إيران تحرك غواصات فاتح وقدير اتجاه الخليج العربي..ودول تعلن الطوارئ

في الوقت الذي أعلن فيه التليفزيون الإيراني، عن بدأ الغواصات فاتح وقدير وتراك، التحرك باتجاه الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز استعداد محتملا لعملية كبيرة قد تبدأ الليلة، راحت بعض دول الخليج العربي تعلن حالة من الطوارئ تحسبا لأي تداعيات في حالة أن قامت إيران بضرب القواعد الأمريكية في الخليج، لاسيما أنه بعد إعلان ترامب أنه قام بعملية عسكرية ناجحة لضرب المفاعلات النووية الإيرانية ، خرجت إيران لتعلن صراحة أنه الآن أصبح كل هدف أمريكي ضمن بنك الأهداف الإيرانية، راحت وزارة الخارجية القطرية تعلن إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتاً في أجواء الدولة، حرصاً على سلامة المواطنين، والمقيمين، والزائرين.
وفي منشور على منصة "إكس"، قالت وزارة الداخلية البحرينية: "في ضوء التطورات الأخيرة بالموقف الأمني الإقليمي، نهيب بالمواطنين والمقيمين أن يكون إشغال الطرق الرئيسية عند الضرورة، حفاظا على السلامة العامة، وذلك من أجل إفساح المجال لاستخدام الطرق من قبل الأجهزة المعنية".
وفي السياق ذاته، أعلن جهاز الخدمة المدنية في البحرين أنه "تقرر تفعيل العمل بالوزارات والأجهزة الحكومية عن بعد بنسبة 70 في المئة، ما عدا في القطاعات التي يتطلب عملها الحضور الشخصي، أو التي لديها إجراءات عمل خاصة في حالات الطوارئ، وبما تقتضيه السلامة العامة، وذلك اعتباراً من اليوم وحتى إشعار آخر".
يُذكر أن السلطات البحرينية كانت قد أعلنت قبل أيام تفعيل الخطة الوطنية للطوارئ المدنية والمركز الوطني لإدارة الطوارئ، وشرعت في اختبار صفارات الإنذار في أنحاء المملكة.
وأضاف التلفزيون الإيراني، أن البرلمان قد وافق بالفعل على إغلاق مضيق هرمز والقرار النهائي مرهون بموافقة أعلى هيئة أمنية، ومن جانبها أفادت مصادر إيرانية عبر وسائل إعلام إيرانية أن طهران اتخذت قرارا بغلق مسار مضيق هرمز رسميا ، وأن إيران بدأت فعليا في إعادة الناقلات إلى مضيق هرمز، والسفن التي من المقرر أن تعبر مضيق هرمز تقوم بدورة 180 درجة في الساعة 9:15 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة هذا الصباح.
ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية البريطانية، تحذيرا صباح اليوم بشأن السفر إلى دول الخليج العربية تحسبا لتداعيات الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، لاسيما بعد الإعلان اليوم عن تعرض قاعدة عسكرية أمريكية في الحسكة، شمال شرق سوريا، لهجوم إيـراني، بينما أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية إيقاف رحلاتها إلى الخليج حتى إشعار أخر تحسبا لاي هجوم إيراني في منطقة الخليج .
الاتحاد الأوربي يحذر ويطلب تهدئة الأوضاع
ومن جانبها حذرت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم الاثنين من أن إغلاق إيران مضيق هرمز "سيكون خطيرا للغاية".
يأتي ذلك وسط تهديد إيران بالرد على الهجمات الأميركية التي استهدفت فجر أمس الأحد مواقع نووية إيرانية.
وقال المسؤولة الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي يدعو إلى حل دبلوماسي وخفض التصعيد.
وأشارت كالاس إلى أن وزراء الخارجية الأوروبيين يركزون خلال اجتماع في بروكسل على إيجاد "حل دبلوماسي" عقب الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية.
وشددت في تصريح لصحفيين على أن "المخاوف من رد وتصعيد الحرب كبيرة، خصوصا إغلاق إيران مضيق هرمز، وهو أمر خطير للغاية ولن يكون في مصلحة أحد".
وبالفعل، أجج الهجوم الأميركي على مواقع نووية رئيسية في إيران المخاوف من احتمال تعطل حركة الملاحة في مضيق هرمز.
ولم تنفذ طهران حتى الآن تهديداتها بالرد على الولايات المتحدة، سواء باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة أو بمحاولة تقويض إمدادات النفط العالمية.
لكن بنك غولدمان ساكس قال في مذكرة إن التوقعات تشير إلى احتمال بنسبة 52% أن تغلق إيران مضيق هرمز خلال 2025، مستندا إلى بيانات من بولي ماركت.
وقال غولدمان ساكس "رغم أن الأحداث في الشرق الأوسط لا تزال غير مستقرة فإننا نتوقع محفزات اقتصادية قوية لدول -من بينها الولايات المتحدة والصين– للحيلولة دون تعطيل طويل الأمد وضخم لمضيق هرمز".
تهديد نقل شحنات النفط
ويمر ما يقارب ربع شحنات النفط العالمية عبر المضيق الذي تشترك فيه إيران مع سلطنة عمان والإمارات.
وقال تلفزيون "برس تي في" الإيراني أمس إن القرار النهائي بشأن إغلاق مضيق هرمز بعد القصف الأميركي متروك للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وذلك بعد أن أفادت تقارير بأن البرلمان أيد هذا الإجراء.
وقال نيل روبرتس رئيس قسم الملاحة البحرية والجوية لدى "لويدز ماركت أسوسييسن" إن التصرف الأميركي زاد احتمالات أن ترد إيران أو الحوثيون ضد أهداف ذات صلة.
وبالنظر إلى "الانخفاض الملحوظ" في عدد السفن الغربية في البحر الأحمر، قال روبرتس إن ضرب أهداف في مضيق هرمز قد يكون أكثر رجحانا.
وأضاف "لكن هناك اعتقاد لدى الأغلبية بأن هناك حدودا على ما ستفعله إيران أو يمكنها فعله في مضيق هرمز بسبب مصالحها في ظل اعتماد الكثير من الدول على المضيق".
والسؤال هنا ماذا لو تم تم إغلاق مضيق هرمز؟ والإجابة سوف تتمثل في ارتفاع كبير في أسعار النفط عالميًا
لأن الإمدادات ستنخفض بشكل مفاجئ، سيكون هناك توتر سياسي وعسكري دولي لأن دولًا مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعتمد على استقرار مرور الطاقة، فضلا عن تأثر اقتصاديات دول الخليج كون صادراتهم النفطية تعتمد بشكل كبير على هذا الممر الحيوي، فضلا عن ردود فعل عسكرية محتملة مثل تحريك أساطيل بحرية لحماية الملاحة.
ويذكر أن مضيق هرمز، يعد أهم مركز لتجارة النفط البحري في العالم، فوفقاً لتقديرات منظمة معلومات الطاقة الأمريكية في عام 2018 فقد عبر نحو 18 مليون و500 ألف برميل نفط عن طريق مضيق هرمز. يمثل هذا الرقم نحو 19% من إجمالي الطلب العالمي على النفط في العام نفسه، والذي قُدّر بنحو 97 مليون و200 ألف برميل. يوجد في العالم ثمانية معابر استراتيجية لتجارة النفط.