اتفاق يحقن دماء الأبرياء في غزة ووضع حد للمأساة، مؤكدا أن ما يحدث حاليا هو "قتل من أجل القتل وجرائم ترتكب تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي دون أي تحرك يمنع هذه الجرائم".

وأعرب عن تطلع مصر لدور أمريكي فاعل، بينما تتواصل الجهود المصرية القطرية الأمريكية للبناء على الزخم الذي تحقق في ملف إيران ووقف إطلاق النار، مضيفا أن إسرائيل تمارس القتل اليومي دون أي جدوى.

وأضاف أن المباحثات تطرقت كذلك إلى الوضع في البحر الأحمر والقرن الإفريقي والأمن المائي، بالإضافة إلى قضايا ليبيا والسودان، مشددا على أن "المياه قضية مصر الوجودية ولا يمكن التفريط فيها".

ويذكر ان تقرير أمريكي، أعلن عن "حالة من الارتباك" في مصر، بسبب استمرار وسائل الإعلام المصرية في الترويج لخطاب مناهض لإسرائيل خلال حربها مع إيران بينما تحاول الحكومة كبح جماح الروايات الشعبوية.

وسلط تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الضوء على تناقض متزايد بين المصالح الجيوسياسية لمصر والخطاب الإعلامي الذي تتسامح معه أو تديره، مما يهدد بإضعاف مصداقيتها الدبلوماسية في ظل التوترات الإقليمية.

وأشار التقرير إلى حادثة رمزية عكست هذا التناقض، حيث نشرت سلسلة مطاعم مصرية شهيرة صورة ترويجية لطبق الكشري، الطبق الوطني المصري، مرتبا على شكل صاروخ في اليوم السادس من عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية ضد إيران في يونيو 2025.

وأوضح التقرير أنه تم تفسير الصورة، التي بدت مولدة بالذكاء الاصطناعي، على نطاق واسع كدعم لإيران، حيث احتفت بها وسائل إعلام إيرانية، زاعمة كذبا أن إسرائيل هددت المطعم، محذرا من أن هذا الخطاب الإعلامي، الذي يبدو شعبويا، يتعارض مع مصالح مصر الاستراتيجية خاصة أن إيران تشكل تهديدا اقتصاديا وأمنيا للقاهرة، وتسعى لأهداف إقليمية متعارضة.

وأوضح التقرير أن هذا التناقض ليس جديدا، بل يعكس استراتيجية قديمة للتوازن بين الخطاب الشعبي والسياسة الرسمية، لكنه أصبح "غير مستدام" في ظل التحديات الحالية، أنه مع استمرار هذا الارتباك الإعلامي، قد يؤثر سلبا على السياسة الخارجية المصرية، خاصة في علاقاتها مع الشركاء الإقليميين والدوليين، ويضعف دورها كوسيط في الصراعات الإقليمية، مثل مفاوضات غزة.

يأتي هذا التقرير في سياق تصاعد التوترات الإقليمية بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، التي نفذتها حماس، والتي أعقبتها حرب إسرائيلية على غزة أودت بحياة أكثر من 56 ألف فلسطيني و132 ألف مصاب، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وفي يونيو الجاري نفذت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد" ضد منشآت نووية إيرانية، مما أثار ردود فعل متباينة في المنطقة.