الفاشر تحت النار وبورتسودان في مرمى الطائرات.. تصاعد الصراع العسكري يفاقم المأساة الإنسانية في السودان

في تطور خطير للصراع المستمر في السودان، اتهم الجيش السوداني "قوات الدعم السريع" بشن قصف عنيف على أحياء سكنية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين بين قتيل و جريح. هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت يشهد فيه الإقليم توتراً متزايداً وسط تقارير عن تحركات عسكرية مكثفة.
وفقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع السودانية، تمكنت القوات المسلحة من اعتراض 26 مركبة قتالية تابعة لقوات الدعم السريع، كما تمكنت من تدميرها بالكامل. كما أشار البيان إلى تحييد وإصابة عشرات العناصر من قوات الدعم، في ما يبدو أنه رد مباشر على الهجمات التي طالت الفاشر.
الفاشر تحت النار وبورتسودان في مرمى الطائرات.. تصاعد الصراع العسكري يفاقم المأساة الإنسانية في السودان
كما لم تتوقف التوترات عند إقليم دارفور؛ فقد شهدت مدينة بورتسودان الساحلية، و التي تُعد حالياً المقر المؤقت للحكومة السودانية، قصفاً متكرراً عبر مسيّرات على مدى ستة أيام متتالية. استهدفت هذه الضربات مواقع استراتيجية، ما يثير تساؤلات خطيرة حول الجهة التي تقف وراء استخدام هذا النوع من الأسلحة المتطورة، كما يعكس تحولاً نوعياً في طبيعة المواجهات.
جذور الأزمة في السودان
كما بدأت الأزمة الحالية قبل أكثر من عامين، عندما تعثرت جهود الانتقال إلى الحكم المدني في السودان بسبب خلافات حادة حول مسألة دمج "قوات الدعم السريع" داخل بنية الجيش النظامي. بينما تحول هذا الخلاف إلى صراع دموي مفتوح بين الطرفين، أدى إلى دمار واسع ونزوح جماعي للسكان، حيث تجاوز عدد النازحين داخلياً وخارجياً 12 مليون شخص حتى الآن.
قراءة في المشهد السوداني
في حين يعد التصعيد في الفاشر وبورتسودان يكشف عن هشاشة الوضع الأمني في السودان، و يشير إلى اتساع رقعة المواجهات لتشمل مناطق كانت تُعد آمنة نسبياً. كما يعكس فشل كافة المبادرات السياسية والإقليمية في وقف النزيف المستمر، و غياب إرادة حقيقية لدى الأطراف المتصارعة للجلوس إلى طاولة الحوار.
من جهة أخرى، يُنذر استخدام الطائرات المسيّرة بتغير في أسلوب الحرب، ما يفتح الباب أمام احتمالات لتدخل أطراف خارجية أو استخدام تقنيات عسكرية متقدمة قد تؤدي إلى مزيد من الانفلات الأمني.
بينما في ظل هذا التصعيد، يبقى المدنيون هم الحلقة الأضعف في معادلة الصراع، وسط تدهور إنساني ومعيشي غير مسبوق. بينما مع غياب أفق سياسي واضح، تزداد المخاوف من تحوّل السودان إلى ساحة مفتوحة لحرب طويلة الأمد تهدد استقرار الإقليم بأسره.