صراع المصالح.. ثروات أوكرانيا في «أيد غير أمينة»
استغل ستيفان سيجورني، مفوض الاستراتيجية الصناعية في الاتحاد الأوروبي، الاقتراح المنافس للطرح الأمريكي، على المسؤولين الأوكرانيين الذين التقى بهم في العاصمة كييف، خلال زيارة المفوضية الأوروبية بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب الروسية في أوكرانيا.
وعرض الاتحاد الأوروبي اتفاقه الخاص بشأن "المواد الحيوية" على أوكرانيا، في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن واشنطن تقترب من توقيع اتفاق مع كييف بشأن الحقوق في مواردها الطبيعية الشاسعة، وفق ما أوردت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقال سيجورني، إن "أوكرانيا يُمكن أن توفر 21 من المواد الثلاثين الأساسية التي تحتاجها أوروبا، في إطار شراكة مربحة للجانبين". وأشار بشكل واضح إلى أن "القيمة المضافة التي تقدمها أوروبا هي أننا لن نطالب أبدا باتفاقية لا تعود بالنفع على الطرفين".
وحسب بوليتيكو، طرح ترامب مبادرات عدوانية متزايدة تجاه أوكرانيا فيما يتصل بحقوقها في ثرواتها المعدنية، مطالبًا بما يصل إلى 500 مليار دولار تعويضًا عن دعم واشنطن لكييف في مواجهة موسكو.
وحتى الآن، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التوقيع على مسودتي اتفاقيتين اقترحتهما إدارة ترامب، قائلًا إن الشروط، التي ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنها تضمنت تخلي كييف عن عائدات المعادن والنفط والغاز، بالإضافة إلى الأرباح من الموانئ والبنية التحتية الأخرى بما يصل إلى 500 مليار دولار، كانت قاسية للغاية.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي، أمس الأول الأحد: "لن أوقع على ما سيتعين على 10 أجيال من الأوكرانيين سداده"، لكن ترامب أصر، أمس الاثنين، على أن "الاتفاق النهائي، قريب للغاية" وأنه سيشمل "المعادن النادرة وأشياء أخرى مختلفة".
وتتمتع أوكرانيا بمخزونات ضخمة من العناصر والمعادن الأساسية، من الليثيوم إلى التيتانيوم، والتي تعتبر حيوية لتصنيع التقنيات الحديثة ومطلوبة بشدة في السباق العالمي على الموارد، كما أنها تمتلك احتياطيات هائلة من الفحم، فضلًا عن النفط والغاز واليورانيوم، ولكن الكثير من هذه الاحتياطيات يقع في أراضٍ تحت السيطرة الروسية.
وتزامنًا مع الطرح الأوروبي، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء أمس الاثنين، بيع المعادن الأرضية النادرة التي تمتلكها روسيا إلى شركات أمريكية، بما في ذلك تلك الموجودة في أوكرانيا، مؤكدًا بذلك رسالته إلى دونالد ترامب بأن هناك ربحًا يمكن تحقيقه في روسيا.
وقال بوتين: "نحن مستعدون للعمل مع شركائنا، بما في ذلك الأمريكيون"، مضيفًا أن روسيا قد تستأنف بيع الألومنيوم إلى الولايات المتحدة، وأضاف الرئيس الروسي: "لا شك أن لدينا، وأود التأكيد، موارد من هذا النوع أكثر بكثير من تلك الموجودة في أوكرانيا"، وأكد بوتين، إن صفقات التنقيب عن المعادن النادرة المحتملة يمكن أن تمتد أيضًا إلى الرواسب في الأراضي الواقعة في شرق أوكرانيا، التي تسيطر عليها روسيا.
