اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

فلسطين: الفيتو الأميركي يغذي العدوان.. والاحتلال يبيد غزة ويجتاح طولكرم

غزة
غزة

في تطور مأساوي يعكس تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، تواصل إسرائيل حربها الشاملة التي اتخذت شكل إبادة جماعية في قطاع غزة، وعدوانًا ميدانيًا منظّمًا على مدن وبلدات الضفة الغربية، وعلى رأسها مدينة طولكرم ومخيم نور شمس، ما يكشف عن سياسة ممنهجة تستهدف تفريغ الأرض من أهلها، وفرض وقائع ديموغرافية جديدة على الأرض.


صرّح نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، أن حصيلة المجازر في قطاع غزة تخطت 55 ألف شهيد، بالإضافة إلى عشرات آلاف الجرحى، وسط تصعيد ممنهج يستهدف المدنيين، والبنى التحتية، والمرافق الحيوية، وتعميم للمجاعة والحصار الشامل. هذه الأرقام المروعة تُعَدّ مؤشراً واضحاً على نوايا الاحتلال في إحداث تطهير عرقي، لا يمكن تبريره بأي ذريعة أمنية أو سياسية.
وأشار أبو ردينة إلى أن استمرار العدوان في ظل الحماية السياسية الأميركية عبر استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي، يعكس تواطؤًا دوليًا مع الجريمة، ويقوّض النظام الدولي القائم على القانون وحقوق الإنسان. بل ذهب أبعد من ذلك حين اعتبر أن الفيتو الأميركي هو بمثابة ضوء أخضر للاحتلال للمضي قدمًا في جرائمه، مما يشجع على مزيد من الفوضى وانعدام الاستقرار في المنطقة.

الضفة الغربية – سياسة "الضم الزاحف" بالقوة
في موازاة المجازر في غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيدًا خطيرًا من قبل المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال، حيث تم إحراق منازل وممتلكات في بلدة دير دبوان، واعتداءات يومية في القدس على المقدسات الإسلامية والمسيحية، في ظل غياب أي محاسبة دولية.
وتُعد مدينة طولكرم ومخيم نور شمس نموذجًا واضحًا لهذا التصعيد، حيث تخضع لحصار عسكري خانق منذ 130 يومًا، يترافق مع حملات اقتحام واعتقال وتدمير ممنهج للبنية التحتية والمساكن، وهو ما يرقى إلى جريمة حرب. وقد سجلت خلال الساعات الأخيرة فقط:
مداهمة أكثر من 40 منزلاً ومتجراً في ضاحية اكتابا شرق طولكرم.


سرقات منظمة للأموال، وتخريب واسع النطاق.


اعتقال الشاب محمود نائل أبو عطية، والفتى علي محمد غزلي، والشاب أوس مروح (أُفرج عنه لاحقاً).


اعتداءات جسدية على سكان، وتخريب صور شهداء منازلهم.


كما داهمت قوات الاحتلال مجمع "دعباس" ومنزل عائلة الشهيد عبد الله دعباس، وعبثت بمحتوياته في محاولة لمسح الرموز النضالية، بينما تم اعتقال الأسير المحرر صالح برقاوي من منزله بعد اقتحام عنيف.
ثالثًا: هندسة التهجير القسري وتغيير التركيبة السكانية
الأخطر في ما يجري في طولكرم ونور شمس هو عملية التهجير القسري واسعة النطاق، حيث تم تهجير أكثر من 25 ألف مواطن، وتدمير نحو 400 منزل كليًا، و2,573 جزئيًا، فيما تهدف الخطة الإسرائيلية المعلنة إلى هدم 106 مبانٍ سكنية داخل المخيمات لتحويلها إلى مساحات فارغة أو بنية أمنية.
كما تحولت بعض المباني التي استولت عليها القوات الإسرائيلية إلى ثكنات عسكرية دائمة، وتُستخدم الطائرات المسيرة لمراقبة الأزقة والأسواق، بينما تُنصب الحواجز والكمائن في الطرق الرئيسية، لا سيما شارع نابلس، الذي أصبح شبه مشلول نتيجة الحصار المتواصل والهدم.
رابعًا: قراءة سياسية في الموقف الفلسطيني والرد الدولي
يشير بيان الرئاسة الفلسطينية إلى أن وقف العدوان هو المدخل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو موقف يعكس التمسك بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، رغم تصاعد الإحباط الشعبي من جدوى هذه المرجعيات في ظل الانحياز الغربي الفاضح.
المطلوب، وفق أبو ردينة، هو إجبار إسرائيل على وقف جرائمها عبر ضغط دولي حقيقي، لا من خلال بيانات الشجب والتنديد. ومع ذلك، فإن غياب الإرادة السياسية الدولية، وتغليب المصالح الجيوسياسية، جعلا الفيتو الأميركي أداة لعرقلة العدالة الدولية ومنع الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه الأساسية.