اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

مقاطعة كابو ديلجادو.. تحديات أمنية في مواجهة الإرهاب المتزايد

في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في مقاطعة كابو ديلجادو في شمال موزمبيق، شهدت دول الجوار، بما في ذلك رواندا وتنزانيا، جهودًا متزايدة لمساعدة موزمبيق في مواجهة التهديدات الأمنية. تحتوي هذه المقالة على تحليل لدور رواندا وتنزانيا في مساعدة موزمبيق في مكافحة الإرهاب والتطرف في كابو ديلجادو.

مقاطعة كابو ديلجادو هي إحدى المناطق الإدارية في شمال موزمبيق، تشتهر هذه المنطقة بموقعها الاستراتيجي على الساحل الشمالي لموزمبيق وتطل على المحيط الهندي. ومع ذلك، فإن المنطقة أصبحت مأزومة بشكل متزايد بسبب التحديات الأمنية، بما في ذلك الهجمات الإرهابية والتمرد العسكري.

منطقة كابو ديلجادو تواجه تحديات أمنية جسيمة ناتجة عن نشاط جماعات متطرفة مسلحة، مثل مجموعة الشباب وتنظيم "الدولة الإسلامية" الموجود في وسط إفريقيا (ISIS-Central Africa Province). هذه الجماعات تشن هجمات متكررة على المدن والقرى في المنطقة، مما يؤدي إلى نزوح السكان المحليين وتفاقم الأزمة الإنسانية.

يشترك رواندا وتنزانيا ودول أخرى في المنطقة في جهود سد الثغرات الأمنية في كابو ديلجادو، سواء من خلال تقديم الدعم العسكري، أو تبادل المعلومات الاستخباراتية، أو تعزيز التعاون الإقليمي. تتطلب هذه الجهود تنسيقاً فعّالاً بين الدول المجاورة والمنظمات الإقليمية والدولية لمكافحة التهديدات الأمنية وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

وفي ذات الإطار، تعهدت رواندا بأن ترسل مدداً من الجنود إلى محافظة كابو ديلجادو المحاصرة في موزمبيق حيث شنَّ الإرهابيون موجة جديدة من الهجمات في الأشهر الأخيرة بعد أن تكبدوا خسائر عسكرية على أيدي القوات الدولية.

سيأتي جنود رواندا للمساهمة في تجنب حدوث ثغرة أمنية بينما ترحل بعثة مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (السادك) في موزمبيق (صميم) من المحافظة.

فقد ورد في مارس أن 300 من المقاتلين المتمردين استولوا على مدينة كيسانغا الساحلية، وهي من أبرز مراكز المحافظة، واحتلوها. وقطع المتمردون رؤوس ثلاثة من أفراد قوات الأمن في جزيرة كويريمبا القريبة منها في اليوم التالي.

وطالت الهجمات الجديدة مناطق لم يكد يصل إليها المقاتلون منذ بداية التمرد، مثل الزحف تلقاء مركز شيور بالقرب من حدود كابو ديلجادو الجنوبية.وقال مرصد «كابو ليجادو» الإلكتروني، وهو موقع معنى بأخبار التمرد، في مارس إن هذه الهجمات”تتسم بشدتها النسبية وغياب الرد الفعال من قوات الدولة.“

وقال العميد باتريك كاروريتوا، رئيس إدارة التعاون العسكري الدولي لقوات الدفاع الرواندية، إن بلاده أرسلت بالفعل نحو 2,500 من أفراد الجيش والشرطة منتشرين في مراكز أنكوابي وموسيمبوا دا برايا وبالما بمحافظة كابو ديلجادو.

وقال في تقرير لهيئة الاستعلامات الموزمبيقية إن انسحاب بعثة صميم ”يلزمنا باتخاذ تدابير معينة؛ فسنتولى تدريب جنود موزمبيقيين لتأمين الأماكن التي كانت قوات صميم متمركزة بها، ونزيد عدد قواتنا ونجعلها خفيفة الحركة حتى تؤمن مناطق أكبر.“

نجحت القوات الرواندية في عام 2021 في استعادة السيطرة على ميناء موسيمبوا دا برايا الشمالي من المتمردين، إذ سيطروا على المدينة نحو عام كامل، فعرقلوا مشروع كبير للغاز الطبيعي.

وأفاد موقع «زيتامار نيوز» أنه من المتوقع أن يبقى نحو 300 جندي من تنزانيا،

وهي من أعضاء السادك، في كابو ديلجادو بموجب اتفاقية أمنية ثنائية منفصلة. وتتمركز القوات التنزانية في مركز نانغادي الواقع في شمال كابو ديلجادو.

انسحبت قوات صميم من بوتسوانا وليسوتو وجنوب إفريقيا في الفترة من مطلع إلى منتصف أبريل، وقد أرسلت جنوب إفريقيا نحو 1,500 جندي إلى كابو ديلجادو، وكانت بذلك أكثر دولة أرسلت جنوداً إليها.ويقود متمردو أنصار السنة الموالون لتنظيم داعش تمرداً منذ عام 2017.

موضوعات متعلقة