رئيس التحرير يكتب: وزير خارجية أمريكا والسخاء المصري

بقلم: محمود نفادى

توقفت كثيرا، متأملا التصريح الذي أطلقه انتوني بلينكن وزير الخارجية الامريكي، خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة السعودية الرياض، عندما تحدث عن مقترح مصر الاخير بشان وقف الحرب في غزة والذي يدور حوله الحوار حاليا بين مصر والاطراف المعنية بهذه الحرب، خاصة الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وقطر وحماس.
فقد وصف بلينكن المقترح المصري بعبارة "انه مقترح سخي جدا"، وهذا الوصف يعني ان مصر تدرك تماما اهمية وقف هذه الحرب، وانها تقدمت بمقترحات لا يمكن رفضها من اي طرف من الاطراف، لان تعبير "السخاء" يعني الكرم والعطاء.
وكما كانت مصر في وضع السخاء، في تقديم المساعدات الانسانية لابناء غزة منذ اندلاع هذه الحرب في السابع من اكتوبر وحتى الان، كانت في وضع "السخاء"، ايضا، تجاه ابناء غزة لانقاذهم من المعاناة الانسانية التي يتعرضون.
وبنفس القدر من الكرم والعطاء، قدمت مقترحات تتسم بالسخاء.
ومن المعروف ان الولايات المتحدة الامريكية لا تعرف المجاملة، مثلما نعرفها نحن هنا في عالمنا العربي، ولكن هذا الوصف من انتونى بلينكن يعني بكل وضوح التقدير الامريكي ان مصر قدمت مقترحا لا يمكن رفضه، وان هذا المقترح ربما يكون الفرصة الاخيرة امام كل الاطراف، وخاصة اسرائيل لوقف هذه الحرب والعدوان الوحشي البربري على غزة واستمرار قتل الاطفال والنساء والشيوخ وهدم المباني ودور العبادة والمستشفيات على الفلسطينيين.
ان وزير الخارجيه الامريكي عندما اطلق هذا الوصف كان يبعث برسالة شكر وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، كما كان يبعث، أيضا، رساله تحذير الى اسرائيل بان تقبل هذا المقترح وتتجاوب معه ولا
تستمر في عنادها ورفضها لهذا المقترح المصرى،
لان السخاء المصري من اجل وقف الحرب في غزة لا يمكن ان يستمر طويلا، ولكنها فرصة يجب ان تستغلها اسرائيل وقادة الحرب بها، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، الذي لم يعرف يوما معنى السخاء ولم يمارسه لا قولا ولا عملا، وانما مصر باصالتها وعراقتها تدرك وتقدر معنى السخاء بالقول والعمل من اجل القضية الفلسطينيه منذ عام 1948، وحتى في مقترحاتها السياسية لوقف الحرب على غزة، كما وصفها انتونى بلينكن وزير الخارجية الامريكى.