اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

لافروف يهاجم الغرب من قرغيزستان: ”المواجهة مستمرة.. وهزيمة روسيا أوهام أوروبية”

لافروف
لافروف

في أحدث تصعيد خطابي يعكس عمق المواجهة الجيوسياسية بين روسيا والغرب، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأحد، بأن القوى الغربية ربما بدأت تدرك تدريجياً استحالة تحقيق "هزيمة استراتيجية" لبلاده، مشيراً إلى أن محاولات الغرب المتواصلة لكسر الإرادة الروسية باءت بالفشل، ولن تُكلَّل بالنجاح مستقبلاً.
وجاءت تصريحات لافروف خلال محادثات أجراها مع نظيره القرغيزي جينبيك كولوباييف، على هامش زيارته الرسمية إلى العاصمة بيشكك، والتي تشمل أيضاً لقاءً مع الرئيس القرغيزي صدر جباروف، والمشاركة في اجتماع وزراء خارجية منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تكتل أمني إقليمي تقوده موسكو.
وقال لافروف في حديثه، وفق ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية:
"نواجه اليوم وضعاً دولياً بالغ التعقيد، يتسم بتحولات جذرية وصراع غير مسبوق بين روسيا والغرب، الذي اختار – مرة أخرى – خوض حرب غير مباشرة ضدنا، مستغلاً النظام النازي في كييف كأداة".
ويعكس هذا التصريح تمسك موسكو بسرديتها السياسية والإعلامية في توصيف الحكومة الأوكرانية وموقف الغرب منها، وهو خطاب تحريضي طالما استخدمته روسيا لتبرير تدخلها العسكري في أوكرانيا وتوسيع نفوذها في الفضاء السوفيتي السابق.
وأضاف لافروف بنبرة تحدٍّ واضحة:
"الغرب لم ينجح أبداً في هزيمتنا سابقاً، ولن ينجح هذه المرة. وربما بدأ يدرك حجم الوهم الذي يلاحقه".

خلفية الأزمة


تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت عامها الثالث وسط حالة من الجمود العسكري الميداني، وتزايد التورط الغربي عبر المساعدات العسكرية والاقتصادية الضخمة لكييف، فضلاً عن تشديد العقوبات على موسكو. من جهة أخرى، تواصل روسيا تعزيز علاقاتها مع حلفائها في آسيا الوسطى، باعتبارها مجالاً حيوياً لتعويض العزلة الغربية.
لقاء لافروف بنظرائه في منظمة معاهدة الأمن الجماعي يأتي في وقت حساس، حيث تسعى موسكو للحفاظ على تماسك هذا الحلف الأمني الذي بدأ يتعرض لتصدعات داخلية نتيجة اختلاف مواقف بعض الدول الأعضاء من الحرب في أوكرانيا، وتنامي نفوذ الصين وتركيا في المنطقة.

قراءة في الخطاب الروسي


تصريحات لافروف ليست مجرد تقييم مرحلي، بل تأتي كمحاولة لرفع معنويات الحلفاء، وإعادة تموضع الخطاب الروسي بعد طول أمد الصراع وتآكل التأييد الدولي. كما أنها تحمل رسالة مزدوجة: طمأنة الحلفاء بأن روسيا ما زالت قوية رغم العقوبات، وتحذير للغرب بأن الصراع لن يُحسم بسهولة.
وفي ظل غياب أي مؤشرات جدية للحل الدبلوماسي، يبدو أن موسكو تراهن على طول النفس، وعلى تعاظم التململ الغربي داخلياً مع توالي الاستحقاقات الانتخابية وتفاقم التكلفة الاقتصادية للحرب.