ماكرون يحمل إيران المسؤولية ويفعل «نظام الحارس» في فرنسا

وبعد يوم أجرى خلاله محادثات مع قادة إقليميين ودوليين عقب الغارات الإسرائيلية على أهداف عسكرية إيرانية، لا سيما المواقع النووية، قال ماكرون إن طهران كانت قريبة من "مرحلة خطيرة" فيما يتعلق بامتلاك سلاح نووي.
وقال ماكرون "تتحمل إيران مسؤولية كبيرة جدا عن زعزعة استقرار المنطقة".
وأضاف "تواصل إيران تخصيب اليورانيوم دون أي مبرر مدني وبمستويات قريبة جدا من المستوى المطلوب لصنع سلاح نووي".
وحث ماكرون على التحلي بضبط النفس، لكنه أقر بصعوبة استئناف الجهود الدبلوماسية، خاصة المفاوضات الأمريكية بشأن إبرام اتفاق نووي مع إيران، والتي بدأت قبل شهرين
واستطرد قائلا "ينطوي الوضع الحالي على خطر تصعيد لا يمكن السيطرة عليه"، وأضاف أن أنشطة إيران تهدد أوروبا.
وحذر ماكرون من تأثير محتمل على الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن فرنسا ستدافع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم إيراني كما فعلت في الماضي، إلا أنه استبعد المشاركة في أي عملية ضد طهران.
ومضي يقول إن دعم فرنسا لإسرائيل ليس مطلقا وإن باريس لديها الحق في الاختلاف مع بعض قرارات الحكومة الإسرائيلية لأنها "في بعض الأحيان تتعارض مع مصالح إسرائيل الأمنية".
وقال الرئيس الفرنسي إنه قد تم تأجيل المؤتمر الدولي بشأن حل الدولتين الذي كان من مقررا في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، وأكد أنه سيُعقد "في أقرب وقت ممكن".
وصرح ماكرون في مؤتمر صحافي: "على الرغم من أننا مضطرون لتأجيل هذا المؤتمر لأسباب لوجستية وأمنية، إلا أنه سيُعقد في أقرب وقت ممكن"، وشدد على أن ذلك "يجب ألّا يشكك بتصميمنا على الدفع قدما بحل الدولتين".
وتابع الرئيس الفرنسي: "أيا تكن الظروف، أنا مصمم على الاعتراف بدولة فلسطين"، مؤكدا أن "دولة فلسطينية منزوعة السلاح... شرط أساسي للاندماج الإقليمي لإسرائيل".
وأكد مصدر دبلوماسي غربي في الرياض أن المؤتمر سيؤجل لأسباب منها الهجمات على إيران، فيما أوضح مصدر آخر أن وفودا من الشرق الأوسط لن تتمكن من الحضور بسبب هذه التطورات.
وذكر ماكرون: "إن الساعات الأخيرة لا يجب أن تلهينا عن ضرورة وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مصحوبا بإطلاق سراح جميع الرهائن، وتقديم مساعدة ضخمة للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحصار لا يمكن تبريره".
وبعد عقده اجتماعا لمجلس الأمن والدفاع الوطني قرر ماكرون تعزيز النظام الدفاعي (Sentinelle) لمواجهة جميع التهديدات المحتملة على الأراضي الفرنسية، وأضاف: "أطلب من مواطنينا عدم التوجه إلى هناك، مهما كان السبب".
وتهدف عملية "سانتينيل" إلى "الدفاع عن الفرنسيين وحمايتهم" على الأراضي الوطنية، كما تذكر وزارة الدفاع على موقعها الرسمي، وقد أُطلقت هذه العملية بعد الاعتداءات التي وقعت في يناير 2015 (شارلي إبدو، اغتيال الشرطية كلاريسا جان-فيليب)، في نوفمبر من تلك السنة الحزينة في فرنسا، وبعد أكثر من عشر سنوات، لا تزال العملية قائمة حيث أكد وزير الدفاع آنذاك، جان-إيف لودريان، "التزامنا مستمر طالما أن هذه الوضعية تتطلب ذلك".
ويتم تعبئة 7,000 جندي يوميا في فرنسا، وقد تم رفع هذا العدد إلى 10,000 خلال صيف 2024 حين استضافت باريس الألعاب الأولمبية، ويتم وضع العسكريين في حالة تأهب في الأراضي الفرنسية لدعم قوات الأمن الداخلي".