اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

التواجد الأمريكي في الصومال.. بين مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي

التواجد الأمريكي في الصومال
التواجد الأمريكي في الصومال

تتنوع دوافع التواجد الأمريكي في الصومال، وتشمل مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار في المنطقة، وحماية مصالحهم الاقتصادية والسياسية، وتعزيز الشراكات مع الحكومة الصومالية ودول المنطقة.

الولايات المتحدة بدأت توجيه اهتمامها للصومال في أوائل الثمانينيات، وزاد التواجدها في الصومال خلال عمليات الإغاثة الإنسانية في التسعينيات. ومن ثم، قامت بعمليات عسكرية محدودة هناك في بعض الأحيان، مثل عملية "ريستور هوب" عام 1992 والتي تلاها مهمة السلام الدولية.

توجد عدة أسباب لتواجد الولايات المتحدة في الصومال، منها:

مكافحة الإرهاب

يعتبر الصومال بؤرة للنشاط الإرهابي، وتعمل الولايات المتحدة على مكافحة الجماعات المتطرفة مثل الشباب المجاهدين وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP).

دعم الاستقرار

يسعى الأمريكيون إلى دعم الاستقرار السياسي والأمني في الصومال، للحيلولة دون تفاقم الصراعات الداخلية وتداعياتها على المنطقة.

حماية المصالح الاقتصادية:

يهتم التواجد الأمريكي بحماية المصالح الاقتصادية، مثل حرية الملاحة في مضيق باب المندب الحيوي والتجارة البحرية الاستراتيجية.

تعزيز الشراكات

يعمل التواجد الأمريكي على تعزيز الشراكات مع الحكومة الصومالية والقوى المحلية لتعزيز القدرات الأمنية والتنموية.

مساعدة الجهود الإنسانية

تلعب الولايات المتحدة الأمريكية ، دورًا في دعم الجهود الإنسانية في الصومال، سواء عبر تقديم المساعدات الإنسانية المباشرة أو عن طريق الدعم للمنظمات الدولية والمحلية.

هناك تحول في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مكافحة الإرهاب في الصومال؛ إذ تراجع الدور الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما أتضح جليًا في إصدار ترامب قرارًا في الرابع من ديسمبر 2020 يقضى بسحب القوات الأمريكية من الصومال؛ إذ كان يتواجد حوالي 700 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية لمساعدة القوات الأمنية الصومالية في محاربة حركة الشباب، وكانت القوات الأمريكية تدعم القوات الصومالية بمعلومات استخباراتية إلى جانب الغارات الجوية. ويعد قرار ترامب خطوة غير محسوبة، حيث مهد الطريق لحركة الشباب التي استغلت حالة الفراغ الأمني لتحقيق لزيادة نشاطها وتحقيق مزيد من التمدد.

في المقابل، يشهد الدور الأمريكي اهتمامًا متزايد في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإقليم القرن الأفريقي بوجه عام والصومال بشكل خاص، وفيما يتعلق بالاهتمام الأمريكي بالصومال، فقد أصدر بايدن قرارًا في منتصف شهر مايو 2022 بشأن إعادة مئات القوات الأمريكية إلى الصومال، ونشر أقل ‬من ‬500‬عسكري ‬أمريكي‬ لمساعدة القوات الصومالية في تحجيم حركة الشباب الإرهابية التي توسّعت عملياتها ونفوذها خلال الآونة الأخيرة.

هناك توافق أمريكي – صومالي فيما يتعلق بمواجهة حركة الشباب الإرهابية ليس فقط عن طريق السلاح، بل أيضًا مواجهة الحركة أيديولوجيًا؛ وذلك لتقليل الهجمات الإرهابية التي تشنها الحركة، ومنع انضمام أعضاء جدد للحركة. وتدعم الإدارة الأمريكية المحاور التي تتبناها الحكومة الصومالية حيال احتواء حركة الشباب الإرهابية.

موضوعات متعلقة