أبو ردينة: التصعيد في غزة ينذر بانفجار إقليمي ما لم يُحقق حلٌّ عادل للقضية الفلسطينية

حذر نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، يوم الأحد، من التداعيات الخطيرة لتصريحات قادة الاحتلال الإسرائيلي بشأن استعداد الجيش للقيام بعملية عسكرية جديدة "هي الأكبر" في قطاع غزة. وأكد أن هذا التهديد المتجدد لا يعكس فقط رغبة في التصعيد، بل يعبر عن سعي إسرائيلي مستمر لتكريس واقع الاحتلال بالقوة العسكرية، في تجاهلٍ تام لجهود التهدئة والمبادرات الدولية.
وأوضح أبو ردينة أن إسرائيل، وفي سعيها لفرض "سيطرة كاملة" على قطاع غزة من خلال القوة المسلحة، تُهدد بإعادة إشعال دائرة العنف في المنطقة، في وقتٍ لم تُنفّذ فيه حتى الآن القرارات الأممية المتعلقة بوقف دائم لإطلاق النار.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية ترى في هذه التهديدات تأكيدًا على فشل حكومة الاحتلال في تحقيق أهدافها عبر الأدوات السياسية، ما يدفعها للجوء إلى التصعيد العسكري كوسيلة ضغط، رغم إدراكها التام أن أي عدوان جديد سيُفضي إلى مزيد من الفوضى الإقليمية والانهيار الإنساني.
كما حذر أبو ردينة من أي خطوات إسرائيلية تهدف إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية، معتبرًا أن مثل هذه الإجراءات الأحادية الجانب تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وستؤدي لا محالة إلى موجات جديدة من عدم الاستقرار، وتوسيع دائرة العنف في الشرق الأوسط.
وختم أبو ردينة تصريحاته بالتأكيد على أن أي تسوية لا تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ستكون مرفوضة فلسطينيًا، وغير قابلة للحياة سياسيًا، مما يضع المنطقة بأسرها على حافة الانفجار طويل الأمد.
فرنسا تلوّح بالاعتراف بفلسطين
أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، جان نويل بارو، أن بلاده "مصمّمة على الاعتراف بدولة فلسطين"، في خطوة تعكس تحوّلًا لافتًا في الموقف الفرنسي تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، وذلك في ظل تفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
بارو، في مقابلة مع قناة LCI، أشار إلى مقتل أكثر من 500 فلسطيني في مايو الماضي أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، معتبرًا ما يجري "عارًا على الإنسانية"، ومتهمًا الاحتلال باستخدام الجوع كسلاح ممنهج.
وتنفذ إسرائيل، بدعم أمريكي، خطة قمعية منذ 27 مايو، يجبر فيها المدنيون على المفاضلة بين الموت جوعًا أو القنص، ما أدى إلى استشهاد 549 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 4,000 آخرين، وفق تقارير دولية.
في هذا السياق، جاء الموقف الفرنسي متقاطعًا مع خطوات سابقة من إيرلندا والنرويج وإسبانيا التي اعترفت مؤخرًا بدولة فلسطين، لترتفع بذلك الدول الأوروبية المؤيدة إلى 11، ضمن 149 دولة عضوًا بالأمم المتحدة تعترف بها.
هذا التحول الفرنسي قد يشير إلى تبدّل تدريجي في الموقف الأوروبي، لكن فعاليته ستظل مرهونة بمدى استقلال القرار الأوروبي عن الهيمنة الأمريكية، وقدرته على فرض مسار سياسي عادل يعيد التوازن للصراع.