شركة طيران تصدم ركابها بالرسوم الجديدة.. ما القصة؟

في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة "ساوث ويست إيرلاينز" الأمريكية عن إنهاء سياستها الشهيرة التي تتيح للمسافرين شحن حقيبتين مجاناً، وذلك بعد أكثر من 50 عاماً من تطبيقها، واعتباراً من يوم أمس، بدأت الشركة بفرض رسوم قدرها 35 دولاراً على الحقيبة الأولى، و45 دولاراً على الحقيبتين.
القرار الذي وصفه البعض بأنه "نهاية حقبة"، أثار موجة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العديد من المسافرين عن استيائهم الشديد، مؤكدين أنهم سيتوقفون عن السفر مع الشركة، وفقا لصحيفة ديلي ميل.
وداعا ساوث ويست... إلى الأبد
كتب أحدهم: "وداعا ساوث ويست... إلى الأبد"، بينما علّق آخر: "الآن سيتكدس الركاب بحقائبهم المحمولة، وسيتأخر الصعود للطائرة أكثر".
ورغم التغيير، ستواصل الشركة منح امتياز شحن حقيبتين مجانا لعملائها الأوفياء من فئة "A-List Preferred"، بينما يحصل أعضاء فئة "A-List" على حقيبة واحدة دون رسوم. كما سيستفيد حاملو البطاقة الائتمانية التابعة للشركة من حقيبة مشحونة واحدة مجاناً.
مواكبة متطلبات السوق
الرئيس التنفيذي للشركة، بوب جوردان، برّر الخطوة بالقول إن الهدف منها هو مواكبة متطلبات السوق وتعزيز الإيرادات، مشيرا إلى أن ساوث ويست بصدد إدخال تغييرات أوسع، تشمل طرح تذكرة "الاقتصادية الأساسية" ونظام تسعير مرن لبرنامج المكافآت، يعتمد على قيمة الإنفاق وليس عدد الأميال المقطوعة.
ويأتي هذا التحول في ظل ضغوط قوية من مستثمرين ناشطين، أبرزهم شركة "إليوت للاستثمار"، التي تطالب بتقليص النفقات وزيادة الربحية. وقد شرعت ساوث ويست بالفعل في تنفيذ خطة إعادة هيكلة شملت تسريح 1750 موظفا من الطواقم الإدارية، في أول موجة فصل جماعي تشهدها الشركة في تاريخها.
وكانت ساوث ويست قد بدأت خلال الأشهر الماضية بتقليص عدد رحلاتها، وأعلنت في سبتمبر الماضي إلغاء ما يقرب من ثلث الرحلات من وإلى أتلانتا. كما كشفت عن نيتها إنهاء نظام المقاعد المفتوحة، الذي سمح للركاب باختيار مقاعدهم دون ترتيب، مقابل رسوم إضافية في المستقبل.
ووفقًا لتقارير حديثة، حققت شركات الطيران الأمريكية الكبرى نحو 33.3 مليار دولار من رسوم الأمتعة في عام 2024 فقط، بزيادة 15% عن العام السابق، وهو ما يمثل 4.1% من الإيرادات العالمية لهذا القطاع.
يُذكر أن ساوث ويست، التي اشتهرت بنهجها الخالي من التعقيد والتركيز على خدمة العملاء، تعاني من تراجع في أرباحها منذ جائحة كورونا، وتسعى اليوم إلى استعادة توازنها المالي عبر هذه الإجراءات.
وفي سياق متصل، واجهت الشركة انتقادات واسعة في يناير الماضي، بعد تقارير أفادت أن بعض الركاب الأصحاء استخدموا كراسي متحركة بشكل غير مبرر لضمان الصعود المبكر للطائرة، ما أثار جدلاً واسعاً حول استغلال بعض السياسات الخاصة بذوي الاحتياجات.