اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

جماعة سيليكا.. مولود إرهابي من رحم الفتنة الطائفية في أفريقيا الوسطى

جماعة سيليكا
جماعة سيليكا

تأسست سيليكا في ديسمبر 2012، كتحالف يضم العديد من الجماعات المسلحة المتمردة في جمهورية أفريقيا الوسطى، وكان الهدف الرئيسي للجماعة هو الإطاحة بالحكومة في ذلك الوقت بقيادة الرئيس فرانسوا بوزيزي، وضمت سيليكا في صفوفها مقاتلين من مختلف المجموعات العرقية في البلاد، بما في ذلك السيليكا، وبولالا، ومانديا، وجماعات أخرى.

في مارس 2013، سيطرت سيليكا على العاصمة بانغي، وأطاحت بالرئيس بوزيزي، وعيّنت سيليكا زعيمها ميشيل دجوتوديا رئيساً للبلاد، واجهت سيليكا اتهامات واسعة النطاق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال فترة حكمها.

سرعان ما انزلق حكم سيليكا في الفوضى، حيث اندلعت أعمال عنف طائفية واسعة النطاق بين الجماعات المسلحة المختلفة، وأدت هذه الفوضى إلى تدخل دولي، حيث نشرت فرنسا قوات حفظ سلام في جمهورية أفريقيا الوسطى عام 2014، وفي عام 2016، تنحى دجوتوديا عن منصبه وتم تشكيل حكومة انتقالية، واستمرت جماعات مسلحة تابعة لسيليكا في شن هجمات في جميع أنحاء البلاد.

تأسست جماعة “سيليكا” من 5 مجموعات متمردة ضد حكم الرئيس المسيحي “فرانسوا بوزيزي” في مارس عام 2013. قبل أن تتمكن من انتزاع الحكم لصالح رئيسها “ميشال دجوكوديا” ويقدر عدد أعضائها بنحو 75 ألف مقاتل.

وتتمثل أيديولوجية “سيليكا” في تطبيق الشريعة الإسلامية وتذليل كل العقبات التي تقف في طريق ذلك. كذلك دخلت الحركة في عداء واضح مع كل ما هو مغاير لعقيدتها كما اعتبرت دماء المسيحيين مباحة.

الجماعة قالت إنها تأسست فقط كـ”رد فعل” على العنف والاضطهاد ضد المسلمين في أفريقيا الوسطى من قبل الرئيس “بوزيزيه” وأعوانه. كذلك قالت إنها تسعى لوقف الفساد وتسليم خيرات البلاد للفرنسيين. لكن الجماعة سرعان ما طبقت نفس ممارسات الاحتلال السابق على الأبرياء من المدنيين.

منظمة “هيومن رايتس ووتش” وثقت جرائم “سيليكا”. كذلك أكد مدير قسم أفريقيا دانييل بيكيلي، أن الجماعة المسلحة خدعت المواطنين واستخدمت الأطفال في أعمال العنف. وقال: “سيليكا وعدت ببداية جديدة لشعب أفريقيا الوسطى. لكنهم بدلًا من ذلك هاجموا المدنيين ونهبوا وقتلوا. والأسوأ من ذلك هو أنهم جندوا أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 13 عامًا لتنفيذ جزء من هذه المذابح”.

مع بدء تشكيل جماعة “سيليكا” شعر الرئيس المسيحي “فرانسوا بوزيزي” بخطر على وجوده واتجه نحو تدعيم ومساعدة جماعة “أني بالاكا”. تلك التي استهدفت القضاء على المسلمين. ما كان له كبير الأثر في الفوضى التي حلت البلاد بعد اعتلاء أول رئيس مسلم لصدة الحكم.

واعتبرت الجماعة المسيحية أن “سيليكا” مجموعة من الدخلاء العرب والمهاجرين يحاولون الاستحواذ على خيرات البلاد والسيطرة عليها. وجعلها منطقة نفوذ لهم ووجب التخلص منهم وساهم دعم رئيس البلاد لهم في قوتها منذ البداية. حتى أجبرت الرئيس المسلم على ترك منصبه.

رئيس الجالية الإسلامية في أفريقيا الوسطى، إمام عمر كوباين لاياما، قال إن ما تقوم به “سيليكا” من أعمال عنف ضد المسيحيين ليس من الاسلام في شيئ. بينما سعى لوقف نفوذ الجماعة الذي استفحل بقوة السلاح معتبرهم جماعة تشوه صحيح الدين.

وفي مواجهة العنف المتبادل بين الجماعتين العرقيتين في أفريقيا الوسطى “سيليكا” المسلمة و”أنتي بالاكا” المسيحية. أعلن رئيس الجالية الإسلامية والأسقف وبانجي ديودوني براءة الأديان من الجماعات المسلحة والإرهابية. وتوجها إلى أوروبا مخاطبين الساسة هناك لدعمهما في إطار وقف أعمال العنف. وإحباط محاولات التطهير العرقي في البلاد.