اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

هل يجوز صوم أصحاب الهمم من الصم والبكم ؟.. دار الافتاء تجيب

الصم والبكم
الصم والبكم

نشرت دار الافتاء المصرية في مستهل شهر رمضان الكريم فتوى بشأن إمكانية وطريقة صيام ذوي الهمم من الصم والبكم، ضمن سلسلة تجيب خلالها عن الأسئلة الشائعة بين المسلمين حول الركن الرابع من أركان الإسلام.

وأوضحت دار الافتاء المصرية في منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك" أنه "يجوز صيام أصحاب الهمم من الصم والبكم، وعلى أولياء أمورهم تنبيههم بالمواقيت" في إشارة إلى مواقيت الصلاة ومواعيد الإمساك والإفطار حتى لا يخطئوا فيها، ويفسدوا صومهم.

وفي فتوى خلال شهر رمضان من العام الماضي، أشارت دار الافتاء المصرية إلى أهمية الصيام والصلاة في ديننا الحنيف، وأن "الصلاة والصوم ركنان من أركان الإسلام، وهما واجبان على كل مسلم بالغ عاقل، والصمم والبكم لا يمنعان من الصلاة والصيام".

ونوهت دار الافتاء إلى أنواع الصيام بالشرح الوافي، حيث لفتت إلى أن الصيام ثلاث درجات، أولها: صوم العوام، وثانيها: صوم الخواص، وثالثها: صوم خواص الخواص.

وفي شرحها لهذه المعاني، قالت دار الافتاء إن "صوم العوام هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج مع إرسال الجوارح في الزلات، وإهمال القلب في الغفلات، وصاحب هذا الصوم ليس له من صومه إلا الجوع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لله حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" رواه البخاري.

وفيما يتعلق بصوم الخواص، أشارت دار الافتاء إلى أنه "إمساك الجوارح كلها عن الفضول، وهو كل ما يشغل العبد عن الوصول، وحاصله: حفظ الجوارح الظاهرة والباطنة عن الاشتغال بما لا يعني".

وأما عن الصنف الثالث وهو صيام خواص الخواص، فبحسب دار الافتاء فإنه "حفظ القلب عن الالتفات لغير الرب".

وأضافت أن الإمام أبي حامد الغزالي قال في كتابه المهنون بـ"الإحياء": "اعْلَمْ أَنَّ الصَّوْمَ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ صَوْمُ الْعُمُومِ وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص. وأما صَوْمُ الْعُمُومِ فَهُوَ كَفُّ الْبَطْنِ وَالْفَرْجِ عَنْ قضاء الشهوة كما سبق تفصيله. وَأَمَّا صَوْمُ الْخُصُوصِ فَهُوَ كَفُّ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَاللِّسَانِ وَالْيَدِ وَالرِّجْلِ وَسَائِرِ الْجَوَارِحِ عَنِ الْآثَامِ. وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهضم الدَّنِيَّةِ وَالْأَفْكَارِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَكَفُّهُ عَمَّا سِوَى اللَّهِ عز وجل بالكلية".