اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

صندوق النقد العربي: مصر تستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة الكهربائية في 2035

محطة بنبان
محطة بنبان

أكد صندوق النقد العربي تزايد اهتمام الدول العربية بالطاقة المتجددة بهدف تنويع المزيج الوطني لمصادر الطاقة، والعمل على الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة من خلال تبني تقنيات الطاقة النظيفة والتخلص الآمن من الكربون.

وذكر الصندوق في العدد الخامس والخمسين من سلسلة كُتيباته التعريفية والذي صدر بعنوان "الطاقة المتجددة"، أن مصر تستهدف في استراتيجيتها المتكاملة للطاقة حتى 2035 الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة، حيث تبلغ المساهمة الحالية للطاقة المتجددة شاملة الطاقة الكهرومائية في إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة حوالي 12%.

وتمتلك مصر محطة بنبان - أضخم مشروعات الطاقة الشمسية والتي تعد أكبر محطة للطاقة الشمسية على مستوى العالم.
ويعادل إنتاج محطة بنبان للطاقة الشمسية من الكهرباء نحو 90% من الكهرباء المنتجة من السد العالي، إذ يحتوي المجمع على 32 محطة شمسية، بقدرة تصل إلى 1465 ميجاواط، باستثمارات تصل إلى ملياري دولار.

وتقع المحطة بمنطقة بنبان في محافظة أسوان، والتي تتميز بأنها من أكثر المناطق إشعاعًا، وتخلو من السهول والمرتفعات.
ووفقًا لما نقلته بيانات حكومية عن تقارير دولية، فإن لدى محافظة أسوان ميزة نسبية في إقامة مشروعات الطاقة الشمسية، وذلك بفضل ما تتمتع به قرية بنبان بمعدل سطوع للشمس على مدار العام.

ويشار إلى أن مراحل تنفيذ مجمع بنبان الشمسي بدأت عام 2015، ومن ثم نجحت البلاد في التشغيل التجاري للمجمع خلال شهر أبريل 2018، وافتتحته وزارة الكهرباء المصرية في ديسمبر 2019.

وموّلت مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي جزءًا من استثمارات مجمع بنبان بقيمة 653 مليون دولار، وبمشاركة البنك الأوروبي، لإعادة الإعمار وعدد من الشركات الأخرى.
ويصل عدد الألواح الشمسية المستخدمة في محطة بنبان إلى نحو 200 ألف لوح شمسي.

وكانت الحكومة المصرية قد خصصت 7.650 ألف كيلومتر مربع لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة.

وتصل كمية الإشعاع الساقط على مصر لـ6 تريليونات كيلوواط/ساعة يوميًا، مما يزيد من قدرة المحطات الشمسية على إنتاج الكهرباء.

من جانب آخر، أشار تقرير صندوق النقد العربي إلى أن دولة الإمارات تسعي ضمن استراتيجيتها للطاقة إلى رفع القدرة الإنتاجية من الطاقة المتحددة لتصل إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي الإنتاج من الطاقة إلى 30% بحلول عام 2030، تصل إلى 38% في 2035.

وأوضح صندوق النقد إلى أنه في إطار البرنامج الوطني للطاقة المتجددة بالسعودية الذي يمثل مبادرة استراتيجية تم إطلاقها ضمن رؤية المملكة 2030، ومبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، تستهدف المملكة زيادة حصتها في إنتاج الطاقة المتجددة وتحقيق التوازن في مزيج مصادر الطاقة المحلية والوفاء بالتزاماتها تجاه تجنب الانبعاثات.

ولفت صندوق النقد إلى أن رؤية عُمان 2040، تتضمن أهدافاً تتعلق بتحقيق أمن الطاقة من خلال تنويع مصادر الطاقة، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وترشيد الاستهلاك وتستهدف زيادة نسبة استهلاك الطاقة المتجددة من إجمالي استهلاك الطاقة لتصل إلى 20% في عام 2030، وترتفع لتصل إلى ما بين 35% و39% في عام 2040 في حين تستهدف الكويت في إطار رؤيتها حتي 2035 زيادة نسبة الاعتماد على الطاقة المتجددة في إنتاج الطاقة الكهربائية لتصل إلى 15% بحلول 2030.

وحسب صندوق النقد، فإن خطة العمل الوطنية القطرية للتغير المناخي 2030، أكدت أهمية التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة ويشكل دمج مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في قطر فرصة لتحرير إنتاج الطاقة لأغراض التصدير وخفض كمية النفط والغاز المستهلكة في علميات تحلية المياه وتوليد الطاقة، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، فيما تقوم قطر حالياً بوضع وتنفيذ استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة بما في ذلك السياسات والمشاريع المرتبطة بها.


وأوضح صندوق النقد أن استراتيجية إدارة الطاقة في تونس تستهدف تعزيز كفاءة الطاقة من خلال تخفيض الاستهلاك الوطني من الطاقة الأولية بنسبة 30%، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة من خلال رفع مساهمة الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء إلى 30% بحلول عام 2030، بينما في الجزائر يستهدف مخطط عمل الحكومة تحقيق قدرة إنتاجية من الطاقة الكهربائية قدرها 15 ألف جيجاوات بحلول عام 2035 اعتماداً على مصادر الطاقة المتجددة، خاصة منها الطاقة الشمسية.

وأشار صندوق النقد إلى أن الأردن تستهدف في استراتيجيتها الشاملة لقطاع الطاقة للأعوام 2020-2030، زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء لتصل إلى 31% في عام 2030 مقارنة بنحو 21% في عام 2020، بينما تهدف استراتيجية المغرب للطاقة إلى زيادة حصة الطاقات المتجددة في المزيد الكهربائي من 20% إلى أكثر من 52% في 2030.

ولفت صندوق النقد إلى أن باقي الدول العربية مثل العراق والبحرين وليبيا والقمر المتحدة تعمل على تعزيز استخداماتها من مصادر الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية التي تعول عليها الدول العربية كثيراً في ظل ما تتمتع به المنطقة العربية من مميزات تتعلق بالحزام الشمسي الذي يحيط بها والذي يتميز بتوفر أشعة الشمس الساطعة وحرارتها التي تمتد لفترات طويلة خلال العام.

وأشار صندوق النقد العربي إلى أن الاهتمام العالمي بالتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، في ظل التحديات المستمرة المتعلقة بتحقيق أمن الطاقة التي برزت بشكل واضح عالميا من ناحية، وتزايد الطلب على الطاقة من ناحية أخري، إضافة إلى تنامي التحديات البيئية التي تدفع في اتجاه التحول في نظم الطاقة إلى طاقة نظيفة ومستدامة وميسورة التكلفة.

وأوضح صندوق النقد أنه على الرغم من الاهتمام المتزايد بالطاقة المتجددة، إلا أن مساهمتها في مزيج الطاقة العالمي مازالت متواضعة، حيث تبرز عدة تحديات تتعلق بمدى قدرة الطاقة المتجددة على تحقيق متطلبات الموثوقية والاستدامة في ظل ارتباطها بتوفر ظروف وخصائص معينة للطقس والمناخ مثل درجة كثافة وطول فترة توفر أشعة الشمس وحرارتها، وسرعة الرياح وقوة تدفق المياه.