اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
44875 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة الرقم ”11” في عالم السياسة والحروب.. مصير مشترك بين نصر الله والأسد الرئيس السيسي يهنئ السعودية بفوزها بتنظيم كأس العالم 2034 دعم مفاجئ لنتنياهو في مفاوضات غزة.. انقسامات داخل ”الليكود” وفتح باب الأمل لاتفاق مع حماس حصار ليري.. الإرهابيون يعزلون بلدة استراتيجية في شمال مالي ويهددون استقرار تمبكتو ماكرون بين الوفاء بوعده وحتمية الحل.. هل يتراجع عن وعد عدم حل البرلمان الفرنسي؟ وزيرا خارجية مصر والصين يتفقان على عدم التدخل في الشأن السوري السودان في قاع الكارثة.. حرب مستمرة وأزمات إنسانية تهدد الملايين في 2024 صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان” … خطبة الجمعة من وزارة الأوقاف المصرية شيخ الأزهر يبحث وضع استراتيجية وطنية للتعليم والإعلام لمواجهة العادات المخالفة للقيم الدينية مع وزيرة التضامن الإمام الأكبر يؤكد لوزير المالية المصري خصوصية رسالة الأزهر وأهميتها انطلاق الدورة التدريبية على الفتوى لاتحاد الطلبة الإندونيسيين

خطبة الجمعة اليوم.. الحياء خير كله

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

أعلنت وزارة الأوقاف عن تحديد موضوع خطبة الجمعة ليوم 27 من جمادى الأولى 1446 هـ، الموافق 29 نوفمبر 2024م، تحت عنوان "الحياء خيرٌ كله". وأوضحت الوزارة أن الهدف من هذه الخطبة هو تسليط الضوء على أهمية التحلي بخلق الحياء كصفة من صفات المسلم التي تعكس التقوى، وتُعد من أسباب حب الناس.

وقالت الوزارة في بيانها إن الحياء يعد من أرقى الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهو يفتح باب التقوى ويكون مفتاحًا للتعايش السلمي والمحبة بين الناس. وقد تم تحديد هذا الموضوع ليكون محور الخطبة، وذلك من أجل نشر الوعي حول هذه الفضيلة التي تعتبر حجر الزاوية في سلوك المسلم.

نص الخطبة: "الحياء خيرٌ كله"

الحمد لله العزيز الحميد، القوي المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من نطق بها فاز وسعد. سبحان الله، الذي هدَى العقول بحكمته، ووسَع الخلائق بنعمه، وأقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهُدى على أنبيائه ورسله. أشهد أن محمدًا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وشرّفنا به، وجعلنا أمته. اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

أيها المؤمنون، إن الحياء هو شمس الأخلاق ونبراسها، وهو جوهرة القيم وتاجها. فإذا كان لكل دين خلق، فإن خلق الإسلام هو الحياء، و الحياء والإيمان يقرنان معًا، بل إن الحياء جزءٌ لا يتجزأ من الإيمان، كما ورد في الحديث الشريف: "الحياءُ شُعْبَةٌ من الإيمان". ومن المعروف أن مقام الإحسان في الإسلام هو عبادة الله كأنك تراه، وباب الإحسان الذي يفتح للإنسان هو الحياء.

وإذا سألنا: ما هو الحياء؟ فالحياء هو خلقٌ عظيم يحمل الإنسان على اجتناب كل ما يعيبُه أو يُلحِقُ به الذم، وهو شعورٌ فطريٌ عميق يترسخ في النفس ليمنع الإنسان من فعل ما يخلّ بكرامته، وما لا يليق بمنزلة الإنسان الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى. الحياء هو الشعور الذي يدفع الإنسان إلى تجنب الوقوع في الرذائل، وهو الامتناع عن كل ما يُشينُه.

أيها المسلمون، إن الحياء هو حال عباد الله الصالحين، الذين يجدون فيه طهارة للروح وزكاة للضمير. والحياء هو الذي يرفع الأخلاق ويُسمو بالإنسان بعيدًا عن ثقافة الفحش والانحلال. الحياء يعمل كحاجز أمام المعاصي، وهو سمة أهل التقوى والفَضل. أما الذين يفقدون الحياء، فإنهم ينحدرون في سلوكهم ويتقوقعون في قاع الرذيلة. فقد ثبت في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا لم تستحي فافعل ما شئت"، ما يعني أن من فقد الحياء قد يخرج عن حدود الأدب والاحترام.

أيها المؤمنون، إن الحياء ليس مجرد شعور، بل هو سلوك حياتي ينبع من الفطرة السليمة. الحياء هو الذي يزين الشخص في عيون الناس، ويُكسبه هيبةً ووقارًا، ويجعله بعيدًا عن الانزلاق في أخطاء تدنس سمعته وشرفه. بل إنه صفة عظيمة من صفات الله سبحانه وتعالى، كما ورد في الحديث: "إن الله حيِيٌّ كريم، يستحي إذا رفع الرجل يديه إليه أن يردهما صفراً".

أيها الأحبة في الله، ليتنا نقتدي في حيائنا بأعظم مثال، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان أشد حياءً من العذراء في خدرها. كان صلى الله عليه وسلم يتجنب كل ما يسبب له الخجل أو العيب، وكان يتعامل مع الناس بخلق عظيم، وكان الحياء هو دليله في جميع أفعاله. كما نقتدي بيوسف عليه السلام، الذي منعته فطرته السليمة وحياءه من الوقوع في الفاحشة، فاستحق بذلك تأييد الله وعونه.

أيها الكرام، إن الحياء هو مفتاح التقوى، وهو ما يفتح لنا أبواب البركات من السماء والأرض، كما أنه من أعظم وسائل الحفاظ على الأخلاق والعفة. الحياء يعصمنا من الفساد ويحفظنا من التلوث بالمعاصي والآثام. وقد قال أحدهم في وصف الحياء: "إذا قل ماء الوجه قل حياؤه، فلا خير في وجه إذا قل ماؤه". وعليه، يجب على المسلم أن يحفظ حياءه ويعتز به لأنه يعكس نبل أصله وسمو أخلاقه.

موضوعات متعلقة