اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
موقف حماس بشأن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي البيت الأبيض: ترامب لديه رغبة حقيقية لإنهاء حرب غزة سقوط طائرة عسكرية مصرية ومقتل طاقمها السعودية تحذر من تحديات إسرائيل لإرادة المجتمع الدولي سقوط عشرات الضحايا.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف منشآت طبية ومراكز إيواء في غزة قمة القاهرة.. السيسي وعون يبحثان دعم استقرار لبنان والتنسيق الإقليمي لمواجهة التحديات المتصاعدة روسيا تستخدم الـ«سوشيال ميديا» لرسم صورة جميلة عن «ماريوبول» الأوكرانية غزة تحت القصف.. 22 شهيدًا في مجازر متواصلة وإسرائيل تواصل مخطط التقسيم والتهجير الشركات الأوروبية الكبرى تخسر منافسة الأرباح والإيرادات أمام نظيرتها العالمية الخطوط الحمراء النووية.. إيران ترفض التراجع وأمريكا تتشبث بالتخصيب صفر رومانيا تختار أوروبا.. نيكوشور دان رئيساً وسط انقسامات داخلية واتهامات بالتدخل الروسي الأقصى في قبضة المستعمرين وطولكرم تحت النار.. قراءة تحليلية في تكتيكات الاحتلال لتهويد القدس وتفريغ الضفة

عملية خطف واغتيال.. إسرائيل تنفذ جرائم في قلب خان يونس وتخلّف دماراً واسعاً وضحايا مدنيين

غزة
غزة

في تصعيدٍ نوعي ومفاجئ ضمن العمليات العسكرية المستمرة على قطاع غزة، نفّذت وحدة إسرائيلية خاصة صباح الاثنين عملية اغتيال مركّزة في قلب مدينة خان يونس جنوب القطاع، أسفرت عن مقتل القيادي في "ألوية الناصر" الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، أحمد سرحان، واعتقال زوجته وأطفاله، وسط قصف جوي كثيف خلّف عشرات الضحايا والدمار في البنية التحتية.

تفاصيل العملية الخاصة

وفق مصادر محلية وطبية متطابقة، تسللت وحدة كوماندوز إسرائيلية إلى محيط شارع "الكتيبة 5" وسط خان يونس مرتدية ملابس مدنية، وبعض عناصرها تنكروا بزي نسائي للتمويه. نفذت الوحدة عملية اغتيال ميدانية بحق أحمد سرحان، عقب اشتباك مسلح خاطف، قبل أن تنسحب تحت غطاء من الغارات الجوية الكثيفة التي شنتها الطائرات الإسرائيلية.
خلال انسحابها، تركت الوحدة خلفها حقيبة تحتوي على مقتنيات توحي بأنها لأحد النازحين، في محاولة لتضليل السكان حول طبيعة تواجدهم. وقد أثارت العملية حالة من الهلع والريبة بين سكان الحي، خاصة بعد اعتقال أفراد عائلة القتيل.

قصف واسع ومقتل مدنيين لتأمين الانسحاب


بالتزامن مع هذه العملية، شن الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 30 غارة على مناطق متفرقة في خان يونس، استهدفت بلدات القرارة، الفخاري، بني سهيلا، معن، ومحيط جامعة الأقصى، بالإضافة إلى موقع العملية في شارع الكتيبة. أسفرت هذه الغارات عن مقتل 6 فلسطينيين وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال، وفق مصادر طبية.
وقد تضرر مجمع ناصر الطبي نتيجة قصف طال أحد مبانيه الأمنية، مما أثار ذعراً بين الكوادر الطبية والمرضى، لا سيما مع انقطاع الإنترنت الذي حال دون التواصل الفوري مع الجهات الإسعافية والإغاثية.

البيئة الإنسانية والطبية المتدهورة

داخل مستشفى ناصر، وصفت المصادر الطبية المشهد بـ"المروّع"، في ظل توافد جرحى بأعداد كبيرة مع شحٍّ حاد في الأدوية والمستلزمات. وصلت جثامين الضحايا والمصابين عبر عربات بدائية وشاحنات صغيرة، بسبب صعوبة تنقل سيارات الإسعاف في أجواء القصف الكثيف وانهيار البنية التحتية.
أضرار جسيمة لحقت بالأحياء السكنية في منطقتي الفخاري وبني سهيلا، وتعرض مستودع المحاليل الطبية لأضرار بالغة، مما يهدد بانهيار المنظومة الصحية أكثر فأكثر.

ردود إسرائيلية وتكتم رسمي


ورغم وضوح العملية ونتائجها، التزمت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الصمت حيال تفاصيلها، مكتفيةً ببيان مقتضب أشار إلى استمرار "عملية عربات جدعون" في أنحاء قطاع غزة. المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي نفى وجود أي تغيير في "صورة الوضع"، في محاولة للحد من التفاعل الإعلامي حول العملية.
لكن تصريحات من مصادر عسكرية للإذاعة العبرية أكدت وقوع "عملية خاصة في خان يونس"، دون أن تكون مرتبطة بمحاولات تحرير رهائن، وهو ما يعزز الرأي القائل بأن الاغتيال كان هو الهدف الأساسي.

قراءة في أهداف العملية وتداعياتها


عملية الاغتيال الخاصة تشير إلى تصعيد في التكتيكات الإسرائيلية التي باتت تعتمد على وحدات نخبة تتسلل إلى عمق المدن، مستفيدة من انهيار البيئة الأمنية والمدنية في غزة. الهدف الأساسي يبدو اغتيال قادة المقاومة باستخدام معلومات استخباراتية دقيقة وتنفيذ محكم، مدعوم بقصف مكثف لتأمين الانسحاب.

لكن هذه الاستراتيجية تخلف خسائر بشرية جسيمة في صفوف المدنيين، وتفاقم المأساة الإنسانية في غزة، التي تعاني أصلاً من حصار خانق ونقص حاد في الموارد.
كما تشير العملية إلى فشل محتمل في تحقيق أهداف أوسع عبر القصف التقليدي، مما يدفع إسرائيل للعودة إلى أسلوب "العمليات النظيفة والخاطفة"، وإن كانت على حساب حياة المدنيين.