تسريب فاضح.. ننشر نص التحقيق الذي أقر بفشل مخابرات و«شاباك» الاحتلال

أقر بفشله، واعترف بإخفاقه في منع هجوم 7 أكتوبر، وأعلن ضعف مصادره الاستخبارية.. هذه مصطلحات جاءت في تحقيق داخلي لـ جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، نشر مساء الثلاثاء، عن وجود إخفاقات داخلية خطيرة خلال الفترة التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر 2023، إلا أنه أشار في الغالب إلى عناصر خارجية.
وتضمنت الإخفاقات السياسية والأمنية الأكبر التي أشار إليها التقرير تقسيماً غير واضح للمسؤوليات مع الجيش، وسياسة حكومية دفاعية مبالغ فيها فيما يتصل بغزة على مر السنين، وعدم قدرة جهاز الشاباك على مواجهة عدو يشبه الجيش مثل حماس.
وأجريت التحقيقات ــ التي جاءت في أعقاب تحقيقات الجيش في إخفاقاته المحيطة بالهجوم ــ داخليا من قبل كل وحدة من وحدات الشاباك وفريق خارجي من كبار موظفي الجهاز السابقين وغيرهم من الخبراء، الذين قدموا سلسلة من النتائج والاستنتاجات والتوصيات.
وقال "الشاباك": إن العديد من النتائج لا تزال سرية، لأنها من شأنها أن تكشف عن أدوات وأساليب استخباراتية سرية يستخدمها الجهاز المخابراتي.
وتوصل التحقيق إلى أن جهاز الأمن العام (الشاباك) فشل في توفير تنبيه بشأن الهجوم واسع النطاق الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، حيث لم تسفر الإشارات التحذيرية التي تلقاها جهاز الأمن العام (الشاباك) ليلة السادس من أكتوبر عن اتخاذ إجراءات كبرى.
ومن بين المؤشرات قيام عناصر حماس في غزة بتفعيل 45 شريحة هاتف إسرائيلية، وهي قصة تم تداولها على نطاق واسع، ولكن لم يتم تأكيد رقم محدد حتى هذا التقرير، وأشار التحقيق إلى عدة أسباب تتعلق بالاحترافية والإدارة، والتي ساهمت في الفشل.
وبالإضافة إلى ذلك، وجد التحقيق أن جهاز الشاباك لم يقلل من شأن حماس، بل على العكس، حيث كان لدى الجهاز "فهم عميق للتهديد، وكان لديه مبادرات ورغبة في إحباط التهديد وخاصة استهداف قادة حماس".
لماذا لم يحذر الشاباك من هجوم 7 أكتوبر؟
وقد تم تقديم عدة أسباب لعدم إصدار جهاز الأمن العام (الشاباك) أي تنبيه بشأن الهجوم واسع النطاق الذي شنته حماس، من بينها أن الشاباك كان يمتلك منذ عام 2018 معلومات حول خطة حماس لهجوم شامل على إسرائيل، عُرفت باسم "جدار أريحا"، لكن لم يتم اعتبارها تهديدًا محوريًا.
وأوضح التحقيق أن هذه الخطة، التي أُعيد تقييمها في 2022، لم تُدرج ضمن السيناريوهات المرجعية لدى الجهاز، ولم يتم التعامل معها كخطة فعلية لهجوم مستقبلي، ولم يتم تحويل الخطط إلى سيناريو يتدرب عليه الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك).
والسبب الثاني يتمثل في تقسيم غير واضح للمسؤولية بين الجيش وجهاز (الشاباك)، الذي كان يجب أن تقدم تحذيرًا للحرب، وسط تحول حماس من جماعة إلى قوة عسكرية كاملة.
وأشار التحقيق إلى أن تركيز جهاز الشاباك كان منصبا على إحباط الهجمات ، ولم تكن أساليبه قابلة للتطبيق على عدو يتصرف كجيش.
وجاء في التحقيق أنه خلال الليل بين السادس والسابع من أكتوبر، كانت هناك فجوات في "التعامل مع المعلومات ودمج الاستخبارات"، فضلاً عن العمليات التي لم تتبع البروتوكول المعتاد، وعدم وجود "اندماج" مع استخبارات الجيش .
كما كانت هناك فجوات في عمل آليات الرقابة على الاستخبارات، وكان التقييم هو أن حماس تحاول إثارة التوتر في الضفة الغربية، وليست مهتمة بفعل ذلك في قطاع غزة.
وذكر التقرير أنه كان لدى جهاز الأمن العام (الشاباك) "فهم خاطئ" لقوة السياج الحدودي الإسرائيلي مع غزة وقدرة الجيش الإسرائيلي على الرد، فيما لم يتم التشكيك في نوايا حماس المزعومة بشكل كافٍ خلال التقييمات.