إيران تتحدى الولايات المتحدة: لن نسمح بوقف تطورنا النووي

في تصعيد غير مسبوق للتوتر بين طهران وواشنطن، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية رفضها القاطع لأي محاولة لعرقلة ما وصفته بـ"الصناعة الوطنية"، في إشارة مباشرة إلى برنامجها النووي، مؤكدة أن التطوير النووي الإيراني "غير قابل للتجميد أو الإيقاف"، رغم الهجمات العسكرية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية حساسة.
ضربات جوية دقيقة وإعلان أمريكي صاخب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عبر منصته "تروث سوشيال" أن الجيش الأمريكي نفذ "هجوماً ناجحاً للغاية" على ثلاث منشآت نووية رئيسية داخل إيران: فوردو، نطنز، وأصفهان. وأكد أن "موقع فوردو انتهى"، في تعبير صريح عن نجاح الضربة. وأضاف أن جميع الطائرات المشاركة في العملية انسحبت بسلام من المجال الجوي الإيراني، ووجه تحية مباشرة للقوات الأمريكية، معتبرًا العملية لحظة فارقة تستدعي "السلام"، على حد وصفه.
ردود إيرانية.. نفي للتلوث وتحذير قانوني
من جانبها، سعت إيران إلى احتواء التداعيات النفسية والسياسية، حيث أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنه "لا توجد علامات على تسرب إشعاعي" عقب الضربات، نافية وجود خطر على السكان المدنيين المحيطين بالمواقع المستهدفة. كما أوضحت أن المنشآت التي تعرضت للهجوم لم تكن تحوي موادًا نشطة إشعاعياً وقت الضربة، وهو ما اعتبرته تقليلاً من حجم الخطر الحقيقي.
ورغم هذا النفي، لم تتردد المنظمة في تحميل الولايات المتحدة مسؤولية خرق القانون الدولي، معتبرة أن هذه الهجمات تمثل "عدواناً سافراً" يتطلب تحركًا قانونيًا دوليًا. وأعلنت إدراج "الإجراءات القانونية اللازمة" على جدول أعمالها للدفاع عما وصفته بـ"الحقوق المشروعة لإيران"، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة ما أسمته "شريعة الغاب" وغياب العدالة في الساحة الدولية.
الهجمات تأتي في سياق أوسع من التوتر الإقليمي المتصاعد، إذ سبقتها عمليات إسرائيلية، بدأت في 13 يونيو، استهدفت مواقع إيرانية، بذريعة اقتراب طهران من تصنيع سلاح نووي. وتصرّ طهران على أن برنامجها النووي سلمي تماماً، بينما لا تؤكد إسرائيل امتلاكها لترسانة نووية، رغم ما يتداول على نطاق واسع بشأن قدراتها.
انعكاسات محتملة.. تصعيد مفتوح أم فرصة للحوار؟
هذه الضربات تُعيد فتح الباب أمام مواجهة مباشرة أو بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتقاطع ملفات الأمن النووي، والنفوذ الإقليمي، وملف العقوبات، فضلًا عن الحسابات السياسية الداخلية لكل من إيران والولايات المتحدة.
في المقابل، قد يفتح هذا التصعيد غير المسبوق الباب أمام ضغوط دولية لإحياء المسار الدبلوماسي المجمد منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، خاصة في ظل دعوات طهران لمحاسبة الولايات المتحدة دوليًا، وتهديدها بالرد في حال تكرار الهجمات.