اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
غارات أمريكية تستهدف مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف حرائق إسرائيل تلتهم 24 ألف دونم وتشعل عديد الخلافات الداخلية من ”ضربة قاصمة” إلى محرقة مستمرة.. خطاب الحرب الإسرائيلي يتقاطع مع جرائم غزة سوريا على صفيح ساخن.. تهدئة حذرة في ريف دمشق وسط تصاعد الهجمات والغليان الطائفي 100 يوم في البيت الأبيض.. ما الذي تحقق من وعود ترامب وتعهداته الانتخابية؟ إسرائيل تحترق.. بين ألسنة اللهب ومأزق الدولة الأردن بين تقليص الدعم الأميركي وتثبيت الشراكة الاستراتيجية.. قراءة في تفاصيل الأزمة واستجابات الأطراف الملاحقات القضائية وشبح الانتقام السياسي تطارد رؤساء كوريا الجنوبية السابقين الصين تؤكد دعمها لإيران قبيل جولة مفاوضات نووية جديدة مع واشنطن في روما زيارة الرئيس جوزيف عون إلى أبوظبي.. انفتاح لبناني على الدعم الإماراتي في ظل أزمة متعددة الأوجه 165 قتيلا بهجمات لـ«الدعم السريع» على دارفور في 10 أيام.. والأمم المتحدة: «الوضع كارثي» غرب السودان غزة في مهب الجوع والنار.. أزمة إنسانية متفاقمة وسط تعنت إسرائيلي وتضاؤل الإغاثة

فضل الحضارة الإسلامية في صمود اليهود في الأندلس

تقرير: أحمد بدر نصار


لعبت الثقافة العربية الإسلامية، دورا كبيرا، في صمود اليهود في الاندلس، حيث أثرت اللغة والعلوم والفنون الإسلامية على ثقافة اليهود وساهمت في تعزيز التعايش الثقافي بين الطرق الدينية المختلفة، وباعتراف اليهود أنه عصرهم الذهبي كان تحت مظلة الحضارة الإسلامية في الأندلس، ولو سماحة الحضارة الإسلامية لما لأصبح لليهود وجود، بل السر في عودة لغتهم هو كان بفضل الحضارة الإسلامية التي سمحت لهم بممارسة كافة طقوسهم بل حرية.
يقول الدكتور يسري عبد الحميد، الباحث في التاريخ والثقافة الإسلامية، والحاصل على دكتوراه من جامعة برلين الحرة، أن اليهود لم يشهد في تاريخهم فرثة ذهبية مثل ما منحتها لهم الحضارة الإسلامية، التي أثرت على مدار ما يزيد عن 800سنة على اليهود وعلى ثقافتهم وعبادتهم بصورة كبيرة، ووصفوه هذه الفترة بالعصر الذهبي لهم وهذا مسجل لديهم في دائرة المعارف اليهودية.
وتابع: لقد شهدت الأندلس فترة ثقافية مزدهرة تحت حكم المسلمين، حيث تم تأسيس جامعات ومكتبات ومراكز للتعليم. تم ترجمة العديد من الكتب اليونانية والهندية إلى العربية، وتطوير العلوم والفنون في الأندلس الإسلامية، حيث لعب العلماء العرب والمسلمين دورًا مهما في تأثير الثقافة العربية الإسلامية على اليهود في الأندلس. قدموا المعرفة والعلوم والفلسفة، مما ساهم في التواصل والتعايش الثقافي بين الطرفين، مؤكدا أن اللغة العربية كانت اللغة العالمية وقتها، وكان يحرص علماء الغرب على تعلم العربية وهو ما جعل اليهود يغارون من قوة اللغة العربية وراحوا يعيدون لغتهم العبرية مرة أخرى.
وأضاف"عبد الحميد" قد لعبت اللغة والآداب العربية دورًا حاسمًا في صمود الثقافة اليهودية في الأندلس. تأثرت اليهودية باللغة العربية واستخدمتها في تكوين أعمالها الأدبية والفلسفية، مما ساهم في الحفاظ على هويتها والتواصل الثقافي مع العرب والمسلمين، لافتا إلى أن اللغة العربية تطورت وكذلك الأدب في الأندلس بفضل الازدهار الثقافي الذي شاهدته المنطقة. تأثرت الأدبية العربية بالمدرسة الأندلسية وترجمت الأعمال اليهودية إلى اللغة العربية وانتشرت في المجتمع.
ولفت "عبد الحميد" إلى أن العلوم والرياضيات من أبرز المجالات التي تأثرت بها الثقافة اليهودية في الأندلس تحت تأثير الحضارة الإسلامية. استفاد اليهود من التطورات العلمية والرياضية التي حققتها الحضارة الإسلامية، وتم تبنيها وتطويرها في مجتمعهم الخاص، منوها إلى أن المعارف العلمية والرياضية، انتقلت من الحضارة الإسلامية إلى المجتمع اليهودي في الأندلس، حيث تم تطبيقها وتنميتها بفضل التبادل الثقافي الذي حدث بين العرب واليهود.
وتابع: كما أثرت الفنون والعمارة في الأندلس الإسلامية على الثقافة اليهودية بشكل كبير. اعتمدت العمارة الإسلامية على التصميمات المعمارية الجميلة والزخارف المبهجة، وتأثرت الفنون اليهودية بالفنون الإسلامية في الأندلس بالألوان الزاهية والزخارف المعقدة والأنماط الهندسية المميزة. هذا التأثير المشترك بين الفنون والعمارة ساهم في تحقيق التعايش الثقافي بين العرب واليهود في الأندلس، موضحا أن الهندسة المعمارية في الأندلس الإسلامية كانت متميزة بتفاصيلها الفنية الدقيقة واستخدام الأشكال الهندسية المبهجة. كانت الزخارف تضفي جمالاً على المباني وتعبر عن الذوق الفني المتقدم للمجتمع الأندلسي.
وأشار إلى أن الفنون اليهودية في الأندلس، تأثرت بشكل كبير وواضح بالفنون الإسلامية، حيث اتسمت الأعمال الفنية اليهودية بالأشكال الهندسية والزخارف الإسلامية المتقنة، وهذا يعكس التفاعل الثقافي والتأثير المتبادل بين الثقافتين.