اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تصعيد إسرائيلي في القدس وغزة.. طقوس تلمودية تحت الحماية واستشهاد عائلة كاملة في دير البلح

طقوس تلمودية
طقوس تلمودية

في مشهد يختزل التوتر المتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، شهد المسجد الأقصى صباح اليوم الاثنين موجة جديدة من الانتهاكات من قبل مستوطنين إسرائيليين، أدّوا طقوساً دينية تلمودية عند بوابات المسجد، تحت حماية مشددة من قوات الشرطة الإسرائيلية، في حين تواصل العدوان على قطاع غزة، مع استشهاد طفل من دير البلح، ما أسفر عن محو عائلته بالكامل من السجل المدني الفلسطيني.
انتهاكات الأقصى.. سياسة ممنهجة وتحدٍ مستمر
أفادت مصادر فلسطينية، نقلاً عن وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، بأن عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحموا صباح اليوم أبواب المسجد الأقصى تحديداً عند أبواب الأسباط، حطة، والملك فيصل وأدوا طقوساً دينية ورقصات وصفت بـ"الاستفزازية"، في إطار ما يسمى "عيد الأسابيع" اليهودي.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فإن أكثر من 500 مستوطن شاركوا في الاقتحامات، التي تضمنت جولات منظمة في باحات المسجد وأداء طقوس في المنطقة الشرقية منه، وهو ما اعتبره الفلسطينيون استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين وتعدياً على حرمة المكان المقدس.
الاقتحامات، التي تتكرر بصورة شبه يومية، تأتي في سياق محاولة إسرائيلية لتكريس تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى، وهو ما ترفضه المرجعيات الدينية والوطنية الفلسطينية رفضاً قاطعاً، وتعتبره تمهيداً لفرض وقائع جديدة على الأرض، تتعارض مع الوضع التاريخي والقانوني للمسجد.
تضييق على الفلسطينيين مقابل حرية للمستوطنين
في مقابل التسهيلات الأمنية التي تمنحها الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين خلال اقتحامهم للأقصى، فرضت القوات ذاتها قيوداً مشددة على دخول المصلّين الفلسطينيين، بما في ذلك احتجاز بطاقاتهم الشخصية وتقييد أعمار الداخلين. وتأتي هذه الإجراءات ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ المسجد من رواده، وفرض واقع أمني يسهل التحكم بالحرم القدسي.
غزة تنزف.. عائلة تُباد والطفل الأخير يُستشهد
بالتزامن مع التصعيد في القدس، استشهد الطفل محمد حسين عقيلان، صباح اليوم، متأثراً بجروحه التي أصيب بها إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلته في دير البلح وسط قطاع غزة قبل يومين.
ويُعد استشهاد الطفل نهاية مأساوية لعائلة عقيلان، التي أبيدت بالكامل، في واحدة من أكثر الجرائم دموية منذ بداية العدوان، لتُشطب العائلة نهائياً من سجل الحياة الفلسطيني.
وتشير وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023 بلغ 54,418 شهيداً، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلاً عن 124,190 مصاباً، في حين لا تزال أعداد أخرى من الضحايا تحت الركام، في ظل عجز طواقم الإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب الاستهداف المستمر والبنية التحتية المنهارة.
دعوات للرباط والمقاومة الشعبية
في ظل هذا التصعيد المزدوج على القدس وغزة، تتصاعد دعوات شعبية ورسمية فلسطينية لتكثيف الرباط في المسجد الأقصى، وإفشال مخططات تهويده. كما تدعو مؤسسات فلسطينية ودولية إلى تدخل عاجل لوقف العدوان المستمر على قطاع غزة، الذي بات يُهدد بكارثة إنسانية شاملة.