اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
غزة تحت القصف.. 22 شهيدًا في مجازر متواصلة وإسرائيل تواصل مخطط التقسيم والتهجير الشركات الأوروبية الكبرى تخسر منافسة الأرباح والإيرادات أمام نظيرتها العالمية الخطوط الحمراء النووية.. إيران ترفض التراجع وأمريكا تتشبث بالتخصيب صفر رومانيا تختار أوروبا.. نيكوشور دان رئيساً وسط انقسامات داخلية واتهامات بالتدخل الروسي الأقصى في قبضة المستعمرين وطولكرم تحت النار.. قراءة تحليلية في تكتيكات الاحتلال لتهويد القدس وتفريغ الضفة جرينلاند بين مطرقة المصالح الأميركية وسندان السيادة الدنماركية.. الصين تدخل على خط التوترات الجيوسياسية استشهاد 17 فلسطينيا.. قراءة تحليلية لتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية بعد أن أدارت واشنطن ظهرها لها.. أوروبا تتقارب مع الصين «على مضض» هدنة مشروطة أم فخ دبلوماسي؟.. تحليل معقد لتكتيكات بوتين وترمب في ظل القلق الأوروبي «ستراتا الإماراتية» تصنع القطعة رقم 100 ألف من أجزاء هياكل الطائرات عملية خطف واغتيال.. إسرائيل تنفذ جرائم في قلب خان يونس وتخلّف دماراً واسعاً وضحايا مدنيين «أسبوع الحسم» في مباحثات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.. وترقب لاتصال بين ترامب وبوتين

تصعيد دبلوماسي جديد بين لندن وطهران.. اعتقالات إيرانيين في بريطانيا تشعل أزمة ”نفوذ أجنبي”

إيران
إيران

في تطور جديد يُنذر بتعقيد العلاقات المتوترة أصلاً بين طهران ولندن، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البريطاني على خلفية اعتقال سبعة رعايا إيرانيين في بريطانيا خلال عمليات أمنية منفصلة هذا الشهر، واتهام ثلاثة منهم بالضلوع في أنشطة يُشتبه بأنها لصالح أجهزة الاستخبارات الإيرانية. هذا التصعيد يُبرز حساسية ملف النفوذ الإيراني في أوروبا، ويعيد تسليط الضوء على طبيعة العلاقة المتوترة بين البلدين، التي تتأرجح بين التعاون الحذر والمواجهة المفتوحة.

خلفية القضية

بحسب ما نشرته وسائل الإعلام البريطانية، قامت شرطة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة باعتقال سبعة إيرانيين خلال الأسبوعين الماضيين، في عمليتين منفصلتين. وقد وجهت لثلاثة منهم تهم بموجب قوانين الأمن القومي الجديدة، تتعلق بـ"القيام بسلوك يُحتمل أن يساعد جهاز استخبارات أجنبي"، في إشارة إلى وزارة الاستخبارات الإيرانية.

ورغم إطلاق سراح أربعة من الموقوفين بكفالة، إلا أنهم ما زالوا قيد التحقيق، ما يعكس جدية السلطات البريطانية في تتبع الأنشطة الإيرانية على أراضيها، والتي أصبحت تُصنّف في سياق "النفوذ الأجنبي غير المشروع".

الموقف الإيراني

من جانبها، اعتبرت طهران أن الإجراءات البريطانية ذات طابع سياسي وتهدف إلى الضغط على الجمهورية الإسلامية في سياق التوترات الأوسع مع الغرب بشأن ملفها النووي والدور الإقليمي. وفي بيان رسمي نقلته وكالة "إرنا"، حمّلت الخارجية الإيرانية الحكومة البريطانية "المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الخطوات"، مؤكدة أن استدعاء القائم بالأعمال البريطاني جاء لمطالبة لندن بتفسير رسمي وشفاف لهذه الاعتقالات.

النفوذ الإيراني.. تحت المجهر البريطاني

تشير الأزمة إلى نقطة تحول في الموقف البريطاني تجاه ما تسميه "النفوذ الأجنبي"، حيث أُدرجت إيران في "الفئة القصوى" من قائمة الدول التي يُشترط تسجيل أنشطتها السياسية داخل المملكة المتحدة. وتستند هذه السياسة إلى مخاوف متصاعدة لدى الأجهزة الأمنية من أنشطة تجسس، ومحاولات التأثير على الجاليات، أو استهداف معارضين في المنفى.

وقد سبق وأعلنت لندن إحباط عدة مخططات يُعتقد أنها كانت موجهة من قبل عملاء إيرانيين لاستهداف شخصيات من المعارضة أو وسائل إعلام تنتقد النظام الإيراني.

قراءة في السياق الأوسع:

هذا التصعيد الدبلوماسي لا يمكن فصله عن التوترات الأوسع بين إيران والدول الغربية، خاصة بعد فشل العودة إلى الاتفاق النووي، وتصاعد وتيرة العقوبات، والاتهامات الغربية المتكررة لطهران باستخدام أدوات هجينة – تشمل الجواسيس، والتأثير السياسي، والاختراق السيبراني – لتعزيز نفوذها خارج الحدود.

وفي الداخل البريطاني، تأتي هذه القضية في وقت حساس، إذ تعمل الحكومة على تعزيز قوانين "مكافحة النفوذ الأجنبي" ضمن سياق أوسع من السياسات الأمنية التي تتعامل مع تهديدات روسيا والصين، ولكن الآن يبدو أن إيران باتت أيضًا في دائرة الخطر المعلن.

تكشف هذه الحادثة عن مرحلة جديدة من الشكوك المتبادلة بين لندن وطهران. فبينما تصرّ بريطانيا على حماية أمنها القومي من تدخلات أجنبية، ترى إيران في هذه الإجراءات محاولة سياسية للضغط عليها وتشويه سمعتها على الساحة الدولية. ومن المتوقع أن يظل الملف مفتوحًا على احتمالات التصعيد ما لم يتم احتواؤه عبر قنوات دبلوماسية فاعلة.

موضوعات متعلقة