اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
ماكرون بين الوفاء بوعده وحتمية الحل.. هل يتراجع عن وعد عدم حل البرلمان الفرنسي؟ وزيرا خارجية مصر والصين يتفقان على عدم التدخل في الشأن السوري السودان في قاع الكارثة.. حرب مستمرة وأزمات إنسانية تهدد الملايين في 2024 صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان” … خطبة الجمعة من وزارة الأوقاف المصرية شيخ الأزهر يبحث وضع استراتيجية وطنية للتعليم والإعلام لمواجهة العادات المخالفة للقيم الدينية مع وزيرة التضامن الإمام الأكبر يؤكد لوزير المالية المصري خصوصية رسالة الأزهر وأهميتها انطلاق الدورة التدريبية على الفتوى لاتحاد الطلبة الإندونيسيين تعاون بين وزارتي الأوقاف والإنتاج الحربي لتنفيذ مشروعات خيرية واجتماعية بايدن يخفف أحكام 1500 شخص ويعفو عن 39 شخصًا آخرين مرصد الأزهر: استهداف المدنيين بالنيجر أسلوب إجرامي للتنظيمات الإرهابية لإثبات تأثيرها الأزهر الشريف يعلن إطلاق مبادرة لتحفيظ القرآن الكريم لأبناء المصريين بالخارج ما حكم الزواج العرفي بدون شهود؟.. الإفتاء تجيب

وكيل الأزهر يوجه أربع رسائل للاستفادة من ‏«العلوم ‏الخضراء»

وكيل الأزهر
وكيل الأزهر

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الثالث للعلوم ‏‏الأساسية والتطبيقية لكلية العلوم للبنات جامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان «نحو العلوم الخضراء»، أن ‏‏هذا المؤتمر المهم يؤكد بما فيه من بحوث أن عطاء الأمة لا ‏ينقطع، وأن الخير فيها باقٍ إلى قيام الساعة، ‏‏وأنها إن مرضت أو ‏وهنت فإنها لا تموت، ويؤكد أن عقل الأمة متجدد، ‏وأن علماءها قادرون على الربط ‏‏بين الأصالة والمعاصرة بحبل ‏وثيق، وأنهم يعتمدون على تراثهم وماضيهم دون أن يحبسوا أنفسهم ‏فيه، وأنهم ‏‏قادرون على التفاعل مع عطاء العصر المتغير.‏

العلوم الخضراء ترتبط بالتغيرات المناخية

وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته بمركز الأزهر للمؤتمرات اليوم الاثنين أنَّ «العلوم الخضراء» التي يدور ‏‏حولها ‏المؤتمر من أهم المجالات العلمية في العصر الحاضر؛ لما ‏لها من علاقة قوية بالتغيرات المناخية ‏التي ‏تهدد الكوكب كله وكذلك بالموارد التي من حق البشر جميعًا أن ينتفعوا بها في الحاضر والمستقبل، ‏وهي علوم لها تعلق كبير وقوي ‏كذلك بالحراك الاقتصادي والتقدم المادي، بحيث يمكن أن يكونا وجهين ‏لعملة واحدة؛ ففي الوقت ‏الذي تحرص فيه «العلوم ‏الخضراء» على الوصول إلى حلول ‏مستدامة للتحديات ‏البيئية، يسعى الاقتصاد إلى تحقيق النمو ‏‏والازدهار، و«العلوم الخضراء» طريق الاقتصاد الآمن، وكلاهما ‏‏مطلوب من كل مجتمع واع.‏

ترابط العلوم الخضراء بالاقتصاد

وتابع وكيل الأزهر، أنه لا أدل على ترابط «العلوم الخضراء» بالاقتصاد من وجود ‏طلب متزايد على ما أطلق ‏عليه «الاقتصاد ‏الأخضر» الذي يهدف ‏إلى تحسين رفاهية الإنسان مع تقليل ‏المخاطر البيئية وتكلفة ‏مواجهة التلوث البيئي والتغير ‏‏المناخي، ورغم أن كل مجال جديد قد يلقى بعض الرفض أو المعارضة ‏ممن ‏ألفوا أنماطا حياتية معينة، أو ممن ‏تتعارض مصالحهم ‏الشخصية مع الوضع الجديد، أو يلقى بعض ‏الصعوبات التي تتعلق ‏بالتكاليف المادية، ‏أو نقص الوعي لدى الشريحة العريضة من ‏المستهلكين، أو حتى ‏من غياب الدعم القانوني المنظم أحيانا، ‏ولكن ‏الأمل في مثل هذه المؤتمرات أن تقرب وجهات النظر، وأن ‏‏تتجاوز قاعات المؤتمر، وتنطلق إلى ‏الجمهور بما تملكه من وسائل ‏لإقناع الناس بضرورة التغيير الذي ‏يعني حياة أفضل.‏

وكيل الأزهر: الإسلام دين العلم

وبيَّن وكيل الأزهر أن الإسلام دين العلم، والذي ‏يجب أن يصح في ‏الأذهان أن الإسلام لم يتوقف بالعلم ‏عند حدود ‏العلم الشرعي وحده، بل إنه يمتد ليشمل علوم الحياة وعلوم ‏الكون، ‏وضروب النشاط الإنساني ‏كافة.‏ ولو تأملنا تراثنا بعمق لأدركنا أن كثيرا مما تطرحه «العلوم ‏الخضراء» له أصل ديني يدعو إليه، أو ‏إطار ‏شرعي يوجه العمل ‏فيه.‏ ومن أمثلة ذلك: زراعة المحاصيل المحسنة وراثيا، بحيث ‏تكون المحاصيل ‏أكثر إنتاجا، وأكثر قدرة على ‏تحمل الظروف ‏المناخية القاسية، وإعادة تدوير النفايات ‏العضوية وتحويلها إلى ‏‏طاقة ووقود حيوي أو سماد، وتطوير ‏تقنيات مبتكرة لتنقية المياه، وإعادة استعمالها، واستخدام مواد ‏صديقة ‏‏للبيئة في المباني والإنشاءات، وتصميمها بما يلائم الحياة ‏الصحية، وغير ذلك من مداخل جديدة.‏

ونوه وكيل الأزهر، بأن هذه المداخل الجديدة لا تخرج عن توجيهات ديننا الذي يأمر ‏بالحفاظ على البيئة، ‏والاعتدال في استهلاك ‏الموارد، وعد الإفساد ‏في الأرض من الكبائر!‏ ولا يخرج عن التخطيط للمستقبل، ‏ووضع حق الأجيال ‏القادمة في الموارد في الاعتبار مما أشار إليه ‏فقهاؤنا العباقرة.‏ ويتفق تماما مع الرحمة ‏بالحيوان التي أمر بها الإسلام، ‏باعتبارها مخلوقات لها حقوق، ورتب على الإحسان ‏إليها أجرا ‏كبيرا. ‏وينسجم مع النظافة والجمال اللذين عدهما الإسلام جزءا من ‏الإيمان.‏

ودعا وكيل الأزهر القائمين على المؤتمر إلى أن يكشف المؤتمر بأبحاثه ‏المتخصصة ‏عن مدى ما يمكن أن ‏تقدمه العلوم الخضراء من تخفيف لحدة ‏الأزمات الاقتصادية وآثارها ‏الصعبة، وأن تضع مسارات عملية ‏‏تحقق الاستخدام الأمثل للموارد.

رسائل وكيل الأزهر للاستفادة بالعلوم الخضراء

‏ ووجه وكيل الازهر في ختام كلمته بعض الرسائل الموجزة، راجيًا أن تجد نتائج ‏المؤتمر وتوصياته طريقها إلى ‏الأجهزة المسئولة، لتكون على أجندة ‏أولوياتها؛ ‏وفاء لأوطاننا ‏وصيانة لأمتنا:‏

الرسالة الأولى: إن الشعوب الواعية هي التي لا تضع رأسها ‏في الرمال خوفا من تجربة الجديد، بل هي ‏‏التي تقتحم المستقبل ‏بمنهجية مدروسة، وتقدر على الاستفادة من معطيات العصر في كل ‏مجالات العلوم.‏
الرسالة الثانية: إن العلوم الخضراء تتيح لنا إمكانيات حقيقية ‏لإعادة النظر في كثير من الأنشطة المتعلقة ‏‏باستثمار الموارد، ‏ومواجهة التغيرات المناخية، واتخاذ القرارات الصائبة المتعلقة ‏بأنماط الاستهلاك.‏
الرسالة الثالثة: إن استثمار ما تطرحه العلوم الخضراء من ‏بدائل آمنة معاصرة لا يخرج عن أصول ديننا ‏‏وثوابتنا وتاريخنا.‏
والرسالة الرابعة: إننا يجب أن نعمل على زيادة الوعي بما ‏في الواقع من تحديات، وأن نحسن استثمار ‏‏الفرص، والاستفادة ‏من معطيات الواقع حتى لا نتخلف عن ركبه.‏

موضوعات متعلقة