جباليا تشتعل.. مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في أعنف هجوم منذ استئناف القتال بغزة

في تطور ميداني يُعد من الأعنف منذ استئناف العمليات القتالية بين إسرائيل وحركة حماس في مارس الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مقتل ثلاثة من جنوده خلال اشتباكات في شمال قطاع غزة. وأوضح الجيش في بيان رسمي أن القتلى، وهم في أوائل العشرينات من العمر، لقوا حتفهم أمس الإثنين خلال عملية عسكرية في منطقة جباليا، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل العملياتية.
وتزامنت هذه الخسائر مع هجوم وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه "الأعنف" منذ انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت في الربيع الماضي، ما يشير إلى تصاعد محتمل في وتيرة المواجهات، خاصة في المناطق الشمالية من القطاع، حيث تتركز المعارك بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية المسلحة.
وفي تأكيد غير مباشر لطبيعة العملية، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الجنود الثلاثة قتلوا إثر انفجار استهدف آلية عسكرية من طراز "هامر" كانوا على متنها في منطقة جباليا، في حين أسفر الهجوم ذاته عن إصابة اثنين من عناصر فرق الإطفاء.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا مقتضبًا ذكر فيه أن القتلى ينتمون إلى الكتيبة التاسعة في لواء المشاة "جفعاتي"، أحد الألوية القتالية الأساسية في العمليات البرية داخل القطاع. ويُعرف هذا اللواء بانخراطه المباشر في العمليات المعقدة داخل المناطق المدنية المكتظة، مما يزيد من حجم المخاطر التي يتعرض لها جنوده.
انقسام متزايد
من جهته، أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن تعازيه لعائلات الجنود، مؤكدًا أن "قلوبنا تتألم في هذه اللحظة الصعبة". وتأتي تصريحاته في وقت يشهد فيه الداخل الإسرائيلي انقسامًا متزايدًا حول استمرار الحرب في غزة، في ظل تصاعد الخسائر في صفوف الجيش وتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
يرى مراقبون أن هذا الهجوم قد يعيد خلط الأوراق على الأرض، خاصة في ظل استمرار التوغل البري في مناطق يُفترض أن الفصائل الفلسطينية أعادت تمركزها فيها، مما يُنذر بموجة جديدة من التصعيد قد تمتد إلى مناطق أخرى من القطاع، وتعيد التوتر إلى مستويات أكثر خطورة في حال استمرار هذه الهجمات النوعية.
غزة تنزف
منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، سجلت الحصيلة مئات القتلى والجرحى من الجانبين، حيث قُتل آلاف الفلسطينيين في القطاع، بينهم عدد كبير من المدنيين، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل والمستشفيات. من الجانب الإسرائيلي، فقد قتل مئات الجنود وأفراد الأمن بالإضافة إلى مدنيين في هجمات متبادلة. شهدت الحرب أيضاً نزوحاً داخلياً واسعاً في غزة وأزمة إنسانية حادة مع نقص في الغذاء والدواء والمياه، في حين استمر القصف والتوغل البري وعمليات المقاومة، ما أدى إلى تصعيد كبير في الصراع مع تداعيات إقليمية وعالمية مستمرة.