جنوب إفريقيا تدعو لوقف إطلاق النار في غزة.. وخطوة جديدة محكمة العدل الدولية

جدد الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، دعوته لوقف إطلاق النيران في قطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وذلك تزامنًا مع ذكرى مرور عام على الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع. وأوضح أن بلاده تستعد لتقديم مذكرة إلى محكمة العدل الدولية تحتوي على أدلة تفصيلية لإثبات أن إسرائيل ترتكب جريمة الإبادة الجماعية في فلسطين.

في بيان نشرته وكالة الأنباء الجنوب إفريقية، أشار رامافوزا إلى أن الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ قبل عام أسفر عن مقتل أكثر من 43 ألف شخص، وأن العنف ضد الفلسطينيين قد تصاعد على مدى عقود بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2022.

وأكد رامافوزا التزام جنوب أفريقيا بحل سلمي ينهي الاحتلال، داعيًا المجتمع الدولي إلى التمسك بمبادئ القانون الدولي وتعزيز العدالة الاجتماعية. كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.

وأضاف الرئيس أنه ينبغي على دول العالم العمل معًا لمنع انتشار الصراع، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المجاعة والأمراض في القطاع، وتوجيه موارد كبيرة لإعادة بناء البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.

وكشف رامافوزا عن أن جنوب أفريقيا ستقدم مذكرة إلى محكمة العدل الدولية في وقت لاحق من الشهر الجاري، تتضمن أدلة تؤكد ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية. وأكد أن استمرار الصراع لن يؤدي إلا إلى فقدان المزيد من الأرواح البريئة، محذرًا من أن الوضع المتصاعد في الشرق الأوسط يهدد بإشعال حرب جديدة.

اختتم رامافوزا بالقول إن بلاده ستواصل دعم جميع الجهود الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة وضمان حل عادل ينهي الاحتلال، مشددًا على ضرورة إيجاد حل دائم يحمي حقوق جميع الأطراف.

خطوة إنسانية

تُعد خطوة جنوب إفريقيا برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، التي انضمت إليها عدة دول أخرى، بما في ذلك مصر، بمثابة تحول تاريخي ليس فقط في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ولكن أيضًا في مسار القضية الفلسطينية بشكل عام. تأتي هذه الدعوى في ظل عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار بسبب الفيتو الأمريكي، والذي يعكس حالة الانحياز الواضح من الولايات المتحدة لصالح الاحتلال، رغم الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، والاستهداف المتعمد للمنشآت المدنية

تتجاوز أهمية هذه الدعوى القضائية النتائج المباشرة لها، لتبرز الأبعاد السياسية والاستراتيجية التي فرضتها على إسرائيل. إذ أظهرت دعوة جنوب إفريقيا تعاطفًا دوليًا متزايدًا مع القضية الفلسطينية، متجاوزة الحدود الإقليمية إلى مناطق أخرى، بما في ذلك إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما يعزز من شرعية الحق الفلسطيني. وقد تجلى ذلك في الدعم الكبير الذي حصلت عليه فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفض المجتمع الدولي للاحتلال.
.