اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

ما حجم الضرر الذي ألحقته الهجمات الإسرائيلية ببرنامج إيران النووي؟

 إيران كان لديها ثلاث محطات عاملة لتخصيب اليورانيوم عندما بدأت إسرائيل هجماتها
إيران كان لديها ثلاث محطات عاملة لتخصيب اليورانيوم عندما بدأت إسرائيل هجماتها

* تدمير البنية التحتية للكهرباء في نطنز ومحطة التخصيب التجريبية للوقود

شنت إسرائيل هجمات عسكرية واسعة النطاق على إيران، وأصابت مواقع من بينها بعض من أهم منشآتها النووية.

في ما يلي ملخص لما هو معروف عن الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك بيانات من التقرير الفصلي الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الـ31 من مايو (أيار) الماضي.

نظرة عامة

تخصب إيران اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المئة. ويمكن بسهولة تنقية هذا اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى نحو 90 في المئة، وهي درجة نقاء تسمح بتطوير الأسلحة.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتفقد المواقع النووية الإيرانية، بما في ذلك محطات التخصيب، إن هذا الأمر "مقلق للغاية" لأنه لا توجد دولة أخرى خصبت اليورانيوم إلى هذا المستوى من دون إنتاج أسلحة نووية. وتقول القوى الغربية إنه لا يوجد مبرر مدني للتخصيب إلى هذا المستوى.

وتنفي إيران سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية، وتشير إلى حقها في الحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، ومنها التخصيب، باعتبارها طرفاً في معاهدة حظر الانتشار النووي.

أما إسرائيل، وهي ليست طرفاً في معاهدة عدم الانتشار النووي، فهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية. ولا تنفي إسرائيل ذلك أو تؤكده.

وكان لدى إيران ثلاث محطات عاملة لتخصيب اليورانيوم عندما بدأت إسرائيل هجماتها:

محطة تخصيب الوقود في نطنز

منشأة شاسعة تحت الأرض مصممة لتحوي 50 ألف جهاز طرد مركزي، وهي الآلات التي تخصب اليورانيوم.

وكانت هناك دائماً تكهنات بين الخبراء العسكريين حول ما إذا كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قادرة على تدمير المنشأة نظراً إلى وجودها في نقطة عميقة تحت الأرض.

وهناك نحو 17 ألف جهاز طرد مركزي موجودة هناك، منها نحو 13500 جهاز تعمل في آخر إحصائية لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى خمسة في المئة.

وأبلغ رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة الماضي أن البنية التحتية للكهرباء في نطنز دمرت، وتحديداً محطة كهربائية فرعية ومبنى إمدادات الطاقة الكهربائية الرئيس وإمدادات الطاقة الكهربائية في حالات الطوارئ والمولدات الاحتياطية.

وقال إنه في حين لا يوجد ما يشير إلى وقوع هجوم مادي على القاعة الموجودة تحت الأرض التي تحتوي على محطة التخصيب، "إلا أن انقطاع الطاقة... ربما يكون قد ألحق الضرر بأجهزة الطرد المركزي هناك".

واستشهد جروسي "بمعلومات متاحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية" لم يحددها. وزودت إيران الوكالة ببعض المعلومات، وتستخدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصورة عامة صور الأقمار الاصطناعية على نطاق واسع.

صورة عبر الأقمار الاصطناعية تظهر منشأة نطنز النووية بعد غارة جوية إسرائيلية

محطة التخصيب التجريبية للوقود في نطنز

أصغر محطات التخصيب الثلاث، ولأنها فوق سطح الأرض كانت الهدف الأصغر بين محطات التخصيب. وكانت هذه المحطة دائماً مركزاً للبحث والتطوير، واستُخدم فيها عدد أقل من أجهزة الطرد المركزي مقارنة بالمحطات الأخرى، وغالباً ما تكون متصلة في مجموعات أصغر من الآلات في ما يعرف باسم السلاسل.

ومع ذلك فقد كان بها سلسلتان مترابطتان بالحجم الكامل تضم كل منهما ما يصل إلى 164 جهاز طرد مركزي متقدم، لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة. وبغض النظر عن ذلك، لم يكن هناك سوى 201 جهاز طرد مركزي عامل في محطة تخصيب اليورانيوم التجريبية بنسبة تصل إلى اثنين في المئة.

وجرى نقل معظم أعمال البحث والتطوير الخاصة بالمحطة التجريبية أخيراً إلى محطة تخصيب الوقود النووي تحت الأرض في نطنز، حيث يعمل أكثر من ألف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى خمسة في المئة.

وقال جروسي إن محطة التخصيب التجريبية للوقود في نطنز دمرت في الهجوم الإسرائيلي.

محطة فوردو لتخصيب الوقود

أكد جروسي أن موقع التخصيب الأكثر عمقاً في إيران، المحفور في جبل، لم يتعرض لأضرار وفقاً لما يمكن رؤيته.

وعلى رغم أنه لا يعمل فيه سوى نحو ألفي جهاز طرد مركزي فقط، فهو ينتج الغالبية العظمى من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، باستخدام العدد نفسه من أجهزة الطرد المركزي تقريباً التي كانت تعمل في محطة التخصيب التجريبية في نطنز، لأنه يعتمد على التغذية باليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 في المئة في تلك السلاسل مقارنة بنسبة خمسة في المئة في محطة نطنز التجريبية، بالتالي أنتجت فوردو 166.6 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة في الربع الأخير. ووفقاً لمقياس "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" فإن ذلك يكفي من حيث المبدأ، إذا ما جرى تخصيبه بدرجة أكبر، لأقل من أربعة أسلحة نووية بقليل، مقارنة بنحو 19.2 كيلوجرام في محطة تخصيب الوقود النووي التجريبية، أي أقل من نصف الكمية اللازمة لقنبلة.

منشآت أخرى

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الهجمات الإسرائيلية ألحقت أضراراً بأربعة مبانٍ في المجمع النووي في أصفهان، بما في ذلك منشأة تحويل اليورانيوم والمنشآت التي يجري فيها العمل على معدن اليورانيوم.

وعلى رغم أن له استخدامات أخرى، فإن إتقان تكنولوجيا معدن اليورانيوم خطوة مهمة في صنع نواة سلاح نووي. وإذا حاولت إيران صنع سلاح نووي، فسيتعين عليها أخذ اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة وتحويله إلى معدن اليورانيوم.

وعملية تحويل اليورانيوم هي العملية التي يتم من خلالها تحويل "الكعكة الصفراء" إلى سداسي فلوريد اليورانيوم، وهو المادة الخام لأجهزة الطرد المركزي، بحيث يمكن تخصيبه. وإذا تعطلت منشأة تحويل اليورانيوم فإن اليورانيوم القابل للتخصيب سينفد من إيران في نهاية المطاف ما لم تجد مصدراً خارجياً لسداسي فلوريد اليورانيوم.

العلماء

قال مصدران الأحد إن 14 عالماً نووياً إيرانياً في الأقل قتلوا بهجمات إسرائيلية منذ الجمعة، بعضهم في سيارات ملغومة.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أسماء تسعة منهم السبت قائلاً إنهم "لعبوا دوراً محورياً في التقدم نحو امتلاك أسلحة نووية وإن القضاء عليهم يمثل ضربة كبيرة لقدرة النظام الإيراني على امتلاك أسلحة دمار شامل". ولم يتسن التحقق من هذا التصريح بعد.

وكثيراً ما قالت القوى الغربية إن التقدم النووي الإيراني يوفر لها "مكسباً معرفياً لا رجعة فيه"، مما يشير إلى أنه في حين أن فقدان الخبراء أو المنشآت قد يبطئ التقدم، فإن التقدم دائم.

مخزون اليورانيوم

تمتلك إيران مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصب بمستويات مختلفة.

ووفقاً لمقياس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فبحلول الـ17 من مايو تشير التقديرات إلى أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة لصنع تسعة أسلحة نووية.

أما عند مستويات التخصيب المنخفضة فلديها ما يكفي لصنع مزيد من القنابل، على رغم أن الأمر سيتطلب مزيداً من الجهد، ما يكفي لتخصيب ما يصل إلى 20 في المئة لصنع قنبلتين أخريين، وما يكفي لتخصيب ما يصل إلى خمسة في المئة لصنع 11 قنبلة أخرى.

وقال مسؤولون إن معظم مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب مخزن في أصفهان تحت ختم الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم تذكر الوكالة الدولية للطاقة الذرية مكان تخزينه، ولم تذكر ما إذا كان قد تأثر بالضربات.

كيف سترد إيران؟

قال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي للتلفزيون الرسمي السبت إن إيران ستتخذ إجراءات لحماية المواد والمعدات النووية التي لن يتم إخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بها ولن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما كان الحال في السابق.

كما يعد المشرعون مشروع قانون يمكن أن يدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، على خطى كوريا الشمالية التي أعلنت انسحابها في عام 2003، ثم مضت في اختبار أسلحة نووية.

ولا تعرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران خارج محطات التخصيب. وأي تخفيض إضافي في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن يزيد من التكهنات بأنها ستقوم أو قامت بإنشاء محطة تخصيب سرية باستخدام بعض تلك الإمدادات.

وأوضح المسؤولون أنه يمكن أيضاً إعادة تشكيل سلاسل أجهزة الطرد المركزي الحالية لتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء مختلفة في غضون أسبوع.

ما وضع مخزون اليورانيوم؟

إذا لم تعد إيران قادرة على التخصيب يصبح مخزونها الحالي من سداسي فلوريد اليورانيوم واليورانيوم المخصب أكثر أهمية.

ما حجم الضرر؟

لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الآن من إجراء عمليات تفتيش للوقوف على تفاصيل الأضرار هناك.

موضوعات متعلقة