هارفارد الأمريكية تدفع ثمن الدفاع عن القضية الفلسطينية.. ما القصة ؟

قامت جامعة هارفارد برفع دعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية احتجاجا على القرار المفاجئ الذي أصدرته وزارة الأمن الداخلي بقيادة كريستي نويم، والذي يقضي بسحب حق الجامعة في استقبال طلاب أجانب.
كما ينص القرار على إلزام الطلاب الأجانب الحاليين بالانتقال إلى جامعات أخرى، كما جاء في نص الدعوى التي قدمتها الجامعة إلى محكمة مقاطعة ماساتشوستس، أن هذا القرار الحكومي ينتهك الدستور الأمريكي وقانون الإجراءات الإدارية، مؤكدة أن الجامعة تطلب من المحكمة إلغاء هذا القرار ومنع تنفيذه لكونه إجراء غير قانوني.
ويأتي هذا التصعيد القانوني في إطار توتر متزايد بين إدارة الأمن الداخلي والمؤسسات الأكاديمية الأمريكية حول سياسات الهجرة والدراسة، حيث اعتبرت هارفارد أن القرار يمثل انتهاكا لاستقلاليتها الأكاديمية ويضر بسمعتها العالمية كواحدة من أبرز المؤسسات التعليمية التي تستقطب الطلاب المتميزين من حول العالم.
ومن المرجح بقوة أن أن تثير هذه القضية جدلا واسعا وكبيرا داخل أروقة الأوساط الأكاديمية والسياسية الأمريكية، لاسيما في ظل التأثيرات المحتملة على التنوع الثقافي والعلمي في الجامعات الأمريكية.
حرمان هارفارد من 60 مليون دولار
ومن صور معاقبة الجامعة الأمريكية الأشهر في العالم، قيام الحكومة الأمريكية بوقف منح فيدرالية قيمتها 60 مليون دولار لجامعة هارفارد، منوهة في الوقت نفسه إلى إخفاق الجامعة في معالجة حوادث التمييز العنصري والمضايقات المعادية للسامية داخل حرمها الجامعي.
وجاء هذا القرار بعد أشهر من النقاش بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولي الجامعة.
وبدورها قامت وزارة الصحة الأمريكية بالعمل على إلغاء هذه المنح، التي كانت مخصصة لدعم أنشطة بحثية وتعليمية في هارفارد. كما اتخذت إدارة ترامب مؤخرا خطوات مماثلة بتجميد أو إلغاء عقود ومنح فيدرالية أخرى للجامعة تصل قيمتها الإجمالية إلى نحو 3 مليارات دولار.
ومنذ بداية ولايته في يناير الماضي، سعى ترامب إلى استخدام التمويل الفيدرالي للأبحاث كأداة ضغط لإصلاح ما وصفه بـ"الانحياز الأيديولوجي" في الجامعات الأمريكية، معتبرا أن بعض المؤسسات الأكاديمية تروج لأفكار "معادية لأمريكا" و"يسارية متطرفة".
كما اتهمت الإدارة الأمريكية، جامعة هارفارد بالتمييز العرقي في قبول الطلاب، بالإضافة إلى التهاون في مواجهة الممارسات المعادية للسامية، خاصة في أعقاب الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين التي شهدتها عدة جامعات أمريكية العام الماضي. كما واجهت جامعة كولومبيا في نيويورك انتقادات مماثلة بسبب مزاعم بتسامحها مع خطاب كراهية اليهود.
ونشرت وزارة الصحة عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس": "نظرا لاستمرار فشل جامعة هارفارد في معالجة حالات التمييز العنصري والتحرش المعادي للسامية، قررنا إنهاء عدة منح متعددة السنوات... بشكل نهائي".