اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

واشنطن تلوّح بسلام شامل وطهران تتمسك بحقها النووي وسط شكوك متبادلة

مفاوضات نووية
مفاوضات نووية

في سياق جيوسياسي متوتر، تُطرح احتمالات التسوية بين إيران والولايات المتحدة على طاولة النقاش من جديد، بعد موجة تصعيد غير مسبوقة شملت مواجهات مباشرة بين إيران وإسرائيل، وضربات عسكرية أميركية استهدفت المنشآت النووية الإيرانية. وتتجه الأنظار الآن نحو مسقط، حيث كان من المقرر عقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية في 15 يونيو، قبل أن تلغى بسبب اندلاع الحرب.


التصعيد الإيراني - الإسرائيلي ونقطة التحول


اندلعت المواجهة بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو، وتطورت بسرعة إلى مواجهة مباشرة ذات أبعاد إقليمية، شاركت فيها الولايات المتحدة عبر ضربات جوية استهدفت منشآت نووية رئيسية مثل "نطنز" و"فوردو". هذا التدخل الأميركي جاء بعد ما وصفه البيت الأبيض بتحقيق "جميع الأهداف"، في خطوة تهدف ـ حسب واشنطن ـ إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان استقرار المنطقة.


الخطوط الحمراء الأميركية


أكد ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، أن الولايات المتحدة تعتبر التسلح النووي الإيراني خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. وأشار إلى أن أي امتلاك نووي لطهران سيدفع الدول الأخرى في المنطقة إلى السعي للحصول على السلاح ذاته، ما يهدد بانفجار سباق تسلح إقليمي.


وأضاف ويتكوف أن إدارة ترمب لا تزال تأمل في التوصل إلى "اتفاق سلام شامل" مع إيران، رغم فشل جولات سابقة من المفاوضات، مستنداً إلى ما اعتبره تغيراً في الموقف الإيراني و"استعداداً أكبر للحوار".


مفاوضات جديدة.. واحتمال عودة الصراع


بدوره، أعلن الرئيس دونالد ترمب أن بلاده ستستأنف المفاوضات مع إيران خلال الأسبوع المقبل، ملمّحاً إلى إمكانية توقيع اتفاق جديد يتضمن تفكيك البرنامج النووي الإيراني. وأكد أن الطرفين ـ إسرائيل وإيران ـ مرهقان من الحرب، لكن لم يستبعد عودة الصراع، بقوله: "قد يتجدد القتال يوماً ما، وربما قريباً".


كما كشف ترمب أن مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية، ماركو روبيو، يدرس إمكانية صياغة اتفاق جديد، مشيراً إلى أن طهران "لن تعود بسهولة إلى برنامجها النووي"، وفق تعبيره.

الشكوك مستمرة

في المقابل، شكّك المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في جدية واشنطن، معبّراً عن استعداد بلاده للحوار من حيث المبدأ، لكنه حمّل الولايات المتحدة المسؤولية عن التناقض بين خطابها الدبلوماسي وتصرفاتها العسكرية. ولفت بقائي إلى أن "الدبلوماسية لم تنقطع حتى في أوقات الحرب"، لكن استمرار العدوان يؤكد أن الأطراف الأخرى "تفتقد النوايا الحقيقية".


وأكدت طهران أنها متمسكة بحقها في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، موجهة انتقادات حادة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمةً إياها بالخضوع للتسييس وفقدان الاستقلالية.


جدل حول نتائج الضربة الأميركية


من أبرز المحاور الخلافية بين الإدارة الأميركية ووسائل الإعلام، ما أُثير من جدل حول نجاح الضربة العسكرية الأميركية في تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل. إذ تسربت تقارير استخباراتية من وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA) تُشكك في مدى فاعلية الضربات، معتبرة أنها أخّرت البرنامج لكنها لم تُنهِه. وقد أثار هذا الأمر غضب البيت الأبيض الذي اعتبر التسريبات "كاذبة وخطيرة".
في المقابل، قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، تولسي جابارد، إن تقييمات سرية جديدة تدعم رواية ترمب بشأن "التدمير الكامل للمنشآت النووية الإيرانية"، متهمة الإعلام بتسريبات غير دقيقة تهدف لتقويض قيادة الرئيس الأميركي.

موضوعات متعلقة