اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

الإمارات تدعو لعمل عربي مشترك يحمي أرواح الفلسطينيين وإيقاف سياسات التجويع والاستيطان

الوفد الإماراتي المشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بالجزائر
الوفد الإماراتي المشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بالجزائر

دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تبني موقف عربي موحد يُجسد آمال وطموحات شعوبنا تجاه ما تشهده الأراضي الفلسطينية من أحداث مؤلمة، وذلك من خلال تعزيز التضامن والعمل المشترك لحماية أرواح أشقائنا الفلسطينيين.

جاء ذلك، خلال كلمة ألقاها الدكتور طارق حميد الطاير، النائب الأول لرئيس المجلس، رئيس وفد مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في الاتحاد البرلماني العربي، نيابة عن صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، في أعمال المؤتمر الثامن والثلاثين للاتحاد المنعقدة في الجزائر العاصمة من 2 إلى 4 مايو.

وأكد الطاير أن التحديات التي تواجه منطقتنا تفرض علينا جميعاً مسؤولية جماعية لتعزيز العمل البرلماني العربي المشترك، وتفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية، ودفع الجهود نحو الحلول السلمية، وتعزيز أطر الحوار والتكامل والتعاون والتضامن العربي.

وأكد على أهمية تكثيف جهود الدبلوماسية البرلمانية، إقليمياً ودولياً، بالتعاون مع كافة الشركاء، لضمان إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف التصعيد، وتوفير الحماية للمدنيين، وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني.

وقال الطاير: «تظل القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية الأولى للعرب والمسلمين، بل وللإنسانية جمعاء، تمر بلحظة وجودية مفصلية بالغة الدقة، وتواجه تحديات جسيمة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، تتطلب منّا موقفاً عربياً موحداً، يرتقي إلى حجم هذه المأساة، ويعيد الاعتبار للعدالة والكرامة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».

وأضاف، أن الحرب في غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا، وتسببت في نزوح جماعي، إلى جانب دمار واسع في البنى التحتية، وقد أفرزت هذه الحرب وما يرافقها من حصار كارثة إنسانية غير مسبوقة، ما ينذر بانهيار شامل في نظام المساعدات الإنسانية، ويهدد حياة المدنيين ومقومات البقاء.

موقف تاريخي

وقال الطاير: «إن الإمارات وعلى امتداد تاريخها، لم تدّخر جهداً في دعم الأشقاء الفلسطينيين، حيث كانت ولا تزال تقف إلى جانبهم في مختلف الظروف، وهي تواصل اليوم جهودها الإنسانية عبر عملية «الفارس الشهم 3»، التي تُعد امتداداً للدعم المتواصل والمساعدات الإغاثية المقدّمة لسكان غزة، تجسيداً للنهج الإنساني الراسخ الذي أرساه القائد المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمراراً لسياسة الدولة الثابتة في مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق ونصرة القضايا العادلة».

وجدد الطاير التأكيد على موقف الإمارات الثابت والرافض لمبدأ العقاب الجماعي الذي تنتهجه إسرائيل، ولجميع محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.

وطالب بوقف سياسات التجويع والاستيطان، داعياً إلى التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين من الجانبين، واستئناف الحوار السياسي، بما يُمهّد للتوصّل إلى تسوية عادلة تُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتُسهم في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة على أساس حل الدولتين، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ترسيخ الثقة

وقال الطاير: «إن الاتحاد البرلماني العربي بات اليوم أكثر من أي وقت مضى، مطالباً بإعادة ترسيخ الثقة من خلال تبنّي رؤى استباقية ومستقبلية للتعامل مع القضايا الأكثر إلحاحاً، وتعزيز دوره كمنصة جامعة للعمل البرلماني العربي. ويتطلب ذلك تفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية، وتطوير آليات العمل، وبناء شراكات استراتيجية مع البرلمانات والمنظمات الدولية، خدمة لقضايا الأمة ومصالحها العليا».

ضم وفد مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية كلاً من عائشة راشد اليتيم، رئيسة المجموعة، وهـلال محمد الكعبي، نائب رئيس المجموعة، والشيخ سعيد بن سرور الشرقي، وحشيمة ياسر العفاري، وعائشة إبراهيم المـري، وسالم راشد المفتول، وسلطان بن يعقوب الزعابي، أعضاء المجلس، وعفراء راشد البسطي، الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني.

لقاءات ومشاركات

وعلى هامش المؤتمر التقى الطاير رئيس مجلس النواب العراقي محمود داود المشهداني، وجرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية تعزيز التنسيق والتشاور خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية الإقليمية والدولية، وعلى الدور الفاعل للدبلوماسية البرلمانية في تعزيز التعاون في الموضوعات الوطنية والقضايا العربية.

وشارك سلطان بن يعقوب الزعابي، عضو مجموعة الشعبة في اجتماع لجنة الشؤون السياسية والعلاقات البرلمانية، وشدد في مداخلة له على أهمية دور الاتحاد البرلماني العربي والدبلوماسية البرلمانية في مواجهة التحديات، مشيراً إلى أن أبلغ دليل على حجم التحديات والأزمات الراهنة في منطقتنا العربية ما يحدث في غزة من كارثة إنسانية وانتهاك للمواثيق والأعراف الدولية.

وشاركت عائشة إبراهيم المري، عضو مجموعة الشعبة الإماراتية، في اجتماع لجنة فلسطين، وتطرقت إلى الأوضاع الإنسانية في غزة، وأكدت أن دعم الإمارات للشعب الفلسطيني ليس ظرفياً، بل نهجاً ثابتاً وموقفاً راسخاً ومبدأً من مبادئ السياسة الإماراتية الخارجية التي تضع الإنسان وكرامته في صميم أولوياتها.

رافعة أساسية

وشاركت عفراء راشد البسطي، الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني في المجلس الوطني الاتحادي، في اجتماع جمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية. وقالت في كلمة لها: «إن الكوادر البرلمانية المؤهلة والمدربة تمثل الرافعة الأساسية لأي مؤسسة تشريعية حديثة وفعالة».

كما شاركت عائشة راشد اليتيم، رئيسة مجموعة الشعبة في الاتحاد البرلماني العربي، وحشيمة ياسر العفاري عضو المجموعة، عضوا المجلس، في اجتماع لجنة الشؤون الاجتماعية والمرأة والطفل والشباب في الاتحاد، الذي عقد برئاسة حشيمة العفاري بعد انتخابها رئيساً للجنة، تأكيداً على الدور الفاعل للدبلوماسيّة البرلمانية الإماراتية في عمل الاتحاد.

وأكدت عائشة اليتيم أنه في ضوء التحديات التي تواجه النساء والأطفال في فلسطين، خصوصاً في غزة، والأوضاع الإنسانية وزيادة عدد الأيتام والنساء المعيلات، ندعو إلى عقد ورشة عمل برلمانية افتراضية بعنوان: «أوضاع المرأة والطفل في فلسطين: التحديات والاحتياجات الإنسانية»، بهدف تسليط الضوء على معاناتهم وتنسيق الجهود لدعمهم.