اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

المساعدات تتحول إلى مصائد موت.. الاحتلال يستهدف المدنيين في رفح

فلسطين
فلسطين

في واحدة من أكثر الفصول دموية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة، صباح الأحد، حين أطلق النار بشكل مباشر على حشود مدنية كانت تتجمع لاستلام مساعدات إنسانية في منطقة المواصي غرب مدينة رفح، جنوبي القطاع.
وأسفرت الجريمة عن استشهاد ما لا يقل عن 30 مدنيًا وإصابة 150 آخرين، في مشهد أعاد إلى الأذهان ما بات يُعرف بـ"مصائد الموت" التي ينصبها الاحتلال حول نقاط توزيع الإغاثة.

جريمة متعمدة


وبحسب مصادر محلية وطبية، فإن قوات الاحتلال استخدمت الذخيرة الحية والطائرات المسيّرة من طراز "كواد كابتر" في استهداف التجمعات، في سياسة باتت ممنهجة لتحويل مواقع الإغاثة إلى ميادين قتل جماعي، وحرمان السكان من أبسط مقومات البقاء.
ولا تمثل هذه المجزرة حدثًا استثنائيًا، بل جزءًا من نمط متكرر؛ إذ ارتفع عدد ضحايا استهداف مراكز توزيع المساعدات إلى 39 شهيدًا وأكثر من 220 جريحًا خلال أقل من أسبوع، ما يعكس تحول العمليات الإنسانية إلى أهداف عسكرية في استراتيجية التجويع والترهيب.
وفي السياق ذاته، واصلت آلة الحرب الإسرائيلية شن غارات على مناطق مختلفة في القطاع. فقد استُهدفت المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، وكذلك شمالها الغربي، بغارات جوية مكثفة، بالتزامن مع قصف مدفعي طال محيط جبل الصوراني شرق حي التفاح في مدينة غزة.

مأساة العائلات الفلسطينية

وفي واحدة من أكثر الحوادث المؤلمة، استشهد الطبيب حمدي النجار متأثرًا بجراحه جراء قصف منزل العائلة في جنوب خان يونس، ليلتحق بزوجته الطبيبة آلاء النجار وأبنائه التسعة الذين قضوا جميعًا في القصف ذاته، في مشهد يلخص حجم المأساة التي تطال العائلات الفلسطينية.
كما استُشهدت الطبيبة آية مدحت المدهون، إلى جانب زوجها وجنينها، أثناء قيامها بواجبها الإنساني في رعاية نازحين داخل أحد مراكز الإيواء المؤقتة.


وهو ما يسلط الضوء على الاستهداف الممنهج للكوادر الطبية التي تعاني أصلًا من ظروف عمل شبه معدومة، بفعل الحصار والتدمير الممنهج للبنية التحتية الصحية.
وفي الشمال، تعرضت بلدة جباليا لقصف بطائرة مسيّرة، أدى إلى إصابة ثلاثة مدنيين على الأقل، فيما شن الطيران الحربي غارة على منزل لعائلة "رحيم" غرب حي الزيتون في مدينة غزة، ضمن سلسلة من الغارات التي باتت تستهدف المنازل بشكل شبه يومي.

600 يوم من القتل


منذ السابع من أكتوبر 2023، يواجه قطاع غزة إبادة جماعية ممنهجة أسفرت حتى الآن عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، الغالبية الساحقة منهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين الذين باتوا بلا مأوى أو غذاء، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الإنسانية والطبية والخدمية.
العدوان المتواصل لا يستثني أحدًا: المرضى في المستشفيات، الأطباء أثناء أداء واجبهم، الأطفال في ملاجئهم، وحتى الجوعى في طوابير انتظار المساعدات.

موضوعات متعلقة