دعم مفاجئ لنتنياهو في مفاوضات غزة.. انقسامات داخل ”الليكود” وفتح باب الأمل لاتفاق مع حماس
ذكرت القناة 12 العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد تلقى مئات الرسائل التي تحتوي على دعم من أعضاء وقيادات حزب "الليكود"، وذلك لدفعه للمضي قدمًا في التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غزة. واعتبرت القناة العبرية أن هذا الموقف يعد مغايرًا للمواقف السابقة التي أبدتها قيادات الحزب في الجولات السابقة من المحادثات حول الرهائن، حيث أن هذه المبادرة جاءت مفاجئة في ظل الأوضاع الراهنة.
وأشارت القناة إلى أن رئيس بلدية ديمونا، بيني بيتون، قد قاد مبادرة دعم لنتنياهو من خلال جمع تواقيع من عدد من الأعضاء البارزين في حزب "الليكود". وقالت القناة إن رسائل دعم أعضاء الحزب لنتنياهو تضمنت إشادة بموقفه الثابت في قضية الرهائن، والجهود التي يبذلها من أجل العمل على استعادة هؤلاء الرهائن في الوقت الراهن، والتي تهدف إلى إنهاء معاناتهم المستمرة.
على الرغم من الدعم الذي حصل عليه نتنياهو من بعض قيادات "الليكود"، أوضحت القناة العبرية أن هذا الدعم لا يخفي وجود تيار واسع داخل الحزب يرفض بشكل قاطع إنهاء الحرب مع حركة حماس. وتوضح القناة أن هذا الانقسام داخل الحزب يعكس تعقيد الموقف السياسي لنتنياهو، خاصة مع الضغوط التي يتعرض لها من شركائه في الائتلاف الحاكم. وذكرت القناة أن من بين هؤلاء الشركاء، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذين يعارضون بشكل شديد الدخول في أي مفاوضات مع حماس لإنهاء الحرب في غزة.
وفيما يتعلق بالمفاوضات، نقلت القناة العبرية عن مصادر قولها إنه بعد أشهر من التفاوض والرفض، أصبح التوصل إلى اتفاق في غزة الآن أكثر احتمالاً مما كان عليه في السابق. وقد وافقت حركة حماس على مطلبين رئيسيين لإسرائيل، الأول هو التنازل عن بقاء القوات الإسرائيلية في غزة لفترة مؤقتة، وهو ما كان يبدو مستحيلاً في الأسابيع الماضية. أما المطلب الثاني، فقد تقدمت حماس بقائمة بالرهائن الذين يحتجزونهم، وتشمل هذه القائمة مواطنين أميركيين ونساء وكبار السن، مما يعزز الأمل في إمكانية بدء عملية الإفراج عن هؤلاء الأسرى في وقت قريب.
ويُعتبر هذا التنازل من حركة حماس تغييرًا كبيرًا في موقفها، حيث كانت الحركة قد اشترطت في السابق إنهاء الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة بشكل كامل، وهو ما كان يُعتبر أحد الشروط الرئيسية التي تعيق التوصل إلى اتفاق. لكن التنازل الحالي من حماس قد يفتح الباب أمام إمكانية الوصول إلى اتفاق يساهم في وقف إراقة الدماء ويفتح المجال أمام الحلول الإنسانية التي طالما طالبت بها العديد من الأطراف الدولية.
وتأتي هذه المستجدات في وقت حساس، بعد أكثر من عام على الصراع المستمر في غزة، حيث فشلت العديد من جولات المحادثات السابقة بسبب الخلافات العميقة بين الطرفين حول شروط وقف إطلاق النار. ومع تزايد الضغوط الدولية، أصبحت المفاوضات الحالية تحظى بمتابعة مكثفة من وسطاء عرب ودوليين، وفي مقدمتهم مصر والولايات المتحدة، اللذان يمارسان ضغطًا مستمرًا على الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وفي هذا السياق، يُتوقع أن تشمل هذه المفاوضات هدنة تمتد لشهرين، في مقابل إطلاق سراح حوالي 30 رهينة، بالإضافة إلى إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، مع السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.