رضا بهلوي يحرض على النظام الإيراني بمباركة إسرائيلية

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والانقسامات الداخلية الحادة في إيران، عاد اسم رضا بهلوي، ولي عهد الشاه الراحل محمد رضا بهلوي، إلى الواجهة بقوة كأحد أبرز وجوه المعارضة الإيرانية في الخارج، وربما – وفق مراقبين – كمرشح محتمل للعب دور سياسي كبير في حال انهيار النظام الحاكم في طهران.

رضا بهلوي.. رجل الغرب وإسرائيل

رغم أنه ينتمي إلى السلالة التي أطاح بها الثورة الإسلامية عام 1979، فإن رضا بهلوي لا يطرح نفسه كوريث للعرش، بل كزعيم إصلاحي يسعى لتأسيس نظام ديمقراطي علماني. وقد أسس في هذا السياق مشروعًا طموحًا بعنوان "ازدهار إيران"، يهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد الإيراني على أسس حديثة في مرحلة ما بعد الجمهورية الإسلامية.

ورغم أن بهلوي يعيش في منفاه الأمريكي منذ عقود – حيث تلقى تعليمًا عالي المستوى في الولايات المتحدة ويقيم بالقرب من واشنطن – إلا أن حضوره في المشهد السياسي الإيراني تعزز بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يتابعه ملايين الإيرانيين على منصتي "إكس" و"إنستغرام"، ويخاطب جمهوره بلغة معارضة للنظام تجمع بين التاريخ والثقافة والسياسة.

تقارب مع إسرائيل

في أبريل 2023، أقدم رضا بهلوي على زيارة تاريخية لإسرائيل، التقى خلالها برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، كما زار مواقع دينية يهودية، مشددًا على ما وصفه بـ"العلاقة التاريخية" بين اليهود والشعب الإيراني، في خطوة اعتبرها كثيرون تحولًا استراتيجيًا في خطابه، وأيضًا رهانًا إسرائيليًا على شخصه في حال سقوط النظام الحالي في طهران.

وتزامنًا مع التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، أصدر بهلوي بيانًا دعا فيه عناصر الأمن الإيراني إلى الانشقاق عن النظام الذي وصفه بأنه "ضعيف وهش" وقد "جرّ البلاد إلى حافة الحرب"، معتبرًا أن الفرصة مواتية الآن لتغيير جذري.

الجذور الملكية والنسب المختلط

ينحدر رضا بهلوي من عائلة إمبراطورية ذات جذور فارسية ومصرية؛ فهو ابن الإمبراطورة فرح ديبا، وحفيد رضا شاه بهلوي، مؤسس الأسرة البهلوية، ومن جهة والدته الأميرة فوزية، ابنة الملك فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق، ما يجعل رضا حفيدًا للأسرتين الملكيتين في إيران ومصر. وتحمل شقيقته شاهيناز بهلوي الجنسية المصرية منذ عام 2013.

تحديات وفرص

رغم ما يبدو من نشاط سياسي واهتمام دولي بشخصه، فإن رضا بهلوي لا يزال يواجه تحديات كبرى، على رأسها انقسام المعارضة الإيرانية في الخارج، وتوجس شرائح من الداخل الإيراني من أي عودة للملكية أو الارتهان لقوى أجنبية، لا سيما إسرائيل. ومع ذلك، فإن تصاعد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في إيران، والانكشاف الأمني المتزايد، يجعل من مشروعه – بالنسبة للبعض – أفقًا بديلاً قابلاً للنظر.