عباس لترامب: معكم يمكننا تحقيق ما كان يبدو مستحيلاً

أعرب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن استعداده لمفاوضات فورية مع إسرائيل من أجل الوصول إلى اتفاق سلام شامل.
وخاطب عباس في رسالة، نقلتها، «وكالة الأنباء الفلسطينية»، أمس، الأربعاء، ترامب بالقول: «يمكننا تحقيق ما كان يبدو مستحيلاً: فلسطين معترف بها، حرّة، ذات سيادة وآمنة، وإسرائيل معترف بها وآمنة، ومنطقة تنعم بالسلام والازدهار والتكامل».
وأضاف: «يحدونا الأمل والثقة بقدرتكم على صنع تاريخ جديد لمنطقتنا يعيد للمنطقة السلام المفقود منذ أجيال طويلة».
واستذكر عباس ما وصفه بـ«المواقف الشجاعة» لترامب التي عبر فيها عن «ضرورة وقف الحرب على قطاع غزة، وتحقيق وقف إطلاق نار فوري ودائم» ورأى أنها تشكل «خطوة إضافية في جهوده المهمة، الساعية لإحلال السلام العادل والشامل بيننا وبين الإسرائيليين، وفي العالم أجمع، وإعطاء الأمل لشعوب منطقتنا بأن السلام يمكن أن يتحقق، وأن العدالة يمكن أن تسود، إذا ما توفرت الإرادة والقيادة اللتان تمثلونهما».
ولم ينس عباس أن يعبر عن شكره وتقديره لجهود ترامب الناجحة في التوصل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، عادّاً ذلك «خطوة ضرورية ومهمة لنزع فتيل الأزمات التي يعاني منها العالم، ما ينعكس إيجاباً على أمن واستقرار منطقتنا».
تدخل مباشر
وقالت مصادر مطلعة في السلطة الفلسطينية إن عباس «يريد من ترامب التدخل المباشر في عملية السلام، ويعتقد أن ثمة فرصة تلوح في الأفق إذا ما تدخل ترامب بالطريقة نفسها التي تدخل فيها في إيران وغزة وروسيا وأوكرانيا».
وأضافت المصادر أن «ترامب الشخص الوحيد في العالم، القادر على إجبار إسرائيل على تقديم شيء ما. المطلوب فقط أن يقتنع ثم يتدخل».
وكان ترامب أعلن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وأفاد بأنه تدخل لإجبار الطائرات الإسرائيلية على إلغاء ضربة كبيرة كانت وشيكة لطهران، قبل أن يعلن لاحقاً عن أخبار جيدة قريبة بشأن الحرب في قطاع غزة، ويقول إنه طلب من الرئيس الروسي المساعدة في إنهاء الحرب بأوكرانيا.
«جزء من رؤية عربية»
ويسود اعتقاد في أوساط السلطة الفلسطينية، أن شغف ترامب بإنهاء الحروب يجب أن يتوج بإنجاز أعظم له، مرتبط بصنع السلام الدائم، وإقامة الدولة الفلسطينية، لأنه من دون ذلك لا يوجد سلام واستقرار.
وقال أحد المطلعين على مبادرة عباس: «هذا ما يريد عباس من ترامب أن يقتنع به». وأضاف: «رسالة عباس جزء من رؤية عربية فلسطينية أوروبية أوسع».
واوضح المصدر «ثمة اتفاق على ذلك. نحن والعرب والاوروبيين نريد من ترامب التدخل مباشرة. وتبني الجهود نحو إطلاق مسار سياسي جديد».
ويأمل عباس أن تلقى رسالته تجاوباً من قبل ترامب الذي لم يول حتى الآن السلطة الفلسطينية الانتباه المأمول في رام الله.
وعلاقة ترامب بعباس لم تكن جيدة إلى حد كبير في الولاية الأولى للرئيس الأمريكي (2017 - 2021)، لكنها أفضل بكثير في فترة ولايته الثانية.
ووصلت العلاقة بين الرجلين إلى حد القطيعة في ولاية ترامب الأولى بعد أن رفض عباس خطة «صفقة القرن» التي طرحها ترامب، لكن في أثناء فترة ترشح ترامب لولاية ثانية، العام الماضي، بادر عباس بإرسال رسالة له عبر فيها عن تضامنه وغضبه إزاء محاولة اغتياله (ترامب).
وكتب عباس في رسالة وجهها إلى ترامب آنذاك: «لا مكان لأعمال العنف في عالم القانون والنظام»، وأعاد ترامب إرسال الرسالة، المؤرخة في 14 يوليو 2024، إلى عباس مع رسالة مكتوبة بخط اليد في الأسفل: «محمود – غاية اللطف – شكراً لك – كل شيء سيكون على ما يرام».
بعد الرسالة قال ترامب إنه يتطلع أكثر إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وبعد فوزه في الانتخابات أجرى ترامب اتصالاً هاتفياً مع عباس، وقال له إنه «سيعمل من أجل وقف الحرب» بين إسرائيل وحماس في غزة، وإنه يتطلع إلى العمل معه ومع جميع الأطراف المعنية «من أجل صنع السلام في المنطقة».
قنوات اتصال
والتواصل بين ترامب وعباس كان بجهود من الأكاديمي الأمريكي الفلسطيني الأصل بشارة بحبح، الذي قاد مجموعة العرب الأمريكيين من أجل ترامب، وهو نفسه كان قناة الاتصال بين إدارة ترامب و«حماس» في المفاوضات الأخيرة بشأن وقف النار في غزة.
لكن ترامب لم يؤيد حتى الآن حل الدولتين، وتأمل السلطة التي تعتقد أن ترامب لم يقل كلمته الأخيرة بشأن حل الدولتين، أن يكون لديه موقف حاسم من شأنه جلب الإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات على الأقل.