اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

تنظيم المرابطون.. ميلاد إرهابي من رحم الخلافات بين داعش والقاعدة

تنظيم المرابطون
تنظيم المرابطون

تنظيم المرابطون جماعة مسلحة تتبنى الفكر "السلفي الجهادي"، أعلنت تأسيسها في 2013، إثر اندماج فصيلين من أنشط الفصائل الإسلامية المسلحة بشمالي مالي والصحراء الكبرى.

في 2013، أعلن مختار بلمختار المكنى "خالد أبو العباس" زعيم جماعة "الملثمون" وأحمد ولد العامر المكنى "أحمد التلمسي" زعيم "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" اندماج جماعتهما في تنظيم واحد تحت مسمى "المرابطون"، نفذ التنظيم أول عملية له في شمال مالي، حيث هاجم قاعدة عسكرية فرنسية في "غاو".

وفي 2015 بايع تنظيم المرابطون تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وفي 2017 انشق قسم من تنظيم المرابطون عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشكلوا "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" بقيادة "إياد أغ غالي"، وفي 2021 ، أعلن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مقتل مختار بلمختار في عملية عسكرية فرنسية.


جماعة المرابطون فقد تاسست العام 2013 عبر اندماج تنظيم “الموقعون بالدم” بزعامة بلمختار، القائد السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، والمخطط لعملية احتجاز الرهائن الدامية في حقل جزائري للغاز- وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، احدى المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي حوالى عام بين خريف 2012 ومطلع 2013.

وتحدث الصحراوي مرارا باسم حركة التوحيد والجهاد، وباسم “المرابطون” لاعلان تبني عمليات خطف او هجمات في شمال مالي وتحديدا في تومبكتو وغاو وكيدال، وتم طرد حركة التوحيد والجهاد والقاعدة ومجموعات جهادية اخرى بشكل واسع من شمال مالي اثر تدخل عسكري مستمر حتى اليوم بقيادة فرنسا في يناير 2013. لكن هناك مناطق كثيرة ما تزال خارج سيطرة الحكومة المركزية في باماكو، حيث تواصل المجموعات الجهادية شن هجمات دامية امتدت خارج المناطق المعتادة.

ورغم العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق التي أسفرت عن احتلال البلدين. ظل تنظيم القاعدة قادرا على تحقيق انتصارات كبيرة. كان أبرزها نجاح إحدى فروعه المسمى “قاعدة المغرب الإسلامي” في السيطرة على شمال مالي بالكامل في أبريل 2012. وحكم منطقة شاسعة تمتد إلي داخل الصحراء الكبرى في النيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وتصل إلي جنوب الجزائر وليبيا..

تسببت تلك النجاحات في حشد تأييد دولي للتدخل العسكري بقيادة فرنسية مدعومة بقرار من الأمم المتحدة في يناير 2013. لاستعادة السيطرة على المناطق التي استولى عليها “المجاهدون المسلحون” في المنطقة.

نجح التدخل العسكري الفرنسي بغطاء من الأمم المتحدة وبمشاركة قوات محلية من مالي وبعض دول غرب أفريقيا. في طرد الجزء الأكبر من الجهاديين إلى عمق الصحراء. ليتراجع تنظيم القاعدة ويخسر أحد أهم مناطق نفوذه الذي كان قد أعلنها “ولاية إسلامية” سبقت إعلان داعش لدولتها في العراق وسوريا عام 2014.

تسبب التراجع في انشقاقات مجموعات كبيرة كانت موالية للقاعدة في منطقة “المغرب الإسلامي والصحراء الكبرى الأفريقية”. وخروج تنظيمات عديدة من عباءتها منها تنظيم “التوحيد والجهاد” و”الملثمون” وغيرها..

تمثلت عناصر قوة التنظيم في أعداد مقاتليه الكبيرة من العناصر المدربة جيدا والعائدة من أفغانستان والعراق. بعد هزيمة تنظيم القاعدة في البلدين، وتشتت الكثير من مقاتليه الذين وجدوا في منطقة الصحراء الكبرى الأفريقية ملاذا آمنا وموطنا للاستمرار في “الجهاد”. حتى أن أول أمير للتنظيم كان من العائدين من أفغانستان وهو المصري “أبو بكر المهاجر”. الذي شارك في المعارك في أفغانستان مرتين ضد الاتحاد السوفيتي في الثمانينات. ثم ضد الاحتلال الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

استفاد التنظيم أيضا من وجود الكثير من العناصر المنتمية للقبائل العربية المنتشرة في الصحراء الكبرى وشمال مالي. وهم الأدرى بمسالك الصحراء ودروبها. ما مكن مقاتليه من التحرك بفاعلية عبر الصحراء وتنفيذ عملياتهم التي تعتمد مبدأ حرب العصابات والعمليات النوعية المفاجئة التي تستهدف مواقع محددة ذات تأثير في البلدان المستهدفة مثل الفنادق والمطاعم. أو نصب الكمائن لعناصر الجيش والقوات الدولية.

المصدر الأقوى لقوة التنظيم تمثل في السيطرة على تجارة التهريب عبر دروب الصحراء الكبرى. التي ورثت خطوط التجارة القديمة بين أفريقيا جنوب الصحراء والشمال الإفريقي. حيث فرض التنظيم رسوم على المهربين عبر الصحراء. كما مارس بنفسه عمليات التهريب واهم عناصرها الدخان والمخدرات ومنبع الثروة تهريب البشر الراغبين في الوصول لشواطئ المتوسط الافريقية متطلعين إلى عبور البحر نحو شواطئه الأوروبية، وهو ما مكن التنظيم من توفير تمويل كبير لتسليحه وعملياته.

تميز المرابطون أيضا بقدرات تسليحية جيدة مقارنة بباقي المجموعات الجهادية في المنطقة. بسبب استيلائه على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة من ليبيا بعد سقوط نظام حكم القذافي. واستيلاء عناصره على الكثير من أسلحة المعسكرات الليبية خاصة الموجودة في الجنوب الليبي والمرتبطة بالصحراء الافريقية الكبرى.