اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
إغلاق مدارس الأونروا في القدس.. تصعيد خطير لاستهداف التعليم وتصفية قضية اللاجئين صراع المسيرات والضربات الجوية.. الهند وباكستان على حافة انفجار نووي قراءة تحليلية.. الصين وروسيا في مواجهة الغرب: مصالحنا خط أحمر لماذا أعلن ترامب وقف الحرب ضد الحوثيين اشتباكات بالمدفعية والأسلحة الرشاشة بين الهند وباكستان.. ونيودلهي تعلن مقتل 13 مدنياً بين رمزية النصر واستمرار القصف.. أوكرانيا تتهم موسكو باستغلال الذكرى التاريخية للتغطية على عدوانها رباط الكرد معركة على بوابة التاريخ.. الحصن المملوكي في مرمى التهويد لطمس هوية القدس القديمة الدخان الأسود يتصاعد من مدخنة كنيسة سيستين.. وملايين اليوروهات مراهنات على اسم البابا الجديد أوروبا تحيي ذكرى النصر وعيونها على الحرب الروسية الأوكرانية ماكرون يدعو الشرع إلى حماية كل السوريين «من دون استثناء».. وانتقادات من اليمين المتطرف للرئيس الفرنسي «مساعدات تحت الحصار».. أوروبا تنتقد عسكرة الإغاثة في غزة وتشكيك أممي في نوايا إسرائيل عشرات الشهداء في غزة و«حماس» تصر على «اتفاق شامل».. وتنديد دولي بالخطة الإسرائيلية لتوسيع العمليات

أرض بلا مأوى.. آلة الهدم الإسرائيلية تُحاصر طولكرم وتُعمّق الجراح في غزة

الاحتلال
الاحتلال

دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها (مخيم طولكرم ونور شمس) يومه الـ101، وسط تصعيد عسكري ممنهج يتجلى في حملات هدم موسعة، واستيلاء على منازل، وتحويل أحياء كاملة إلى ثكنات عسكرية مغلقة، في مشهد يعكس منطق "الإلغاء الوجودي" أكثر من مجرد عقاب جماعي.


في مخيم نور شمس وحده، أبلغت سلطات الاحتلال سبع عائلات بنيّتها هدم مبانٍ سكنية تضم شققًا متعددة، من بينها منازل لعائلات الجنيدي، ومقبل، وعليان، وسكران، وجريفي، وسروجي، وفحماوي. هذه ليست سوى حلقة ضمن سلسلة هدم متسارعة، حيث تشير التقديرات إلى أن المخطط يستهدف 106 منازل في المخيمين.

عمليات الهدم لا تقتصر على البنية التحتية، بل تترافق مع تهجير قسري للسكان، وتحويل منازلهم إلى مواقع عسكرية. شوارع مثل شارع نابلس، والحي الشمالي المحاذي له، باتت مناطق عسكرية مغلقة، بعد اقتحام المنازل، وطرد سكانها بالقوة. أما جرافات الاحتلال، فهي تتمركز على مدار الساعة في مواقع رئيسية داخل المخيم، لا سيما في شارع كامل.
وفي قلب المدينة، تشهد طولكرم منذ فجر كل يوم تحركات مكثفة لدوريات الاحتلال، خاصة في المناطق المحيطة بدوار الشهيد ثابت، المستشفى الحكومي، وشوارع الحدادين، والعليمي، ونابلس. وقد تعمدت قوات الاحتلال السير بعكس الاتجاهات، وإطلاق الأبواق بشكل استفزازي، تزامنًا مع تحليق منخفض للطيران.

المشهد الأمني بات أكثر قتامة مع توغل فرق المشاة داخل المخيم، وملاحقة السكان حتى اللحظة الأخيرة قبل تنفيذ الهدم، واقتياد عدد من الشبان إلى نقاط عسكرية، دون اكتراث بالتصاريح أو الوثائق التي تثبت هوياتهم أو أسباب تواجدهم.

كل ذلك يأتي في ظل حصار خانق على المدينة ومخيماتها، واقتحامات ليلية متكررة تترافق مع قنابل صوتية، واعتداءات منهجية على المنازل، طالت حتى البنية التحتية وسبل العيش. وقد أدى هذا التصعيد إلى استشهاد 13 مواطنًا بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع للمنازل والمحال والمركبات.

العدوان أجبر ما يزيد عن 4200 عائلة – أي أكثر من 25 ألف مواطن – على مغادرة بيوتهم قسرًا، فيما طال الدمار الكامل نحو 400 منزل، و2573 منزلًا آخر تضرر جزئيًا، فضلًا عن إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر الترابية.

توسّع في الضفة.. وتشديد في القدس

المشهد لا يقتصر على طولكرم، فقد واصلت قوات الاحتلال عمليات الهدم في قرية دير ابزيع غرب رام الله، وجرفت أراضي في حي الدوارة بعد أن أخطرت سبعة منازل بالهدم بذريعة "البناء دون ترخيص". وفي شهر نيسان/أبريل فقط، وثّقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تنفيذ الاحتلال لـ73 عملية هدم، طالت 152 منشأة بينها 96 منزلًا مأهولًا.
إلى جانب ذلك، أقدمت جماعات استيطانية صباح اليوم على اقتحام باحات المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة، وأدّت طقوسًا تلمودية استفزازية، بينما منعت شرطة الاحتلال دخول المصلين ودققت في هوياتهم، في سياق تصعيد مبرمج يسبق ما يسمى بـ"يوم القدس" في 26 مايو.

غزة.. جرح مفتوح ونزيف لا يتوقف

في قطاع غزة، لا تزال آلة القتل الإسرائيلية تحصد أرواح المدنيين. ففي يوم واحد فقط، استشهد 22 مواطنًا، بينهم أطفال ونساء، في غارات استهدفت منازل سكنية في خان يونس، جباليا، وحي الشجاعية، وكذلك في قصف مباشر على مدرسة الكرامة شرق غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، بلغ عدد الشهداء في غزة 52,615 مواطنًا، بينهم آلاف الأطفال والنساء، مع استمرار الحصار وغياب أي ضمانات إنسانية أو سياسية، وسط عجز دولي متواصل.