اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تقرير استخباراتي أمريكي سري .. ضرب المنشأت النووية لإيران محدودة

نووي إيران
نووي إيران

في الوقت الذي راح الرئيس الأمريكي يتباهي بالضربة الأمريكية للمفاعات النووية الإيرانية، وأنها ضربة عسكرية ناجحة وأنها قامت بتدمير البرنامج النووي الإيراني،إلى الأبد، خرجت مصادر أمريكية وإسرائيلية تشكك في تأثير الضربة الأمريكية للمنشأت النووية الإيرانية حيث ذكر مصدران إسرائيليان، في تصريح لشبكة "ABC" الأميركية، أنّ الوقت لا يزال مبكرًا لإعلان أنّ عملية استهداف المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان ناجحة.

ووقلل أحد المصادر من أهمية الأضرار التي لحقت ب​منشأة فوردو​ – المبنية على عمق مئات الأقدام تحت جبل جنوب غرب طهران – قائلًا إنّ "النتيجة هناك ليست جيدة على الإطلاق".

وكانت قد أفادت شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركيّة، بأنّ "الضّربات العسكريّة الأميركيّة على ثلاث منشآت نوويّة إيرانيّة في نهاية الأسبوع الماضي، لم تدمّر المكوّنات الأساسيّة للبرنامج النّووي للبلاد، ومن المرجّح أنّها أعادت البرنامج إلى الوراء بضعة أشهر فقط"، وفقًا لتقييم استخباراتي أميركي مبكر وصفه أربعة أشخاص مطّلعين عليه، الأمر الذي أثار غضب الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ وإدارته بسبب هذه التقارير.

ونوهت إلى أن "هذا التّقييم أعدّته وكالة استخبارات الدّفاع، الذراع الاستخباراتيّة للبنتاغون". وأوضح أحد المصادر أنّه "يستند إلى تقييم لأضرار المعركة أجرته القيادة المركزيّة الأميركيّة، في أعقاب الضّربات الأميركية".

ووأشارت الشبكة في تقريرها إلى أن "تحليل الأضرار الّتي لحقت بالمواقع وتأثير الضّربات على طموحات إيران النّوويّة لا يزال جاريًا، وقد يتغيّر مع توافر المزيد من المعلومات الاستخباراتيّة. إلّا أنّ النّتائج الأوّليّة تتعارض مع ادّعاءات الرّئيس الأميركي دونالد ترامب المتكرّرة، بأنّ الضّربات "دمّرت تمامًا" منشآت التّخصيب النّووي الإيرانيّة. كما صرّح وزير الدّفاع الأميركي بيت هيغسيث يوم الأحد الماضي، بأنّ طموحات إيران النّوويّة قد قُضي عليها".

اعتراف جيش الاحتلال

ومن جانبه قال العميد إيفي ديفرين، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه من المبكر جدا تقييم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني بعد الحرب".

وقال ديفرين، ردا على سؤال في مؤتمر صحفي: "لقد حققنا جميع أهداف العملية كما حددت لنا، بل وأفضل مما كنا نعتقد، لكن من المبكر جدا تحديد ذلك، فنحن نحقق في نتائج الضربات التي استهدفت مختلف أقسام البرنامج النووي".

وأردف قائلا : "التقييم هو أننا ألحقنا أضرارا جسيمة بالبرنامج النووي، ويمكنني القول إننا أرجعناه سنوات إلى الوراء".

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير الليلة الماضية: "لقد أرجعنا المشروع النووي الإيراني سنوات إلى الوراء، وينطبق الأمر نفسه على برنامجها الصاروخي".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد في كلمة له مساء أمس الثلاثاء أن إسرائيل "قتلت خلال حملتها العسكرية على إيران كبار القادة وعلماء الذرة الإيرانيين، وهاجمت عشرات المواقع التابعة للبرنامج النووي الإيراني".

وشدد على أن "إيران لن تحصل على سلاح نووي"، قائلا "سبق أن وعدتكم أن إيران لن تحصل على سلاح نووي، وإذا حاولت إعادة بناء برنامجها النووي فسندمره مرة أخرى".

يأتي ذلك بعدما خلص تقرير استخباري أولي أميركي سرّي إلى أن الضربات الأميركية أعادت البرنامج بضعة أشهر فقط إلى الوراء، ولم تدمّره كما قال الرئيس دونالد ترمب، الذي سارع إلى نفي صحة ما ورد في التقرير.

ترامب ينفي ضعف الضربة الأمريكية

اشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى انني "لا أعتقد أن أيا من إسرائيل و​إيران​ ستقدم على مهاجمة الأخرى بعد اليوم"، معتبرا أن "الأسبوع الماضي نفذنا هجوما دقيقا وناجحا جدا على منشآت إيران النووية".

ولفت في تصريح في قمة الناتو الى ان "لدينا جيش رائع وقد أوضحت هجماتنا في إيران قوة الردع الأميركية".

وذكر ان "الولايات المتحدة تساهم بنحو ثلثي الإنفاق في الناتو وقد طالبت مرارا بتغيير ذلك"، لافتا الى أن "الناتو التزم برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي وهذه خطوة تاريخية". واوضح أن "على مدى سنوات عجز أعضاء الناتو عن رفع إنفاقهم الدفاعي إلى 2% والآن يلتزمون بـ5% وهذا إنجاز تاريخي".

ورأى أن "الانتشار الهائل للقوة الأميركية مهد الطريق للسلام".

في سياق منفصل، اشار ترامب الى ان "بحسب بيان لهيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية فقد نجحت الهجمات في تأخير برنامج إيران النووي لسنوات"، لافتا الى ان "وسائل إعلام كاذبة في الولايات المتحدة تشكك في نتائج ضرباتنا في إيران".

وكشف أن "30 صاروخا انطلقت من الغواصات الأميركية أثناء هجومنا ودمرت أهدافها بدقة في إيران"، لافتا الى ان "طياري بي 2 أنجزوا عملا متقنا باستهداف منشأة فوردو الإيرانية وعادوا إلى الولايات المتحدة بسلام".

واضاف ان "52 طائرة إسرائيلية كانت متجهة إلى إيران لترد على ما ظنوا أنه انتهاك لوقف إطلاق النار وطلبت منها العودة". ورأى أن "إيران خاضت حربا بشجاعة والإيرانيون يريدون المال لإعادة بناء دولتهم والصين يمكنها شراء النفط منهم". وقال "سنقابل الإيرانيين الأسبوع القادم وقد نصل إلى اتفاق".

ومن جانبه أ كد وزير الخارجية الإيراني ​عباس عراقجي​ إن هجوم طهران على قاعدة العديد العسكرية الأميركية في قطر جاء ردا على "العدوان الأميركي على سيادة إيران وسلامة أراضيها".

وشدد عراقجي في تصريح له، على إن إيران ستكون جاهزة للرد مجددا في حال اتخذت الولايات المتحدة أي إجراء آخر.

تأكيد عملاء إسرائيل

ترامب: إسرائيل أرسلت عملاء إلى المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف للتأكد من تدميرها

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل "أرسلت عملاء إلى المواقع النووية الإيرانية التي تعرّضت للقصف للتحقق من تدميرها بالكامل".

وأكد ترامب في تصريح على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في مدينة لاهاي، أن "الهجوم المفاجئ الذي شنته الولايات المتحدة كان سريعا إلى درجة لم تسمح لطهران بإزالة اليورانيوم من تلك المواقع".

وشدد على أن "الضربات الجوية دمّرت منشآت إيران النووية وأعادت برنامجها النووي عقودا إلى الوراء،" وذلك بالرغم من تسريب تقييم استخباراتي أولي يفيد بأن طهران قد تتمكن من إعادة بناء برنامجها خلال أشهر.

وقال ترامب للصحفيين خلال القمة: "أفهم أن إسرائيل تُعد تقريراً حول نتائج الضربة، وقيل لي إنهم أكدوا أن ما حدث هو تدمير كامل. لديهم أشخاص يدخلون المواقع بعد الضربة، وقالوا إنها دمّرت بالكامل. وأنا أعتقد أنها دُمّرت بالكامل".

وجاءت تصريحات ترامب عقب الهجوم على التقييم السري الذي أعدته وكالة استخبارات الدفاع (DIA)، والذي تسرّب إلى شبكة "سي إن إن"، وتضمّن تقديرات تفيد بأن إيران يمكنها استعادة برنامجها النووي خلال أشهر.

وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على منصة "إكس": "هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما، وقد كان مصنفا على أنه سري للغاية، لكن تم تسريبه إلى "سي إن إن" من قبل شخص مجهول ومنخفض الرتبة في مجتمع الاستخبارات".

وأضافت: "تسريب هذا التقييم هو محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمة مثالية لتدمير البرنامج النووي الإيراني".

وختمت ليفيت بالقول: "الجميع يعرف ما يحدث عندما تُلقى أربع عشرة قنبلة تزن كل واحدة منها 30 ألف رطل بدقة على أهدافها: دمار شامل".

وقالت واشنطن إنها "دمرت المشروع النووي الإيراني" بعد قصف المنشآت بقنابل خارقة للتحصينات وصواريخ "توماهوك" أطلقتها من الغواصات.