اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

إسرائيل تُصعّد.. إنذار مباشر للإيرانيين وهجمات على منشآت حيوية بطهران

إيران
إيران

في تصعيد غير مسبوق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دافرين، عن توجيه إنذار عاجل إلى سكان إيران، دعا فيه كافة العاملين والمتواجدين داخل المنشآت النووية ومصانع الأسلحة والمنشآت الداعمة لها إلى الإخلاء الفوري، مبررًا ذلك بـ"حفاظًا على سلامة العاملين والسكان المحيطين". البيان، وإن بدا مقتضبًا في ظاهره، يحمل في طياته رسائل عسكرية ونفسية مركبة، تشي بتحول نوعي في لغة المواجهة بين تل أبيب وطهران.

أبعاد الإنذار

البيان الإسرائيلي لا يُمكن قراءته بمعزل عن التطورات الميدانية، بل يُفهم في إطار استراتيجية "الردع المعلن" التي تسعى إسرائيل من خلالها إلى تحجيم القدرات الإيرانية قبل أن تتحول إلى تهديد وجودي حقيقي. توجيه إنذار علني لسكان منشآت نووية داخل أراضي دولة ذات سيادة يُمثل سابقة دبلوماسية وأمنية، ويندرج ضمن حرب نفسية ممنهجة تهدف إلى تقويض الثقة في المنظومة الدفاعية الإيرانية وإرباك الداخل.

تطورات ميدانية مقلقة

في ذات السياق، أكدت وكالة "فارس" الإيرانية أن مستودعًا للنفط في منطقة شهران وخزانًا للوقود جنوبي البلاد تعرّضا لهجمات يُعتقد أن إسرائيل نفذتها في الساعات الأولى من فجر الأحد. رغم إعلان السلطات الإيرانية السيطرة على الوضع، إلا أن التقارير الغربية نقلت صورة أكثر خطورة.
صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤول بوزارة النفط الإيرانية أن المستودع المستهدف يقع في قلب العاصمة طهران، وأن الانفجارات كانت ضخمة، ما يشير إلى اختراق إسرائيلي أمني وعسكري عميق في الداخل الإيراني.
وفي المقابل، نقلت القناة 12 العبرية أن الجيش الإسرائيلي شن فعلاً سلسلة هجمات على أهداف عسكرية إيرانية داخل طهران، بالتزامن مع تفعيل صفارات الإنذار داخل إسرائيل، ما يعكس احتمال حدوث ردود فعل إيرانية مباشرة أو عبر وكلاء في المنطقة.

السياق الاستراتيجي

تأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية، حيث تواصل إسرائيل سياستها الهجومية الوقائية ضد التمدد الإيراني في المنطقة، لا سيما في ظل التوتر المتصاعد على جبهات متعددة (لبنان، سوريا، العراق، والبحر الأحمر). أما إيران، فهي أمام تحدٍّ مزدوج: إثبات جاهزيتها الدفاعية داخليًا، وعدم الظهور بمظهر العاجز أمام جمهورها، وفي الوقت ذاته تجنب الانجرار إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الداخلية.
ما جرى فجر الأحد ليس حادثًا معزولًا، بل خطوة محسوبة ضمن تكتيكات "الضغط القصوى" المتبادلة. إعلان إسرائيل عن الإنذار، ثم تنفيذ ضربات موجعة في العمق الإيراني، يمثل تصعيدًا خطيرًا يرفع مستوى المخاطرة في الإقليم. والسؤال المطروح حاليًا: كيف سترد طهران؟ وهل ستظل الضربات محدودة ومدروسة، أم أننا على أعتاب مواجهة أوسع قد تنفلت من حسابات الردع التقليدية؟.

موضوعات متعلقة