اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة في حي الصبرة بغزة حماس توجه تحذيرا شديدا لإسرائيل بهذا الشأن بشأن غزة.. مباحثات هاتفية مصر وإيران عملية الشبكة العنكبوتية.. كيف أججت ضربة أوكرانيا التصعيد الروسي وتصدعت معها مواقف ترمب؟ اليمين التكنولوجي.. تحالف هش بين الابتكار والمحافظة.. أزمة ترمب وماسك نموذجاً الإدارة الذاتية في دمشق.. بين حلم اللامركزية وواقع المركزية.. مفاوضات شاقة على طريق الدمج السوري لوس أنجلوس تشتعل.. اعتقالات المهاجرين تفجّر احتجاجات ومواجهات عنيفة مع الشرطة حماس: لا بديل لغزة إلا التحرير الشامل وفلسطين من البحر إلى النهر الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات ضد إسرائيل بسبب غزة خان يونس تحت النار.. استشهاد 34 فلسطينيا وانهيار المنظومة الصحية في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل كيف تموّل إسرائيل حرب غزة عبر الأسواق الأميركية؟ الطلاب الصينيون في أميركا.. معركة التأشيرات بين الأمن القومي والحرب الباردة الأكاديمية

إيلون ماسك يدرس تأسيس”حزب أميركا”.. وترامب يصفه بالمهاجر غير الشرعي

ماسك
ماسك

في خطوة مثيرة وغير مسبوقة من خارج المؤسسة السياسية التقليدية، لوّح الملياردير الأميركي إيلون ماسك بتأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم "حزب أميركا"، في تطور يضعه على مسار تصادمي محتمل مع حليفه السابق، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ويعيد تشكيل مشهد الاستقطاب الحزبي الذي تهيمن عليه ثنائية الحزب الجمهوري والديمقراطي منذ عقود.

النزعة الاستقلالية وصعود "التيار اللامنتمي"

استند ماسك في دعوته إلى نتائج استطلاع أجراه على منصة "إكس"، حيث صوّت نحو 80% من المشاركين لصالح تأسيس كيان سياسي يمثل غالبية الأميركيين "المُهمّشين سياسياً"، وهم من لا يشعرون بالانتماء لأي من الحزبين التقليديين. هذا الخطاب وجد صداه لدى شريحة واسعة من الأميركيين، إذ أظهرت بيانات مؤسسة "غالوب" أن 43% من الناخبين يعرّفون أنفسهم كمستقلين، مما يعكس فجوة متنامية بين المؤسسة السياسية والقاعدة الشعبية.

الإعلامي ماريو نوفل، أحد أبرز المؤيدين للفكرة، اعتبر أن هذا التوجه بمثابة "تفكيك للمؤسسة الحاكمة" عبر أدوات ديمقراطية. ولفت إلى أن ماسك يمتلك مزيجاً فريداً من الموارد والتأثير والمنصات التكنولوجية، بما يجعل محاولته مختلفة عن تجارب "الأحزاب الثالثة" التي عادة ما انتهت إلى الهامش.

تحدي ترمب واليمين الشعبوي

في خلفية هذا التوجه السياسي، تقف توترات متصاعدة بين ماسك وترمب، خاصة بعد أن أعلن الأخير عن مشروع قانون ضخم للضرائب والإنفاق، أطلق عليه "القانون الكبير الجميل"، وهو مشروع انتقده ماسك بعنف ووصفه بأنه استمرار لهدر المال العام.

تطورت الخلافات إلى حد انسحاب ماسك من أحد مكاتب إدارة ترمب الخاصة بكفاءة الحكومة، وبدأت إشارات عداء واضحة بين الطرفين على منصات التواصل، بل أيد ماسك مقترحاً بعزل ترمب، في تحول دراماتيكي للعلاقة بينهما.

بين الإمكانية القانونية والتحديات الواقعية

رغم حماس ماسك وتأييد الجمهور الرقمي له، إلا أن تأسيس حزب جديد في النظام الأميركي يواجه عقبات تنظيمية ولوجستية كبيرة. فالحزبان الكبيران يملكان وصولاً كاملاً إلى صناديق الاقتراع، بينما يتطلب دخول أي كيان جديد إلى المشهد خوض معركة قانونية وإدارية في كل ولاية على حدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قوانين تمويل الأحزاب السياسية تحد من حجم التبرعات، مما يصعب على ماسك تحويل "America PAC"، وهي لجنته السياسية، إلى حزب رسمي له نفس الامتيازات.

تكنولوجيا السياسة: من إدارة المحتوى إلى تشكيل القاعدة

يمتلك ماسك أفضلية استراتيجية على خصومه السياسيين المحتملين، تتمثل في تحكّمه المباشر بمنصات رقمية مؤثرة مثل "X"، ما يمنحه قدرة غير مسبوقة على تشكيل الرأي العام ونشر رسائله السياسية دون الحاجة إلى وسطاء إعلاميين تقليديين. هذه المنصة، إلى جانب إمبراطوريته التكنولوجية (تسلا، سبيس إكس، xAI)، توفر له قاعدة نفوذ ناعمة لكنها فعّالة، تؤهله للعب دور جديد في المشهد السياسي، ليس فقط كمموّل أو ناشط، بل كصانع أجندة.

الرؤية السياسية لماسك: من تفكيك النخبة إلى إعادة هيكلة الدولة

فكرة "تفكيك المؤسسة" التي يروّج لها ماسك لا تهدف إلى إسقاط النظام الديمقراطي الأميركي، بل إلى إعادة توزيع السلطة والنفوذ من "النخب السياسية الدائمة" إلى قاعدة شعبية "منسية"، على حد وصفه. إنها دعوة لتفكيك "الطبقة السياسية المغلقة"، دون المساس بالدستور أو الآليات الديمقراطية، وهو خطاب يجد صداه في قاعدة يمينية ويُغري شرائح وسطية ضاقت ذرعاً بالاستقطاب والجمود التشريعي.

في السياق ذاته هاجم الرئيس الأمريكي حليفه القديم بضراوة ووصفه بأنه مهاجر غير شرعي.

إعلان إيلون ماسك نيته تأسيس "حزب أميركا" يتجاوز حدود الدعاية السياسية أو الانفعالات اللحظية. إنه بمثابة تحدٍ مباشر للثنائية السياسية الأميركية، ومؤشر على تنامي الحنين إلى قوة ثالثة تعبر عن طموحات المستقلين والمهمشين سياسياً. ومع أن العقبات التنظيمية والسياسية لا تزال كبيرة، فإن امتلاكه لأدوات تكنولوجية ومالية وإعلامية قد تجعله أول رجل أعمال – منذ روزفلت – يهدد فعلياً التوازن الحزبي الأميركي الراسخ.