اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
المصري مرموش يقود السيتي أمام الريال في قمة التشامبيونزليج قبل مهلة السبت.. أول رد من حماس على استمرار اتفاق غزة وزير الثقافة المصري ورئيس وزراء كرواتيا في زيارة رسمية لجامعة الدول العربية تعاون مصري سعودي في الاستثمار بمجالات الطاقة النظيفة *مدير الشئون الدينية في السنغال يشيد بجهود الأزهر لتعزيز قيم الوسطية والاعتدال في العالم* مفتي مصر يتوجَّه إلى البحرين للمشاركة في مؤتمر الحوار الإسلامي -الإسلامي البنك التجاري الدولي- مصر يتعاون مع منظمة «AASBC» لتقديم شهادة «SEMP» مفتي الجمهورية يبحث مع مفتي كرواتيا سبل التعاون المشترك على هامش المنتدى الاقتصادي *ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة: الصيام عبادة لإصلاح القلوب وتهذيب النفوس* ملتقى المرأة يناقش دور القبلة في وحدة الأمة الإسلامية الجامع الأزهر يسلط الضوء على فضل ليلة النصف من شعبان بلغة الإشارة *الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: القلب هو الملك الحاكم لصلاح الإنسان أو فساده*

عودة الكتاتيب تقوية للهوية الثقافية وإحياء للقيم والمبادئ

الكتاتيب
الكتاتيب

تعد الكتاتيب واحدة من أقدم وأهم وسائل التعليم في العالم الإسلامي، حيث لعبت دوراً مهماً في تعليم الأطفال وتعريفهم بقيم الدين، القراءة، والكتابة، كانت بيئة الكتاتيب بسيطة ولكنها مليئة بالتربية الدينية والأخلاقية، مما ساهم في بناء أجيال قادرة على القيادة والتفكير بشكل مستنير، وفي تلك الفترات، كان المعلم هو مصدر الحكمة، وكان الطلاب يتعلمون من خلال حفظ القرآن، الأحاديث، وتعلم اللغة العربية.

مشروع عودة الكتاتيب لتحفيظ القرأن الكريم

وفي هذا السياق قال الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن عودة الكتاتيب مرة أخري لتحفيظ القرأن الكريم مهة للغاية، ومن المعروف أن من وضع هذه الدراسة قد أجري دراسة جدوي ممتازة للغاية لوضع هذه القاهون لطرحة على الحكومة.

وأوضح الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن، خلال تصريح خاص لـ " اتحاد العالم الإسلامي"، أن الدراسة التي وضعت لمشروع قانون عودة الكتاتيب أجريت من متخصيين ودراسة من أكاديمين واجتماعيين ومن المخلصين حتي وصلت لمرحلة اتخاذ القرار وبناء علية تم البدء في اتخاذ قرار عودة الكتاتيب مرة أخري لتحفيظ القرأن الكريم في المحافظات.

وأكد أستاذ الفقة المقارن، أن المشروع ودراجة الجدوي الخاصة بة اعتلت حتي نالت ثقة الحكومة لعودة الكتاتيب مرة أخري.

عودة الكتاتيب في العصر الحديث

وتعتبر عودة الكتاتيب في العصر الحديث خطوة مهمة نحو إحياء هذه القيم، لكن في ظل التطور التكنولوجي والتحديات التي يواجهها المجتمع اليوم، من المهم تحديث مفهوم الكتاتيب بما يتناسب مع العصر، كما يمكن دمج التقنية والوسائل الحديثة مع القيم التقليدية لإعداد جيل قوي من الناحية الفكرية والأخلاقية، والذي يمكنه مواجهة تحديات العصر مع الحفاظ على تراثه.

عودة للكتاتيب تسهم في بناء جيل قادر على التغيير الإيجابي في الأمة

ومن المؤكد أن إعادة إحياء الكتاتيب يجب أن تكون بعيدة عن التقليدية البحتة التي تركز فقط على حفظ القرآن الكريم، بل يجب أن تكون بشكل متكامل يعزز من فهم معاني القرآن وتفسيره، وهو ما سيخلق جيلًا مدركًا لقيمة النصوص القرآنية وقادرًا على تطبيقها في حياته اليومية.

كما أن ربط حفظ القرآن الكريم بمعرفة معانيه يساعد على تعزيز الفهم العميق للدين الإسلامي ويمنح الطالب القدرة على التفكير النقدي والتفاعل مع التحديات المعاصرة من خلال رؤية إيمانية واضحة.

وعندما يتمكن الطلاب من فهم المعاني العميقة للآيات، يتولد لديهم شعور بالمسؤولية ويسهل عليهم تطبيق القيم الإسلامية في حياتهم، سواء في التعامل مع الآخرين أو في المواقف الحياتية المختلفة.

دمج معاني القرأن الكريم مع علوم أخري

ويعد دمج معاني القرآن مع علوم أخرى مثل الفقه، والسيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، يساهم في تكوين شخصية شاملة ومتوازنة. وهذا يتطلب أدوات تعليمية حديثة، كاستخدام التقنية في شرح المعاني وإتاحة الفرص للطلاب للوصول إلى التفاسير والدراسات المتعمقة بسهولة.

"وتعتبر "الكتاتيب" هي أماكن تعليمية تقليدية لعبت دورًا مهمًا في تاريخ التعليم في المجتمعات العربية والإسلامية. هي غالبًا ما تكون مدارس صغيرة، حيث يتعلم الأطفال أساسيات القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، كانت بمثابة محاضن أساسية في التربية والتنشئة الاجتماعية، حيث كان يتم فيها غرس القيم الأخلاقية والدينية في نفس الوقت.

كانت "الكتاتيب" أيضًا مجالًا لتكوين علاقة وثيقة بين الأطفال والمعلمين الذين غالبًا ما كانوا يحملون مكانة اجتماعية مميزة، ما جعل هذه الأماكن محاضن تربوية تؤثر في صياغة شخصية الطفل وتوجيهه في مراحل نموه الأولى.

الكتاتيب لها تأثير عميق في تشكيل وعي الإنسان منذ مراحل الطفولة المبكرة. كان التعليم في الكتاتيب لا يقتصر فقط على المعارف الأكاديمية، بل كان يشمل أيضًا تنمية الوعي الديني والوجداني والأخلاقي، مما يؤثر في طريقة تفكير الطفل ورؤيته للعالم من حوله.

وفي هذا الشأن شدد الدكتور مجدي عاشور، مستشار المفتي وأمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه ليس هناك اختلاف علي عودة الكتاتيب مرة أخري لتحفيظ النشء للقرأن الكريم.

وقال الدكتور مجدي عاشور، في تصريح خاص لـ " اتحاد العالم الإسلامي" إن عودة الكتاتيب مرة أخري خطوة مهمة جدا وتجمع بين الأصالة والمعرفة، لافتا الي أن الاصالة وذلك علي الطريق القديمة وهي حفظ اللوح الجديد بالإضافة الي مراجعة اللوح القديم لتثبيت الحفظ لأن القرأن مبني علي التلقي والتلقين.

وأضاف مستشار المفتي وأمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن في العصر الحديث يمكن الإستعانة والإستفادة من الأدوات الحديثة في المساعدة علي حفظ القرأن الكريم مثل التسجيل ومواقع التواصل الإجتماعي.

وأشار الدكتور مجدي، أن الألات الحديثة تساعد علي سرعة الحفظ وضمان الحفاظ علي القرأن وإن كان محفوظاً من قبل الله عزو وجل، بالإضافة الي أن النشء لابد من أن يبني علي حفظ القرأن الكريم لأنهم أساس المجتمع وبذلك يكون القرأن حافظ له في حياتة.

وأشار الي أنه من المهم والمطلوب أن تكون هذه الكتاتيب تحت مظلة الأزهر الشريف ووزارة الاوقاف ولابد أن يكون المحفظين من أبناء المنهج الأزهري المعتدل.

وكان في القديم الأطفال في الكتاتيب يتعرفون على قيم العدل، الصدق، الاحترام، والتعاون. كما أن طريقة التعليم التي كانت تعتمد على التفاعل المباشر مع المعلم في بيئة منظمة تساعد على غرس احترام المعرفة والتعليم في نفوس الأطفال.

ومن المعروف أن أحد أبرز جوانب الكتاتيب كان في تعلمهم كيفية التعامل مع الآخرين في المجتمع، حيث كانت تعد الطلاب ليكونوا أفرادًا قادرين على المساهمة بشكل إيجابي في مجتمعاتهم، ليس فقط من خلال التعليم الديني، ولكن أيضًا من خلال التنشئة الاجتماعية التي كانت تركز على التعاون والعمل الجماعي.

وأن فكرة إعادة إحياء الكتاتيب في العصر الحديث يمكن أن يسهم في تعزيز الهوية الثقافية والتربوية للأطفال، ويشكل عاملًا مهمًا في تقوية الوعي الجمعي للمجتمع، خاصة في ظل التحديات الحديثة التي يواجهها الشباب في بناء هويتهم.

إحياء الكتاتيب من قبل وزارة الأوقاف خطوة مهمة

ومن المؤكد أن إعادة إحياء الكتاتيب من قبل وزارة الأوقاف خطوة مهمة نحو تعزيز التعليم الديني والتربوي في المجتمعات. هذه المبادرة تهدف إلى العودة للجذور التربوية التي كانت تُعلّم فيها قيم الأخلاق والإيمان بالإضافة إلى القراءة والكتابة، وقد يكون لها دور كبير في تقوية الهوية الثقافية والدينية لدى الأجيال القادمة.

موضوعات متعلقة