الرقابة النووية في مصر.. بين التحديات الأمنية والآفاق التنموية
في سياق الجهود الإعلامية الرامية إلى تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا الاستراتيجية، خصّص برنامج "صباحنا مصري" على شاشة الفضائية المصرية حلقة خاصة استضاف خلالها الأستاذ الدكتور سامي شعبان، رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، في حوار معمق تناول أبرز ملامح ملف الأمان النووي والإشعاعي في مصر، وذلك في ضوء التوسع المتسارع نحو الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وعلى رأسها مشروع محطة الضبعة.
أمان نووي.. في قلب الاستراتيجية الوطنية
خلال اللقاء، أوضح الدكتور سامي شعبان أن هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تُعد بمثابة خط الدفاع الأول لحماية الأمن القومي في المجال النووي، مؤكدًا أن دورها لا يقتصر على الرقابة الروتينية بل يمتد إلى ضمان التزام جميع المنشآت النووية والإشعاعية – سواء كانت بحثية أو إنتاجية – بأعلى معايير السلامة. كما شدد على أهمية الاستقلالية والشفافية في عمل الهيئة، بوصفها الضمان الحقيقي لثقة المواطن والرأي العام في المشروعات النووية.
الضبعة: بين الطموح والتنفيذ الآمن
توقف الحوار عند محطة الضبعة النووية باعتبارها أبرز محطات التحول في مسار الطاقة بمصر. وبيّن الدكتور شعبان أن الهيئة تتابع أعمال الإنشاء والتجهيز في المحطة منذ المراحل الأولية، بما يضمن الالتزام بالضوابط الفنية الصارمة التي تضعها الهيئة بالتعاون مع شركاء دوليين، على رأسهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد نوّه إلى أن التنسيق المستمر مع هذه الجهات يعكس التزام مصر بالمعايير العالمية في مجال السلامة النووية.
الرقابة لحماية الإنسان والبيئة
لم تغب الأبعاد البيئية والصحية عن اللقاء، إذ أشار الدكتور شعبان إلى أن الهيئة تُولي اهتمامًا بالغًا برصد الإشعاعات ومراقبة أي تأثير بيئي محتمل. وأضاف أن هناك منظومة وطنية متكاملة لحماية المواطنين وضمان عدم تأثر البيئة المحيطة بأي استخدام إشعاعي أو نووي، وهو ما يتقاطع مع أهداف التنمية المستدامة الواردة في رؤية مصر 2030.
الإعلام.. جسر التوعية والطمأنة
ويأتي هذا اللقاء في إطار استراتيجية أوسع ينتهجها قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري، تحت إشراف غادة الفقي، لتقريب القضايا الكبرى للمشاهد المصري بلغة مبسطة مدعومة بمضمون علمي دقيق.
وقد أشرف على إعداد اللقاء فريق عمل متكامل بقيادة تحريرية لعبد الحميد جاد الله، وتقديم محمد عبد المنعم ولبنى يحيى، وإخراج أحمد يحيى، تحت إشراف عام للمخرج وائل علي.
دعوة للمشاركة المجتمعية
واختُتم اللقاء بدعوة صريحة وجهها الدكتور سامي شعبان إلى المواطنين، لمتابعة ما يُنجز في ملف الطاقة النووية بمصر، والانخراط في فهم مراحله وتفاصيله، بما يعزز من الشفافية والمشاركة المجتمعية في مشروع يُعد من الأعمدة المستقبلية للتنمية الوطنية.
بهذا الطرح، لا يكتفي الإعلام الرسمي بنقل الأخبار، بل يسهم في بناء وعي علمي راسخ تجاه إحدى أكثر القضايا حساسيةً وتأثيرًا في مستقبل مصر الاقتصادي والبيئي.
