ترامب يعلن النصر: ”الضربة الأميركية أعادت إيران عقوداً إلى الوراء”

في تطور لافت ضمن مسلسل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية ألحقت "دماراً شاملاً"، معتبراً أنها أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لعقود. وأضاف بثقة: "لن يصنعوا قنابل نووية لوقت طويل"، ملمحاً إلى أن واشنطن لن تتردد في تنفيذ ضربات جديدة إذا استشعرت أن طهران تعيد بناء قدراتها النووية، بقوله: "بالتأكيد".
يأتي هذا التصعيد في سياق متقلب يراوح بين المواجهة والتهدئة، إذ أشار ترامب إلى أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يمضي "بشكل جيد جداً"، في محاولة لطمأنة الحلفاء والمجتمع الدولي بعد أسابيع من حرب جوية شرسة اندلعت في 13 يونيو الجاري، إثر قصف إسرائيلي مباشر لأهداف داخل إيران، وهو ما أشعل المخاوف من اتساع رقعة النزاع الإقليمي في ظل استمرار الحرب في غزة منذ أكتوبر 2023.
وفي موازاة التصعيد العسكري، لا تزال القنوات الدبلوماسية مفتوحة، حيث كشف ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، أن المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي بدأت في أبريل الماضي، "واعدة"، وأن هناك أملًا في التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد. هذه المحادثات تتركز على الملف النووي الإيراني، إذ تصر طهران على أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية، بينما تهدف الولايات المتحدة إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي تحت أي ظرف.
الضربة الأوسع
الضربة الأميركية، التي وُصفت بأنها الأوسع منذ سنوات، لم تقتصر تداعياتها على الملف النووي فحسب، بل امتدت إلى ملفات إقليمية متشابكة، أبرزها ملف الرهائن في غزة، حيث صرّح ترامب بأن العملية العسكرية ساهمت في تسريع الجهود لإطلاق سراحهم، في مؤشر على توظيف الضغط العسكري كورقة تفاوض في أكثر من ملف.
في خلفية المشهد، تبقى إسرائيل، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، عاملًا فاعلًا ومحركًا أساسيًا لهذه التطورات. فرغم أنها ليست طرفًا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، تُبرر هجماتها على إيران بضرورة منعها من الوصول إلى قدرات نووية مشابهة. وعلى الجانب الآخر، تتمسك إيران بعضويتها في المعاهدة وتُصر على الطابع السلمي لبرنامجها، رغم التوترات المتكررة التي تغذي الشكوك الدولية.
هشاشة التوازن في الشرق الأوسط
إن هذه الحلقة من المواجهة تكشف هشاشة التوازن في الشرق الأوسط، حيث تتداخل الأبعاد النووية بالأمن الإقليمي، وتختلط الدبلوماسية بالردع العسكري، في مشهد مفتوح على جميع السيناريوهات. وبينما تتحدث واشنطن عن تقدم في محادثات غزة والملف النووي، فإن إمكانية الانفجار تظل قائمة ما دامت الملفات العالقة لم تجد تسويات شاملة ومستدامة.