اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الانتشار الخفي لتنظيم داعش في أوغندا.. تمويل خارجي وهجمات دموية

داعش في أوغندا
داعش في أوغندا

في الأعماق الضيقة للوديان المليئة بالأحراش في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ينمو بسرعة فرع محلي يعد أكثر فتكًا لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). يقوم هذا الفرع بتجنيد الأطفال لتعزيز صفوفه، وتنمية مهاراتهم في صناعة القنابل، وشن هجمات وحشية على القرى والكنائس والمرافق الطبية، دون أن يجذب الكثير من الاهتمام الدولي.

وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن "القوات الديمقراطية المتحالفة"، وهي مجموعة متمردة تعمل في شرق الكونغو وتم تصنيفها كتنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة بعد انضمامها لداعش، تسعى إلى زيادة عمليات تجنيد المقاتلين من مناطق أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط.


وفقًا لمحققين من الأمم المتحدة ومؤسسة "بريجواي"، التي مقرها الولايات المتحدة، ترتبط المجموعة المتشددة بشبكات تمويل أجنبية تدعمها بالأموال المستخدمة في تنفيذ التفجيرات. وتشير التقارير أيضًا إلى أن هذا العام كان الأكثر دموية في تاريخ المجموعة حتى الآن.

تأسست "القوات الديمقراطية المتحالفة" قبل عقود في أوغندا المجاورة، بهدف الإطاحة بحكومتها. وفي نهاية المطاف، عبر مقاتلوها الحدود باتجاه جمهورية الكونغو الديمقراطية.

اتسعت طموحات الجماعة بعد اعتقال مؤسسها في عام 2015، حيث تولى زعيم جديد يُدعى موسى بالوكو مقاليد الأمور. وقد تعهد بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في محاولة للحصول على التمويل.

وبالفعل بدأ تدفق الأموال لصالح المجموعة المتشددة بعد أن كادت تتوقف عن شن الهجمات.

ومنذ ذلك الحين، نفذت "القوات الديمقراطية المتحالفة" موجة من التفجيرات والهجمات أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين.

في يونيو الماضي، استهدفت المجموعة مدرسة بالقرب من الحدود بين أوغندا والكونغو، مما أسفر عن مقتل 41 شخصا، معظمهم أطفال أحرقوا وهم أحياء.

روى طفل كونغولي فر مؤخرا من المجموعة طبيعة الأفعال الوحشية التي كانوا يقومون بها.

ووفقا للصحيفة فإن "الهجمات الدولية" لتنظيم الدولة الإسلامية أصبحت أكثر تشتتا في السنوات الأخيرة بعد القضاء على ما يسمى بدولة الخلافة في سوريا والعراق.

منذ ذلك الوقت جرى تعزيز الفروع المحلية في أفغانستان ومنطقة الساحل في أفريقيا وبشكل أقل في وسط القارة.

في عام 2017، تم إجراء أول تحويلات نقدية موثقة مرسلة من قبل الدولة الإسلامية إلى "القوات الديمقراطية المتحالفة".

وبعد ذلك بعامين، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن ظهور فرع له في وسط إفريقيا، وكانت "القوات الديمقراطية المتحالفة" جزءا منه.

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على "القوات الديمقراطية المتحالفة" في عام 2021، واصفة إياها بأنها تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

واجه قرار انضمام "القوات الديمقراطية المتحالفة" إلى تنظيم الدولة الإسلامية في البداية معارضة داخلية.

وقالت فتاة تبلغ من العمر 16 عاما، كانت قد أمضت ثماني سنوات مع "القوات الديمقراطية المتحالفة" قبل الهروب، إن محمود وصل إلى الكونغو حاملا علما أسود وطلب أن يتعهد الجميع بالولاء للتنظيم أو التعرض للهجوم.

وتبين الصحيفة أن مؤسس "القوات الديمقراطية المتحالفة" جميل موكولو لطالما عارض تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك فعل ابنه موسى.

وأضافت الفتاة أن مقاتلين في "القوات الديمقراطية المتحالفة" قطعوا رأس موسى وتعرض اثنان من كبار القادة اللذين عارضا تنظيم الدولة الإسلامية للضرب حتى الموت.

حددت لجنة من خبراء الأمم المتحدة، لأول مرة، التفاصيل المتعلقة بالروابط بين "القوات الديمقراطية المتحالفة" والدولة الإسلامية في يونيو الماضي.

وأشارت كل من الأمم المتحدة ومؤسسة "بريجواي" إلى أن المجموعة تلقت الأموال من خلية جنوب أفريقية عملت مع أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في السودان.

وبينت الصحيفة أن هذا العنصر المعروف باسم بلال السوداني قتل في غارة عسكرية أميركية على مجمع كهوف في الصومال في وقت سابق من هذا العام.

وتشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن العبوات الناسفة التي تستخدمها "القوات الديمقراطية المتحالفة" كانت في البداية بدائية وغير فعالة، إلا أن قدرتها على صنع القنابل آخذة في الازدياد.

ونفذت الجماعة العام الماضي أولى هجماتها الانتحارية، بما في ذلك هجوم نفذته امرأة أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص في حانة عسكرية.

وفي يناير، قصفت الجماعة كنيسة في كاسيندي، وهي بلدة صغيرة على الحدود بين الكونغو وأوغندا مما أسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة 62 آخرين.

كذلك ازداد تأثير المجموعة في أماكن أخرى في أفريقيا، حيث وثق مراقبون أمميون سابقون صلات بينها وبين جماعات متمردة إسلامية مسؤولة عن قتل وتشريد آلاف المدنيين في موزمبيق.

بالمقابل يشير هؤلاء المراقبون إلى أن المسلحين الأجانب يشكلون نسبة ضئيلة من أفراد المجموعة، بينهم مقاتلون من بريطانيا ومصر والأردن.

تشكَّل التحالف في عام 1995، وبايع داعش علانية في عام 2018، وسماه داعش ولاية تنظيم داعش في وسط إفريقيا، وأعلن مسؤوليته عن بعض هجمات التحالف غربي أوغندا وشرقي الكونغو الديمقراطية.

ومنذ عام 2017، أبلغ مرصد كيفو الأمني عن وقوع 999 حادثاً ضلع فيها التحالف في محافظات شرقي الكونغو الديمقراطية المتاخمة لأوغندا ورواندا. ومنذ أكتوبر 2020، أعلن داعش مسؤوليته عن 72 هجوماً داخل الكونغو الديمقراطية، 65٪ منها ترتبط ارتباطاً مباشراً بهجمات تبيَّن ضلوع التحالف فيها.

وذكر المرصد أن عدداً كبيراً من الهجمات وقع عبر الحدود انطلاقاً من مقاطعة كاسيسي الأوغندية حيث وقع إطلاق النار على مبيت الطلبة في يونيو.

وأفاد التقرير الأممي أن داعش يمول التحالف منذ عام 2019 من خلال شبكة من الآليات المالية التي تمر عبر كينيا والصومال وجنوب إفريقيا وأوغندا. كما ينوِّه إلى أن التحالف أرسل مقاتلين إلى خارج قاعدته في محافظتي كيفو الشمالية وإيتوري سعياً لتوسيع عملياته في المنطقة؛ ربما حتى كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية.

موضوعات متعلقة