صرخة غزة.. الرئيس الفلسطيني يستنجد بالعالم لوقف الإبادة وكسر الحصار

في لحظة مفصلية من التاريخ الفلسطيني، أطلق محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية نداءً عاجلاً إلى قادة العالم، موجهاً رسالة قوية تحمل أبعاداً إنسانية وسياسية تجاه ما وصفه بـ"الوضع الكارثي والمأساوي" في قطاع غزة، الذي يتعرض لحصار خانق وعدوان مدمر، بلغ حدّ الإبادة الجماعية، على حد تعبيره.
المضمون السياسي والإنساني للنداء
عبّر الرئيس عباس عن المأساة المركّبة التي يعيشها سكان غزة، حيث تتداخل الأزمات: من التجويع، والدمار، والاستهداف المستمر، إلى المعاناة الإنسانية المتفاقمة بفعل القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية.
دعا عباس قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لكسر الحصار، مطالبًا بإدخال المساعدات الطبية والإنسانية عبر البحر والجو، وبوقف تام للحصار "التجاري، الصيني، والأمني"، الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سنوات.
تأكيد السيادة الفلسطينية
وفي نبرة تكرّس شرعية السلطة الفلسطينية، شدد الرئيس على أن قطاع غزة جزء أصيل من أرض دولة فلسطين، مجدداً دعوته إلى تولي الحكومة الفلسطينية مسؤولياتها الكاملة في القطاع، في إطار إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، بالتزامن مع وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال.
الانتقال إلى مرحلة الإعمار ورفض الاستيطان
لم يتوقف نداء عباس عند حدود الأزمة في غزة، بل وسّع الإطار نحو المرحلة القادمة، مؤكدًا أن الوقت قد حان للانتقال نحو إعادة الإعمار، ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مع التأكيد على ضرورة احترام الوضع القانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية، التي تتعرض لانتهاكات متكررة.
تحرك دبلوماسي دولي نحو حل الدولتين
عبّر الرئيس عن تطلعه إلى المؤتمر العالمي المزمع عقده في نيويورك الشهر المقبل، كمحطة مفصلية لدعم حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، والعمل على حشد مزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية، والسعي لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
الإشادة بالمواقف الدولية الداعمة
رحّب الرئيس بمواقف العديد من الدول والمنظمات، مثل فرنسا وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى بيان لافت من المرأة الإماراتية الإسلامية، الذين عبّروا جميعًا عن رفضهم للتجويع والتهجير وسياسات العقاب الجماعي، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات مباشرة عبر قنوات أممية.
دعوة إلى موقف عربي وإسلامي موحد
في خاتمة ندائه، طالب عباس الدول العربية والإسلامية بتوحيد الجهود والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة التاريخية. شدد على أن هذه المرحلة تتطلب مواقف شجاعة وقرارات غير تقليدية، لإعلاء صوت الحق الفلسطيني، واحترام القانون الدولي، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق السلام والاستقلال.
نداء الرئيس محمود عباس ليس مجرد خطاب سياسي، بل صرخة إنسانية واستراتيجية شاملة، تستنهض الضمير العالمي للتحرك أمام كارثة غزة.
يهدف النداء إلى تثبيت الحقوق الوطنية، وإنهاء العدوان، وفتح طريق سياسي يعيد الأمل إلى مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة. لكنه في الوقت نفسه اختبار لمصداقية المجتمع الدولي وقدرته على وقف نزيف دماء الأبرياء، قبل أن تبتلعهم آلة الحرب والإهمال الدولي.