أمطار سوداء تملأ سماء دارفور.. تحذيرات من عواقب بيئية خطيرة في السودان
تسبب هطول الأمطار السوداء في ولايتي شمال وجنوب دارفور، وخاصة في مدينتي الفاشر ونيالا وبعض البلدات المجاورة، في إثارة حالة من القلق والهلع بين السكان المحليين.
وفي تفسير هذا الظاهرة، يشير المتخصصون إلى أن السبب الرئيسي هو التلوث البيئي الناتج عن الانبعاثات الكثيفة للأدخنة، إذ غالباً ما تتساقط الأمطار السوداء في المناطق التي تشهد حرائق كبيرة، حيث يكون المطر ملوثاً بذرات من الدخان.
وفي تصريح صحفي، أوضح الخبير البيئي السوداني بشري حامد أن ظهور الأمطار السوداء يعد من بين الآثار البيئية الخطيرة الناتجة عن الحرب المستمرة في السودان، والتي بدأت بالفعل بالظهور في عدة مناطق من البلاد.
وأضاف حامد أن هذه الأمطار قد تترتب عليها مشاكل بيئية أكبر وأكثر خطورة، خاصة في ظل عدم القدرة على إجراء التحاليل الكيميائية والفيزيائية أو الميكروبيولوجية اللازمة للعينات، مما يعيق الفهم العلمي الكامل لما تحتويه هذه الأمطار.
من جانبه، أشار الباحث في الشؤون البيئية جلال محمد ياسين إلى أن تفاعل الغازات السامة مثل ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت والنيتروجين مع بخار الماء يمكن أن يؤدي إلى تكوين غيوم وسحب دخانية سوداء، مما يتسبب في هطول أمطار سوداء ذات حموضة عالية.
وفي سياق متصل، أدت الأمطار الغزيرة في السودان إلى تجاوز قدرة السدود على التحمل، مما أسفر عن انهيار سد أربعات، الذي كان يهدف لتخزين مياه الينابيع والأمطار بسعة تبلغ 25 مليون متر مكعب. وقد أسفرت هذه الكارثة عن وفاة 30 شخصاً على الأقل، بالإضافة إلى مئات المفقودين.